أكد المخرج محمد حمدي أن مشاركته في توثيق أحداث ثورة 30 يونيو التي أقيمت عام 2013، تعد من أهم المحطات في مسيرته المهنية والإنسانية، واصفًا هذا اليوم بأنه "نقطة تحول فارقة في تاريخ مصر"، لا بد من تذكرها والاحتفاء بها في كل عام.
وقال محمد حمدي في تصريح خاص لـ بوابة دار الهلال:"كنا قبل 30 يونيو على شفا كارثة، وكان التغيير ضرورة حتمية، البداية جاءت من الشعب، وساندته المؤسسة العسكرية التي تضم بين صفوفها أبناء هذا الشعب من مختلف المحافظات والطبقات، من الصعيد إلى الإسكندرية، ومن الدلتا إلى أسوان، هذا التلاحم هو ما صنع الفارق".
وأوضح محمد حمدي أن توثيق الحدث بالصوت والصورة كان مسؤولية كبيرة، خاصة في زمن أصبحت فيه المادة المصورة هي الوسيلة الأهم لنقل الحقيقة للأجيال الجديدة، التي تعتمد على الصورة أكثر من الكلمة المكتوبة في فهم التاريخ واستيعابه.
وأشار محمد حمدي إلى أنه تم ترشيحه للمشاركة في التوثيق من قبل مدير التصوير الراحل الدكتور رمسيس مرزوق، الذي رشحه للتعاون مع المخرج خالد يوسف ضمن عدد من الفرق الفنية التي خرجت في طلعات جوية، تحت إشراف القوات الجوية والشؤون المعنوية، لتوثيق مشاهد الثورة من السماء، إلى جانب التغطية الميدانية على الأرض.
وأضاف:"لم أتردد لحظة كنت بالفعل مشاركا في مسيرات الفنانين من أمام وزارة الثقافة إلى كوبري قصر النيل، نحمل علم مصر ونهتف بحب الوطن، شعرت أن ما أفعله واجب، ولم يكن أحد من الفرق المشاركة يفكر في أي مكسب شخصي، كنا مستعدين للبقاء في الهواء 24 ساعة فقط لننقل الحقيقة".
أما عن التفاصيل الانسانية التي شاهدها خلال توثيقه للأحداث، قائلا:"قابلنا في الشارع سيدات وأطفال، بائعين جائلين من البسطاء، كانوا يقدمون ما يملكون دون انتظار مقابل، أحدهم أعطانا علبة بسكويت ورفض أن يأخذ ثمنها، وآخر رمى الذرة علينا وهو يبتسم، فقط لأنه شعر أننا نمثل الأمل والتغيير".
واختتم المخرج حديثه قائلا:"الأطفال الذين كانوا يسيرون بجوار أمهاتهم في المسيرات، وهم يرددون الهتافات ويحاولون فهم معانيها، كانوا مشهدا لا ينسى، هذه اللحظات الإنسانية هي جوهر ما وثقناه، وهي التي يجب أن تظل حاضرة في ذاكرة الوطن".