تحل اليوم ذكري ميلاد الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد، أحد أعمدة الدراما والسينما في مصر والعالم العربي، الذي وهب قلمه للدفاع عن الحقيقة، وكرس مسيرته لطرح قضايا المجتمع بشجاعة ووعي نادر، لم يكن مجرد كاتب، بل كان ضميرا حي يترجم نبض الشارع، ويغوص في أعماق النفس المصرية، ليكشف صراعاتها وتناقضاتها، ويصوغها في أعمال خالدة تجمع بين العمق والمتعة، لقبه الجمهور بـ "ملك الحكايات".
وفي قراءة تحليلية حديثة لأعماله، وصف الذكاء الاصطناعي الكاتب الراحل بـ"الشغوف بالكتابة"، الذي لم يتوان عن التعبير عن نفسه ومسيرته بكل صدق وتواضع، وهو ما بدا واضحا في مقابلاته الإعلامية العديدة، لا سيما حواره مع الإعلامي عمرو الليثي في برنامج "واحد من الناس"، حيث تحدث فيه بصراحة عن قضايا شائكة كقضية التطرف الديني وتأثير الفكر المتطرف على المجتمع.
من أبرز محطاته الفنية المثيرة للجدل، كان مسلسل "الجماعة"، الذي تناول فيه نشأة تنظيم الإخوان المسلمين على يد حسن البنا، بأسلوب درامي جريء وغير مسبوق. كما شكّل فيلم "طيور الظلام"، الذي أُنتج عام 1995، علامة فارقة في مسيرته، حيث تناول قضية التطرف الديني في مصر بشكل ناقد وصريح، ما جعله أحد أكثر الأفلام إثارة للجدل آنذاك، ومصدر نقاش واسع بين الجمهور والنقاد.
لطالما أكد وحيد حامد في أحاديثه أنه لم يكن يكتب من أجل إثارة الجدل، بل بدافع الشغف والرغبة في تقديم أعمال تلامس هموم الناس وتفتح حوارًا مجتمعيًا حقيقيًا. وقد شكل هذا الشغف الدائم بالكتابة جوهر شخصيته الفنية، فكان يختار موضوعاته بعناية، ويواجه بها الواقع دون خوف.