أكد السفير بركات الفرا، سفير دولة فلسطين السابق لدى مصر، أن المؤشرات تُشير إلى قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، من شأنه إنقاذ الشعب الفلسطيني من الإبادة التي يتعرض لها منذ أكتوبر 2023.
وأوضح السفير الفرا، في حديثه لـ"دار الهلال"، أن الضغوط الأمريكية على رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بالإضافة إلى ما يواجهه من ضغوط داخلية في المجتمع العبري، تدفعه إلى إتمام الصفقة هذه المرة، بما يحرره من هذه الضغوط.
وأكمل قائلًا: "إن دعوات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للتوقف عن محاكمة نتنياهو، تفرض عليه التوصل إلى صفقة بشأن غزة، ويبدو أن ذلك يأتي ضمن تفاهم بينهما، يكون الضغط فيه على المحكمة مقابل إبرام الصفقة".
وفي المقابل، فإن حرب الإبادة التي يواجهها الفلسطينيون في غزة، بما تتضمنه من تدمير وتجويع وعطش، تجعلهم يتشبثون بأي بصيص أمل ينهي هذه الحرب، كما يضيف الدبلوماسي الفلسطيني.
وأشار إلى أن التحركات نحو تحقيق اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة باتت متسارعة للغاية في الساعات الأخيرة، ما يجعلنا أقرب إلى تحقيق التهدئة.
وأكد أن هذه التحركات ما كانت لتحدث لولا الضغوط الأمريكية على إسرائيل، ومع ذلك، فإن واشنطن تظل طرفًا لا يمكن الوثوق به بالنسبة للشعب الفلسطيني، إلا أن الضرورة تفرض عليه التعامل معها، في ظل غياب البدائل.
وفي سياق متصل، يلفت الفرا إلى أن الدور المصري تاريخي في ما يتعلق بالتعامل مع الأزمة الفلسطينية الراهنة، وذلك امتدادًا لدوره المستمر منذ عام 1948.
وسلّط الضوء على كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال القمة العربية التي عُقدت في بغداد في مايو الماضي، حين قال: "حتى لو نجحت إسرائيل في إبرام اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية، فإن السلام الدائم والعادل والشامل في الشرق الأوسط سيظل بعيد المنال، ما لم تُقم الدولة الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية".
وأكد أن هذه الكلمات تعكس الدور المصري في دعم الفلسطينيين، وعمق الشعور بالأزمة الراهنة، التي لم تدخر فيها مصر جهدًا لوقف الحرب.
وجدير بالذكر أن شهر يناير الماضي شهد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بين الجانبين، كان من المفترض أن يفضي إلى وقف حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر 2023، إلا أن إسرائيل تنصّلت منه بضوء أخضر أمريكي.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمّرة ضد قطاع غزة، خلّفت أكثر من 192 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، حسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.