الثلاثاء 14 مايو 2024

تحليل ظاهرة «الزعيم» في «كتاب الهلال»

6-3-2017 | 15:03

صدر للناقد السينمائي أحمد يوسف ضمن سلسلة «كتاب الهلال»، كتاب بعنوان «سياسة عادل إمام.. رسائل من الوالي»، في معارضة لعنوان فيلم عادل إمام «رسائل إلى الوالي»، وإشارة واضحة إلى أن الكثير من أعماله كانت تحمل رسائل سياسية «من»، «الوالي» وليست إليه

ويقول سعد القرش رئيس تحرير سلسلة "كتاب الهلال" إنه على الرغم من كثرة الكتب التي تناولت السيرة الفنية لعادل إمام، فإن هذا أول كتاب يتقصى ـ بهذا العمق والإحاطة ـ أبرز جوانب هذه السيرة، وعلاقتها بالسياق الاجتماعي والسياسي، وكيفية استثمار ظاهرة "الزعيم" لصالح نظام، وهي قراءة متأنية تبتعد عن إطلاق الألقاب عن النجم الأوحد، والفنان الأكثر جماهيرية. هنا كتاب يتجاوز النقد الفني والسينمائي بالمعنى التقليدي، ليستعيد المشهد العام الذي شهد تحولات عاصفة منذ منتصف السبعينيات ولا يزال الانهيار مستمرا، والأهم أنه يضعنا في قلب المشهد، طرفا قلقا في المعادلة.

ويرى المؤلف، وهو ناقد ومترجم سينمائي بارز، أنه بقدر ما اكتسبت أفلام عادل إمام خلال الثمانينيات من شعبية هائلة، فإنه كان يتم تجاهلها من جانب النقد الجاد باعتبارها أفلاما "سوقية" لا تليق بالمثقفين، برغم أنها كانت على أقل تقدير تستحق التحليل الاجتماعى فى التأثير "السياسى" التي تحققه، فقد كانت هذه الأفلام تمثل منبرا ماكرا تمارس الجماهير من فوقه نوعا من الديمقراطية الساذجة من خلال سخرية عادل إمام من الواقع، وكانت هذه الجماهير هى "حزب عادل إمام غير الرسمى". ولم يكن غريبا بالطبع أن يتعامل الإعلام الرسمى مع هذه الأفلام بالتعالي المصطنع، أو حتى بالحط من شأنها أحيانًا، حتى أنه لم تتم في تلك الفترة دعوة عادل إمام ولو لمرة واحدة لمناسبة رسمية أو مهرجان ثقافي، وكان "النجم الشعبي" يعلن آنذاك أنه لا ينتظر جائزة سوى عشق الجمهور له.

 

فجأة، ومع فيلم "اللعب مع الكبار"، بدأت بالفعل حقبة اللعب مع الكبار، فبدا كما لو أن أصحاب السياسة الرسمية، والمثقفين الذين يسيرون في ركابها، اكتشفوا الدور الذي يقوم به هذا النجم والتأثير الذى يمارسه على جمهوره، فتحول موقفهم تجاهه من النقيض على النقيض، فكأنهم أدركوا أن يمكن "توظيف" نجوميته لصالحهم، ليجعلوه ينطق بأفكارهم ومفاهيمهم المغلوطة، أو المسطحة بفرض حسن النوايا، عن قضايا حيوية، مثل الإرهاب أو الديمقراطية أو علاقة الشعب بالسلطة.

ويقول، مع عادل إمام لم يعد نجم الكوميديا هو ذلك الموظف الغلبان البائس فى حياته وحبه كما قدمه نجيب الريحاني، وليس النوبي الساذج أبيض القلب كما كان يمثله علي الكسار، وليس الإنسان قليل الحظ من الوسامة والذكاء بالصورة التي نراها في أفلام إسماعيل يس، فكل تلك الأنماط قد تثير عطف المتفرج وشفقته، لكنها لا تدفعه إلى التوحد معها أبدا. ومن هنا كان عادل إمام مزيجا من هؤلاء جميعا، مع ظلال قوية من نجوم آخرين مثل عماد حمدي، وفريد شوقي، وعبد الحليم حافظ، الذين ساهموا – بنجوميتهم – فى التأثير على الوجدان الجمعي لأجيال عديدة من الجماهير، والذين تتردد أصداء من أفلامهم – بشكل مباشر وصريح – فى بعض أفلام عادل إمام، فى محاكاة ساخرة أحيانا، وجادة فى أحيان أخرى.

وإذا كان الجانب السلبي لملامح شخصية البطل يصطبغ بظلال رومانتيكية عند عماد حمدي أو عبد الحليم حافظ، فإن ذلك الجانب يعبر في أفلام عادل إمام – والشخصية المصرية – عن حزن تاريخي، أو بالأحرى عن تاريخ كامل من البؤس والشقاء، الاقتصادي والاجتماعي، ظلت الشخصية المصرية على الرغم منه، وبفضل تلازم عناصر السلب والإيجاب فيها – باقية حتى اليوم.

وللدكتور أحمد يوسف كتب منها "نجوم وشهب فى السينما المصرية"، و"محمد خان: ذاكرة سينمائية تتحدى النسيان"، و"عطيات الأبنودي ووصف مصر"، و"صلاح أبو سيف والنقاد"، وترجم عددًا من الكتب الرائدة في تاريخ السينما ومنها "تاريخ السينما الروائية"، و"موسوعة أكسفورد لتاريخ السينما"، و"كيف تكون مخرجا عظيما"، و"فن التمثيل السينمائي"، و"تقنيات مونتاج السينما والفيديو"، و"سيناريو الأفلام القصيرة"، و"تقنيات الإخراج السينمائي"، و"الصورة الشريرة للعرب فى السينما الأمريكية"، و"الفلسفة والسينما"، و"كيف تقرأ فيلما"، و"السينما الإيرانية: تاريخ سياسي"، و"مائة عام من السينما الإسبانية"، و"موسوعة السينما" في أربعة أجزاء.

    Dr.Radwa
    Egypt Air