كتبت - نرمين أحمد
كشفت جلسن أحمد شريف، حفيدة محمد شريف، والى بلاد الشام وعرب ستان، وقت حكم محمد على، تفاصيل مخطوطة نادرة للخديوى عباس حلمى الأول، حاكم مصر فى الفترة من ١٨١٣ إلى ١٨٥٤، حول حبه للخيول وتفاصيل شرائه أغلى فرس فى تاريخ الخيل العربى المصرى والتى بلغت نحو 7 آلاف جنيه ذهب.
جلسن لـ"الهلال اليوم"، إنّ والدها أحمد شريف حصل على تلك المخطوطة الثمينة، وترجمتها إلى الإنجليزية، موضحة أنّ الخديوى عباس باشا كان يعشق الخيل؛ إذ أنّه عاش فترة طويلة بين البدو والقبائل العربية، فى أثناء حرب محمد على ونجله إبراهيم باشا على الحركة الوهابية، آنذاك.
وأضافت: "من هنا ارتبط بالخيل وتعلق به، وكان البدو يحبون عباس، خصوصًا أنه كان كارهًا للإنجليز، كما أنقذ الأمير فيصل بن ترك آل سعود، عندما كان محكوم عليه فى السجن المصرى بالإعدام، بمساعدته على الهروب، إلا أنّ محمد على وقتها رفض توجيه اللوم لعباس باشا لثقته فيه وفى ذكائه".
وتابعت أنّ محمد على كلّف عباس باشا، بتولى أمر اسطبلات الخيل، واستطاع بعلاقاته أن يحصل على أجمل وأمهر الخيول العربية من الجزيرة العربية وجاء بها فى مصر، لافتة إلى أنّه اشترى الفرس (جلابية فيصل)، وهى تعد أغلى فرس فى تاريخ الخيل العربى المصرى، موضحة أن الفرس وزيرة "جلابية فيصل" التى أشتراها عباس باشا من صديقه الإمام فيصل بن ترك بثمن غالٍ وصل سعرها 7000 جنيه ذهب وقتها.
واستطردت جلسن: "أمر الخديوى عباس باشا بإرسال بعثة إلى جزيرة العرب، والتجول فى بوادى العرب وديارهم وما جاورها من البلدان؛ بقصد شراء الخيل وتدوين أصولها ورسم مشجرات نسبها، وتسجيل أسماء أصحابها من الأفراد والأسر والعشائر والقبائل، وتثبيت كل هذه المعلومات التاريخية المهمة فى دفاتر معدة لهذا الغرض. وبعد أن أنهت بعثة عباس باشا مهمتها رجعت إلى القاهرة، وباشرت بالعمل على ترتيب وتنسيق معلوماتها المدونة سابقًا، تحت مسمى "مخطوط عباس باشا".
وأكدت أنّ ذلك المخطوطة تعتبر هذه المخطوطات الثمينة والمهمة جدًّا فى مادتها ومحتواها، والتى تناولت بالتفصيل والتوثيق.