رغم تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقرب حدوث انفراجة في ملف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لا تزال المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس مجمدة منذ أكثر من شهر، وسط تحركات مصرية وقطرية متواصلة لمحاولة إحياء العملية المتعثرة.
المفاوضات مجمّدة
وفي حالة الجمود هذه، قال إعلام عبري إن بلادهم تنتظر لمعرفة ما إذا كانت ستحدث تطورات مهمة في ملف المحتجزين، موضحًا أنه إذا لم تطرأ تغييرات ملموسة في ملف المفاوضات، فسيتم النظر في اتخاذ خطوات كبيرة إضافية في قطاع غزة.
ورغم أن إسرائيل حوّلت قطاع غزة إلى كومة من الأنقاض، في خضم الحرب المستمرة منذ حوالي 21 شهرًا، عجزت عن استرجاع أسراها من هناك، ما يعكس فشلًا استخباراتيًا.
وأبرزت مفاوضات وقف إطلاق النار غير المباشرة التي تُعقد بين إسرائيل وحركة حماس، منذ ديسمبر 2023، أن ملف الأسرى لا يشكّل أي أولوية لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بل يستخدمه كغطاء لمواصلة الحرب تحقيقًا لمصالح سياسية وشخصية.
وعمومًا، فإن طريق تحرير الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس معلوم، حيث يبدأ بتوقّف "تل أبيب" عن وضع شروط تعجيزية يُعطّل على إثرها محادثات وقف إطلاق النار.
وقبل نحو شهر أيضًا، رفض نتنياهو ورقة تفاهم طرحها الوسطاء تقضي بوقف إطلاق نار مؤقت لمدة 60 يومًا، يتبعها تفاوض يؤدي إلى هدنة دائمة وفتح المعابر لإدخال المساعدات، وفق حركة حماس.
تحرك مصري قطري
ويشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ بين إسرائيل وحركة حماس في الـ19 من يناير الماضي، كان يضمن لإسرائيل تحرير كافة أسراها، إلا أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي تنصّل منه في مارس الماضي، حيث عادت بلاده لاستئناف الحرب مرة أخرى على القطاع.
وتعمل مصر، وهي أحد الوسطاء، على اتفاق لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يتضمّن هدنة 60 يومًا، مقابل الإفراج عن عدد من المحتجزين الإسرائيليين وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية للقطاع في أسرع وقت ممكن، حسب تصريحات أدلى بها الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية، الأحد.
واليوم الثلاثاء، بحث الوزير عبد العاطي مع نظيره القطري، محمد بن عبد الرحمن، حيث إن الدوحة هي الوسيط الآخر، جهود البلدين مع الولايات المتحدة لاستئناف وقف إطلاق النار وحقن دماء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وجاء ذلك بعد أن أكدت قطر غياب أي مفاوضات في الوقت الراهن لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث إن ما يجري هو اتصالات للوصول إلى صيغة لاستئناف المفاوضات.
وبدورها، أكدت حماس وجود جهود مستمرة من الوسيطين القطري والمصري بغرض تحقيق تهدئة في غزة، غير أنها تصطدم بتعنّت إسرائيلي.
وتتعمد إسرائيل إحاطة أي مسار تفاوضي بشأن إنهاء الحرب على قطاع غزة، بعراقيل تُفضي إلى إفشاله، بما يخدم مصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حيث يُرجّح أن وقف الحرب في غزة سيكتب الفصل الأخير في مسيرته السياسية، بعد الفشل المدوي الذي حصل يوم السابع من أكتوبر 2023، وما لحق به.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمرة ضد قطاع غزة، خلّفت أكثر من 190 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، حسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.