اشتعل الجدل داخل المجتمع التركي في الساعات الماضية بالتزامن مع الكشف عن واقعة مأساوية وغامضة فقد فيها أربعة شباب داخل سيارة مركونة في أحد محال غسيل السيارات بمدينة مرسين، دون معرفة السبب الحقيقي وراء الكارثة.
وكانت الشرطة في حي "صاغلك" بمقاطعة توروسلار، تلقت بلاغات من أسر الشبان بشأن عدم القدرة على الوصول إليهم، ما دفع رجال الأمن إلى التحرك نحو المحل الذي يملكه الشاب "أردا ج." البالغ من العمر 22 عامًا.
وعند وصولهم، لاحظت العناصر الأمنية صدور أصوات محرك من داخل الورشة المغلقة بالكامل، حيث كانت في انتظارهم مفاجأة مدوية بعد فتح الأبواب.
عثرت الشرطة على ثلاثة من الشباب جالسين داخل السيارة بلا حراك، بينما عُثر على الرابع خارج المركبة وقد فارق الحياة أيضًا.
لم تكن الأرواح البشرية وحدها ضحية هذه المأساة، إذ أكدت الفرق الأمنية وجود كلب نافق داخل المحل، في إشارة إلى شدة تركز الغاز السام الذي أودى بحياة الجميع في دقائق معدودة.
وأظهرت التسجيلات أن أحد الشباب تولّى قيادة السيارة المركونة وأدخلها إلى الورشة المغلقة قبل أن يُغلق الباب خلفه، وأكدت اللقطات أن السيارة ظلت في وضع التشغيل داخل مساحة مغلقة، ما أدى إلى تسرّب غاز أول أكسيد الكربون القاتل داخل المكان.
وترجح التحريات أن سبب توقف الشباب الأربعة في هذه الحالة، قد يكون عائدًا ربما لرغبتهم في تنظيفها أو إصلاحها أو حتى الجلوس معًا داخلها لبعض الوقت.
وجرى نقل الجثث إلى مشرحة مستشفى مدينة مرسين لاستكمال الفحوصات وتشريح الجثث بهدف تحديد السبب الدقيق للوفاة.
وتشير التحقيقات الأولية إلى أن استنشاق غاز أول أكسيد الكربون المنبعث من عادم السيارة كان العامل الرئيسي في مصرع "أردا ج." ورفاقه "يغيتهان أ." (25 عامًا) و"عبدالواحد ب." (25 عامًا) و"باتوهان أ." (18 عامًا).
وتأتي هذه المأساة لتعيد إلى الواجهة تحذيرات الخبراء من خطورة ترك السيارات في وضع التشغيل داخل أماكن مغلقة دون تهوية كافية، إذ يُعرف غاز أول أكسيد الكربون بأنه عديم اللون والرائحة، ويؤدي استنشاقه إلى اختناق صامت قد لا يترك أي فرصة للنجاة.