الخميس 4 يوليو 2024

يقول علينا الاعتراف بمساوئ السوشيال ميديا .. فراس سعيد : الارتقاء بالجمهور قبل محاسبته على تدهور ذوقه

6-3-2017 | 10:08

حوار: نانسي عبد المنعم - عدسة : أحمد موسى

فنان لا يفصل بين فنه ومجتمعه ، يري أن الفن وسيلة لتسليط الضوء علي مشاكل المجتمع وأن الفنان يستطيع أن يعالج بفنه الهادف تلك المشاكل، تجذبه الشخصية التي تتحدي إمكانياته، ليثبت قدراته الفنية دون الوقوع فريسة للأعمال السهلة والبسيطة.

إنه الفنان فراس سعيد الذي أكد أن الفنان ذو مسئولية مجتمعية يجب أن يحملها ويؤديها بأمانة، وهذا هو سبب قبوله مسلسل «اختيار إجباري» كان لـ «الكواكب» هذا الحوار معه لنتعرف منه عن قرب عن تفاصيل هذا المسلسل ورأيه في الدراما بشكل عام ومشاريعه الفنية الجديدة وأعماله السينمائية والمسرحية المنتظرة فضلا عن حملته ضد العنف والتحرش....

نريد أن نعرف ما سبب وصفك لشخصية حاتم فى مسلسل «اختيار إجباري» بأنها لم تكن أختيارية بالمعنى بل كانت اختيارا أجبرت عليه ؟

كنت متابعا لهذا العمل وهو فى مرحلة الكتابة بحكم صداقتى للكاتب حازم متولي، الذى أبدع فى صياغته دون مبالغة وكان يتحدث معى عن الرسالة التى يحملها ثم بدأ يتحدث معى عن شخصية حاتم بالتحديد وأخبرنى أنه يرانى بشدة فى هذه الشخصية وبدون ما أشعر وجدت نفسي مشغولاً بها جداً لأنها فرصة لأى فنان يريد أن يقدم نفسه بشكل مختلف للجمهور والشخصية غنية جداً بالنسبة لى والحمد لله كنت على حد علمى أول المرشحين للعمل من قبل شركة الإنتاج.

أما عن رؤيتى للعمل كله فهو يتحدث عن قضية خطيرة وملحة لا يستهان بها يعانى منها مجتمعنا فكان لزاما علينا كآباء وفنانين أن ندق ناقوس الخطر ونلفت انتباه الأسر التى أصبحت تجتمع على شىء واحد يفرقهم أكثر مما يجمعهم وهو استخدامهم «السوشيال ميديا» فى نفس الوقت ونفس المكان ولكن كل منهم فى اتجاه مختلف وهذا أمر خطير وعلينا أن نعترف بمساوئ مواقع التواصل الاجتماعي ونقف بحزم أمام خطرها والحمد لله اعتقد أن المسلسل حقق الغرض المطلوب منه منذ الحلقات الأولى فيه وتأكد ذلك بالنسبة لى بشكل شخصي من خلال ردود الأفعال التى تلقيتها من جميع الفئات العمرية حتى الآن.

أشاد النقاد بالمسلسل لأنه ناقش قضية شائكة دون خدش للحياء وتابعه كل أفراد الاسرة.. كيف تحقق ذلك؟

كان هذا مقصوداً من جانب جميع القائمين على العمل بداية من الكاتب حازم متولى الذى كتب حوارا سهلا ممتعا يستطيع فهمه ويدركه أصحاب هذه السن الصعبة بسهولة وأيضا المخرج مجدى السميري الذى أعتبره مفاجأة هذا العمل من حيث النشاط وحب الفن واحترامه لعمله لدرجة أننى فى أوقات كثيرة كنت أجلس فقط لمشاهدته وبالإضافة الى طاقم العمل الرائع من الفنانين والفنانات الذين سعدت بالعمل معهم جميعا منهم أحمد زاهر كريم فهمي وخالد سليم ومى سليم وهيدي كرم وانجى المقدم والوجوه الشابة والأطفال الأكثر من رائعين والذين أتوقع لهم مستقبلاً بلداً.

شخصية حاتم من الشخصيات الصعبة التي لا يقبل بها أي فنان .. ألم تخش ردود الأفعال عليها؟

صعوبة هذه الشخصية من جميع النواحي كانت من أكثر الأشياء التى شجعتني علي القيام بها، لأن أى فنان لا يجد مثل هذه الأدوار التى تتحدى إمكانياته بسهولة ولكن بالاضافة لذلك فإن هذه النوعية من البشر كنت مستفزاً منهم بشكل كبير وأردت الاقتراب منهم ومن طريقة تفكيرهم لأننى لا أجد أبدا أى مبرر للتعاطف معهم عندما يقومون بمثل هذه الجرائم ولذلك بدأت فى العمل بالبحث عن أشهر هذه الجرائم والقائمين بها وقرأت قصصاً كثيرة وذهبت للسجون والمستشفيات وقابلت الكثير من النماذج وكانوا يصرون جميعا على شىء واحد هو أن ما يفعلونه شىء طبيعى مهما حاولت إقناعهم بأن هذا غير موجود فى أي دين أو أي منظومة أخلاقية وبدأت التفكير فى شخصية حاتم بهذا الشكل وهو أنه يبرر لنفسه ما يقوم به ولا أريد أن أحرق تفاصيل الدور والتى ستتضح فى نهايته وأسباب ما يقوم به.

كيف كان رد الفعل الأسري خاصة أنك قبلت بهذا الدور ابنتيك بينكم ؟

أنا مؤمن بشىء وهو أنك يجب أن تبدأ فى البناء بالأساس وبدونه لن يقوم هذا البنيان، وهذا ما فعلته أنا وزوجتى، فقد قمنا بتأسيس ابنتينا على العادات والتقاليد وعلى الحلال والحرام كأى أم وأب ولكننا اتفقنا أن نكون أصدقاء فى كل شىء نتناقش فى الممنوع قبل المقبول ولا سقف للحوار عند حد معين ليكتسبا المعلومة الصحيحة منى ولا يضطران أن يسألا عنها صديقاً أو يبحثا على السوشيال ميديا التى ستجيب عنها فى ثوان بضغطة زر واعتقد ان الصداقة وعدم الممانعة أو العقاب بالمنع والحظر ستجعل هناك ثقة متبادلة فى العلاقة وعلينا أن نعطى لابنتينا المساحة للتعبير عن نفسيهما وشخصيتهما ونثق فى تربيتنا.. أما عن رأى ابنتي فى العمل فقد جلست معهما وشرحت لهما موضوع المسلسل والفكرة وراء تقديمه لكى يستوعبا الغرض من العمل والحمد لله كاننا مستوعبتين للفكرة بنضج كبير.

شرير عصري

قدمت شخصية شريرة بمهنية شديدة ودون انفعالات.. هل كان ذلك مقصودا؟

بالتأكيد مقصود لأن الشخصية لا يمكن أن تظهر شرها للناس بل علي العكس دائما مثل هذه الشخصيات غالباً تكون أنيقة ووسيمة وهو يحافظ على مظهره وأناقته ومحترم مع من حوله حتى يجعلهم ينخدعون فيه ويأتمنوه ولا يشكوا فيه وتأكد لى ذلك عندما وجدت المتهمين فى مثل هذه القضايا طبيب أسنان كبيراً ومدرساً وآخر قريباًَ جداً من إحدي الضحايا وغيرها.

هل ترى أن العمل استطاع أن يلفت الانتباه لخطورة السوشيال ميديا التى أصبحت ضيفا غير مرغوب به داخل البيوت ولا نستطيع الاستغناء عنه؟

إلى حد كبير يفوق كل توقعاتى، فكثير من الأسر بدأ بالفعل التحدث مع أبنائهم أو على الأقل بدأوا يخافون مثلما أقرأ على الصفحة الخاصة بالمسلسل على مواقع التواصل أو بصفحتى الشخصية ولكن مما استوقفنى بعض الشىء من إحدى الفتيات التى قالت لى: «احنا كده اتكشفنا من خلال هذا العمل» وهذا يعكس واقعية المسلسل وتلامسه مع قضية مهمة وملحة وأعتقد ان هذا واجب الفن والمسئولين عنه فعلينا ان نرتقي بذوق الجمهور ونقدم له ما يساعده على ذلك قبل أن نحاسبه على تدهور ذوقه وأخلاقه.

ما سر استمتاعك بالبطولات الجماعية أكثر؟

العمل الفنى بالتحديد ما هو الا عمل جماعي بداية من العاملين خلف الكاميرا الى أن يخرج العمل للنور على يد كاتبه ومخرجه وأبطاله الذين تجمهعم روح جميلة هدفها تقديم عمل فنى جيد.

قاعدة جماهيرية

ما رأيك فى الموسم الدرامى الجديد والذى استطاع أن يحقق جماهيرية كبيرة من خلال الأعمال التى قدمت فيه ؟

هذا الموسم كنا ننادى به من زمان لأنه لا يعقل ان تتحدد سوق الإنتاج في شهور قليلة من أجل أعمال شهر رمضان الكريم فقط ثم تقوم القنوات بإعادة هذه الأعمال طوال السنة، هذا الموسم بالفعل استطاع أن يبنى قاعدة جماهيرية كبيرة علينا أن نحافظ عليها من خلال مستوى الأعمال المقدمة لهم وأعتقد أننا بلا شك حققنا طفرة فى التكنيك والتصوير والإخراج والموضوعات التى نناقشها.

حدثنا عن مسلسل «حجر جهنم» والذى يعرض حاليا أيضا على إحدي القنوات المشفرة ؟

هذا المسلسل أيضا من المسلسلات الهامة والمحترمة أقدم من خلاله دور محام قبطي مصري فقد أهله من وقت طويل ليكرس حياته بعد ذلك لشقيقته وهو صديق لزوج إحدى بطلات العمل والمسلسل يناقش قصة ثلاث سيدات يتهمن بقتل أزواجهن ومعى بطلات جميلات منهن كندة علوش وشرين رضا وأروى جودة والفنان إياد نصار، كما يناقش العمل المشكلات التى تحدث بين الرجل والمرأة وكيف تغيرت حسب تطور الوقت الذى نعيش فيه وأنا سعيد جدا بهذا العمل لأن هذا الكاركتر مختلف تماما عما قدمته واتمنى ان ينال إعجاب الجمهور عندما يتاح عرضه وهو من إخراج المبدع حاتم على الذى سعدت بالعمل معه جدا.

ما سر موافقتك على مشاركتك فى مسلسل «الدولى» الذى سيعرض فى رمضان القادم ؟

أى فنان يبجث دائما عن الجديد والمختلف الذى يقدمه لجمهوره خاصة والاختيار يتطور عندما تحقق أعماله نجاحا لدى الجمهور الذي ينتظر منه الأفضل وبعد «اختيار إجبارى» و«حجر جهنم» كنت أبحث عن تحد جديد وهذا ما وجدته فى مسلسل الدولى مع المخرج محمد النقلي الذى يعد عملي معه بمثابة تجربة مع مدرسة إخراجية جديدة لها تاريخ كبير... وأنا سعيد بالعمل وبمشاركتى مع الفنان باسم السمرة لأول مرة وهو تأليف ناصر عبد الرحمن وإنتاج محمد فوزى.

ماذا عن مشروعك السينمائى مع هيفاء وهبى والسبكى؟

حتى الآن الموضوع فى حيز التحضير وليس أكثر من ذلك ولكنى بالتأكيد سعيد بعملي مع الفنانة هيفاء وهبى لأول مرة والمنتج السبكي الذى أكن له كل الاحترام فالشركة ككيان إنتاجى كانت الوحيدة التى استمرت فى أصعب الظروف التى مرت بها مصر وفتحت بيوت ناس كثيرة ولهذا فأنا احترمهم جداً.

تردد أن هناك فيلما تشترك فيه مع غادة عبدالرازق؟

الموضوع تقريباً مجرد حديث عن مشروعات لم تتحدد تفاصيلها بسبب انشغالنا بأعمال رمضان ولكنى سعيد جدا بأى عمل يجمعني بغادة لأنها من الفنانات الموهوبات وكنت سعيداً بالعمل معها من قبل فى مسلسل «حكاية حياة».

هل هناك أعمال رمضانية أخرى قمت بتوقيعها؟

نعم..! مسلسل «اللهم إنى صائم» مع المؤلف أحمد عبد الفتاح والمخرج أكرم فريد بطولة مصطفى شعبان وماجدة زكى ووفاء صادق وندى موسي ودورى فيه مختلف تماما عنى.

أين أنت من المسرح؟

بالتأكيد أفكر وأتمناه فى نفس الوقت فالمسرح أبو الفنون وفيه تكون الموهبة على طبيعتها ويتلقي الفنان رد فعل على أدائه مباشرة وهذه متعة حقيقية ولكن المهم ان يكون العمل يستحق الوقوف على خشبة المسرح ومواجهة الجمهور.

ماذا عن حملة ضد العنف والتحرش ضد الأطفال التي تشارك فيها؟

فكرة الحملة أتت لنا ونحن نصور «اختيار اجباري» ووجدنا ردود الأفعال المباشرة من الأسر والأطفال في هذه السن ووقتها اتفقنا مع منظمة اليونيسيف وكثير من شركات الإنتاج التى رحبت جدا بالفكرة وحاليا ندرس كيفية وصول هذه الحملة لأكثر عدد ممكن من الناس إيماناً بأهمية الوقوف في مواجهة هذه الظاهرة التى تسلب البراءة من أطفالنا الذين هم أهم ما نملك وهم أيضا مستقبل بلادنا.

    الاكثر قراءة