الجمعة 25 يوليو 2025

عرب وعالم

دراسة تحذر من وفاة 14 مليون شخص بحلول 2030 بسبب خفض المساعدات الخارجية الأمريكية

  • 1-7-2025 | 11:40

الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية

طباعة
  • دار الهلال

حذرت دراسة جديدة نُشرت في مجلة "ذا لانسيت" الطبية، من أن التخفيضات الحادة في تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) قد تؤدي إلى وفاة أكثر من 14 مليون شخص حول العالم بحلول عام 2030، إضافة إلى تراجع كبير في المكاسب التي تحققت في مكافحة أمراض مميتة مثل الإيدز والملاريا والالتهابات التنفسية.

وبحسب الدراسة، التي أوردتها صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، فإن التخفيضات المحتملة في تمويل (USAID) قد تؤدي إلى وفاة 4.5 مليون طفل دون سن الخامسة كانوا سيبقون على قيد الحياة لولا تقليص الميزانيات.

وقال دافيدي راسيلا، أحد المشاركين في إعداد الدراسة وأستاذ في معهد برشلونة للصحة العالمية: "إن هذا الانسحاب الهيكلي من تمويل الصحة العالمية قد يشكل أحد أكبر الانتكاسات في هذا المجال منذ عقود"، مضيفا أن "ذلك قد يتسبب في ملايين الوفيات التي يمكن تجنبها، لا سيما بين الفئات الأكثر ضعفا، ويقوض التقدم المحرز في مجالات الصحة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية."

واعتمد الباحثون في تحليلهم، على بيانات وفيات من 133 دولة وإقليما للفترة الممتدة بين عامي 2001 و2021، لتقدير التأثير التاريخي لتمويل (USAID) على معدلات الوفيات، ثم استخدموا هذه البيانات لتوقع آثار خفض التمويل بين عامي 2025 و2030، بناء على الفئات العمرية والجنسية ومسببات الوفاة.

وأظهرت النتائج، أن برامج (USAID) ساهمت في منع نحو 91.8 مليون حالة وفاة خلال العقدين الماضيين، بما في ذلك تقليل الوفيات الناجمة عن فيروس نقص المناعة (HIV/AIDS) بنسبة تقارب الثلثين، أي ما يعادل إنقاذ 25.5 مليون شخص، كما أسهمت هذه البرامج في إنقاذ 31 مليون شخص من أمراض مثل الملاريا والإسهال والأمراض المدارية المهملة والالتهابات التنفسية الحادة.

ووفقا للتقديرات، من المتوقع أن تتسبب التخفيضات الحالية والمستقبلية في تمويل الوكالة الأمريكية فيما بين 1.78 و2.5 مليون حالة وفاة إضافية سنويا حتى عام 2030.

وكان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، قد أعلن في مارس الماضي إلغاء 83% من برامج الوكالة، مع نقل ما تبقى منها إلى إدارة وزارته، وقد بلغ إجمالي إنفاق (USAID) في عام 2023 نحو 42.4 مليار دولار، بحسب البيانات الرسمية، فيما لا تزال النسبة النهائية لتقليص التمويل غير مؤكدة نظراً لتحديات قانونية تواجه بعضها في المحاكم.

وفي خطوة تعكس التحول في السياسة الأمريكية تجاه التعاون الدولي، أعلن وزير الصحة الأمريكي روبرت ف كينيدي، الأسبوع الماضي، وقف التمويل الأمريكي لتحالف "جافي" الدولي للقاحات، والذي كان يمول تاريخيا عبر (USAID)، علما أن مساهمة الولايات المتحدة فيه بلغت 300 مليون دولار في العام الماضي.

وفي تعليقه على نتائج الدراسة.. قال الدكتور لوك ألين مدير برنامج الرعاية الصحية الأولية العالمية في جامعة أكسفورد ومستشار منظمة الصحة العالمية: "سواء كانت التقديرات أقل بنسبة 2% أو أكثر بـ20%، فإنها لا تغير من الحقيقة الجوهرية وهي أن (USAID) كانت ممولا أساسيا للخدمات الصحية في أفقر دول العالم."

من جهته.. وصف مايكل هيد الباحث في الصحة العالمية بجامعة ساوثهامبتون، التحول المفاجئ في السياسة الأمريكية بأنه "مكلف للأرواح"، مؤكدا أن "رغم الحاجة إلى إصلاح تمويل الصحة العالمية، فإن هذا الانسحاب المفاجئ ليس الطريقة المناسبة لذلك".

الاكثر قراءة