في الذكرى الـ12 لثورة 30 يونيو، تأتي هذه المناسبة الوطنية لتجدد التأكيد على أن هذه الثورة لم تكن مجرد لحظة تاريخية، بل انطلاقة حقيقية نحو إعادة بناء الدولة المصرية على أسس من الوعي والاستنارة، وترسيخ الهوية الوطنية والثقافية، فقد شكّلت ثورة 30 يونيو نقطة تحول فارقة، أتاحت انطلاقة حقيقية لمشروعات تنموية وفكرية باتت اليوم شاهدة على نهضة شاملة، وفي مقدمتها الاهتمام غير المسبوق بالثقافة المصرية بوصفها أحد أعمدة القوة الناعمة للدولة.
ومن هذا المنطلق، جاءت المبادرات الثقافية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعكس رؤية واضحة نحو بناء الإنسان المصري ، بدءًا من الطفولة وحتى قمة النضج الإبداعي، ويتجلى ذلك في إطلاق جائزة المبدع الصغير التي تهدف إلى اكتشاف ورعاية مواهب الأطفال، وكذلك في تطوير معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي استعاد بريقه ومكانته بين المحافل الدولية الكبرى، ليمثل واجهة حضارية حقيقية تعكس ثراء الثقافة المصرية وتنوعها.
جائزة المبدع الصغير
انطلاقًا من إيمان الرئيس عبد الفتاح السيسي بأهمية دور الطفل في بناء الثقافة المصرية، أُطلقت "جائزة المبدع الصغير" تحت رعاية السيدة الفاضلة انتصار السيسي، لتكون أول جائزة وطنية تُعنى بإبداع الأطفال، وقد جاءت هذه المبادرة انطلاقًا من قناعة راسخة بأن الطفل المصري قادر على النهوض بوطنه، ومساهمته لا تقل أهمية عن إسهامات الشباب والكبار.
تستهدف الجائزة الفئة العمرية من 5 إلى 18 عامًا، وتهدف إلى اكتشاف وصقل المواهب في سن مبكرة ، وتوفير البيئة الحاضنة للإبداع في مجالات الأدب، والفنون، والابتكار.
وتم تضمين الجائزة ضمن استراتيجيات الدولة لبناء الإنسان المصري وترسيخ هويته الثقافية، من خلال آليات مؤسسية تشجع على القراءة، والكتابة، والابتكار، وتُحفّز الطاقات الإبداعية للأطفال، لتضمن استمرارهم في مسيرة التميز والتطوير. وتبلغ قيمة الجائزة 40 ألف جنيه لكل فرع من فروعها.
تطوير معرض القاهرة الدولي للكتاب
على جانب آخر، شهدت الثقافة المصرية نقلة نوعية من خلال تطوير معرض القاهرة الدولي للكتاب، أحد أبرز الفعاليات الثقافية في الوطن العربي، حيث انتقل من موقعه القديم بأرض المعارض بمدينة نصر إلى مركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، تزامنًا مع يوبيله الذهبي.
وأتى هذا التطوير بتوجيه مباشر من السيد الرئيس، الذي حرص على افتتاحه بنفسه، بعد سنوات من التدهور التنظيمي في مقره السابق، ليُعيد للمعرض بريقه ومكانته العالمية، ويؤكد قدرة مصر على تنظيم الفعاليات الدولية الكبرى باقتدار.
وشهدت الدورة مشاركة 35 دولة عربية وأجنبية، و750 دار نشر تمثل 1274 ناشرًا، لتُرسّخ صورة مصر كقوة ثقافية رائدة في المنطقة والعالم.
فمنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مسؤولية القيادة، شهدت الحركة الثقافية المصرية خلال السنوات الماضية تطورًا لافتًا، انعكس على مستوى المؤسسات والفعاليات والأنشطة، وساهم في إعادة تشكيل الوعي المجتمعي، وترسيخ الهوية الوطنية والحضارية، وتعزيز قيم المواطنة.