السبت 25 مايو 2024

بيومى أفندى !

6-3-2017 | 10:06

بقلم : مى محمود
كالشلال الهادر هبط علينا بيومى فؤاد بالباراشوت حتى أصبح وجهآ مألوفآ فى الأفلام والمسلسلات والإعلانات حيث لعب أدوار مختلفة واستطاع أن يحقق إنتشارآ واسعآ بسرعة شديدة حققت له نجومية وجماهيرية فتهافت عليه المنتجين لقدرته على تقمص كافة الشخصيات لكن ماحدث ربما يفقده تاريخه الفنى الذى حققه فى فترة قصيرة. 
قرر بيومى فؤاد أن يقتحم الإعلام ويخوض تجربة جديدة هى الأولى بالنسبة له ببرنامج تليفزيونى على قناة d.m.c متجاهلآ أنه لايصلح لمقعد المذيع أو مقدم البرنامج ، كل من حقق شهرة فى عالم الفن فقد خانه ذكائه عندما إتخذ هذه الخطوة الجريئة دون دراسة للسمات التى يجب أن تتوفر فى مقدمى البرامج والدليل عدم توفيقه فى البرومو الذى قدمه على هذه القناة كدعاية لبرنامجه " بيومى أفندى " فى تجربة تشبه شخصية حمزة البسيونى التى قدمها من قبل فى مسلسل " قلوب " مع إنجى المقدم ونجلاء بدر.
فكرة البرنامج الأساسية تدور حول انتقاد بعض الأحداث والظواهر فى المجتمع المصرى بشكل كوميدى ساخر إضافة لفقرات حوارية يستضيف فيها عدد من نجوم الفن ويحدثهم عن آرائهم فى الأوضاع التى تمر بها البلاد بشكل كوميدى خفيف لكنه خيب آمال جمهوره بل يكاد يفقد ماحققه من شهرة ونجومية ، فرغم ما وفرته له القناة من ديكورات وضيوف من نجوم الكوميديا فقد اتسم أدائه بعدم خفة الظل وفشل تمامآ فى إضحاك المشاهدين وكان الهدف الوحيد للبرنامج وهو ما يحمل مسئولى القناة تبعات هذا الفشل باعتمادها على المشاهير على حساب الخبرة والمهنية والقبول والتمتع بموهبة وحرفية مقدمى البرامج .
بيومى فؤاد ليس الوحيد الذى وقع فى خطيئة اقتحام الفضائيات كمقدم برنامج ، فهناك العديد من نجوم الفن قرروا دخول هذه التجربة وفرضوا أنفسهم على المشاهدين رغم افتقادهم للموهبة والخبرة والحرفية،مع إحترامى وتقديرى لهم وأيضآ للفنان بيومى فؤاد.
فشل برنامج " رانيا والناس " الذى تقدمه الفنانة الشابة رانيا محمود ياسين ولاتزال تقدمه بملابس وباروكات غير مناسبة تمامآ وبكثير من العصبية مع إصرارها على مقاطعة الضيف بشكل غير لائق ، كما تحرص دائمآ على فرض آرائها وكأنها إعلامية خبيرة بالشئون الإقتصادية والاجتماعية والسياسية ، ومثلها تمامآ ريهام عبد الغفور التى لايشعر المشاهد بوجودها أصلآ وتفتقد موهبة التحدث التلقائى وقاموسها اللغوى ضعيف إلى أبعد الحدود مما جعل برنامجها " ع النار " يبدو باردآ كالثلج وحتى " برنامج نفسنة " الذى أكد طارق نور أن سبب استمراره ينحصر فى كم الإعلانات التى يجلبها للقناة ، تفتقد نجماته الكثير من آليات الحوار وتعتمدن على الإفيهات المصنوعة والماكياج الصارخ والأزياء شبه العارية وربما أيضآ الخلاعة والشردحة والخروج على القيم والموروثات المصرية الأصيلة. 
بالتأكيد ليس كل النجوم ينطبق عليهم هذا الفشل ، فقد استطاع فنانين آخرين تقديم برامج تليفزيونية ناجحة حازت إعجاب الجماهير وأضافت لرصيدهم الفنى. 
أمير كرارة نجح فى برنامجه " الحريم أسرار " واستطاع بمهارة وتلقائية أن يحاور نجمات مصر ويكشف أسرارهن الخاصة لأول مرة على شاشات التليفزيون وقصص وحكايات الحب والزواج والشائعات التى تلاحقهن. 
وقبله أحمد حلمى الذى قدم لنا نماذج من الأطفال يتمتعون بالبراءة والذكاء وخفة الدم فى برنامجه الشهير " من سيربح البونبون" وهى تجربة فريدة من نوعها جعلته يتربع على عرش برامج الأطفال.
ولاننسى أشرف عبد الباقى الذى نجح كمقدم برامج آخرها " عيش الليلة " وهى النسخة العربى من برنامج " The tonight show" للأمريكى الساخر جيمى فالون الذى يعرض على قناة N.B.C وسوف يعرض على موسمين بواقع 13 حلقة لكل موسم يستضيف خلالها عدد من نجوم الفن والرياضة للحديث عن ذكرياتهم وأبرز محطات حياتهم. 
والقضية تستحق الاهتمام ، فليس كل فنان يصلح لتقديم برنامج تليفزيونى وثبت بالفعل أن الشللية والمكسب المادى والشهرة وغير ذلك من الأسباب التى تفرض على المشاهد مقدمى برامج يفتقدن الموهبة والخبرة والحرفية تفشل تمامآ فى صناعة مقدم برنامج نجم ، بل تنتقص من رصيده الفنى وجماهيريته وربما تهدده بالاختفاء تمامآ وهو مايجب أن يكون محل دراسة جادة من القائمين على القنوات الفضائية ونجوم الفن . 

    الاكثر قراءة