الإثنين 28 يوليو 2025

تحقيقات

الهدنة في غزة.. متى يتوقف إطلاق النار وهل يلتزم الاحتلال بالاتفاق؟

  • 7-7-2025 | 13:27

وقف إطلاق النار في غزة

طباعة
  • أماني محمد

أيام من المشاورات والمفاوضات غير المباشرة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حيث يواصل الوسطاء في مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية جولات من اللقاءات وجهود الوساطة للتوصل إلى اتفاق ينهي معاناة الشعب الفلسطيني في غزة، جراء حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة لما يقرب من 22 شهرًا، فيما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن هناك فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس خلال هذا الأسبوع.

اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

وخلال الساعات الماضية، في العاصمة القطرية الدوحة، عقدت الجولة الأولى من محادثات وقف إطلاق النار في غزة، في مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، بشأن اقتراح برعاية أمريكية لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا وإطلاق سراح الأسرى.

وتبادل الجانبان الرسائل والتوضيحات عبر وسطاء قطريين ومصريين، أمس، ومن المتوقع استئناف المحادثات اليوم الاثنين، حيث يعتزم الوسطاء عقد اجتماعات منفصلة مع كل وفد في محاولة لتذليل العقبات وتقريب وجهات النظر بين الجانبين.

ونقلت لوكالة رويترز للأنباء عن مسؤولين فلسطينيين، أن الوفد الإسرائيلي لم يكن "مفوضًا بما يكفي" للتوصل إلى اتفاق مع حماس لأنه لا يملك صلاحيات حقيقية.

وفي ظل التعنت الإسرائيلي، يجد الوسطاء مهمة شاقة في التغلب على نقاط الخلاف ين الجانبين، وهي الأزمة المستمرة منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الأول، الذي بدأ في يناير الماضي واستمر حتى مارس الماضي، بعد انتهاك الاحتلال له، حيث استأنفت إسرائيل منذ ذلك الحين حرب الإبادة على قطاع غزة، بالإضافة إلى فرض حصارٍ على إدخال المساعدات إلى غزة.

ومساء السبت الماضي، خرجت مسيرات حاشدة تحث الحكومة الإسرائيلية على إبرام صفقة لإعادة نحو 50 أسيرًا من غزة، يُعتقد أن ما يصل إلى 20 منهم على قيد الحياة.

زيارة نتنياهو للبيت الأبيض

وتأتي الجولة الحالية من المفاوضات غير المباشرة في الوقت الذي يتوجه فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال نتنياهو إنه يعتقد أن اجتماعه مع الرئيس الأمريكي، اليوم الاثنين، من شأنه أن يُسهم في دفع الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المزيد من الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة، مضيفًا أنه أعطى مفاوضيه تعليمات واضحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بشروط قبلتها إسرائيل.

أثناء مغادرته إسرائيل متوجهاً إلى الولايات المتحدة، قال نتنياهو إنه لا يزال ملتزماً بما وصفه بـ"ثلاث مهام"، وهي "إطلاق سراح جميع الرهائن وإعادتهم، أحياءً وشهداء؛ وتدمير قدرات حماس - لطردها من هناك، وضمان ألا تُشكّل غزة تهديداً لإسرائيل"، حسب قوله.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي المخضرم قبل صعوده إلى طائرته: "نعمل على التوصل إلى الاتفاق الذي تمت مناقشته، وفقًا للشروط التي اتفقنا عليها"، مضيفًا: "أعتقد أن الحوار مع الرئيس ترامب يمكن أن يساعد بالتأكيد في تحقيق هذه النتيجة، التي نأملها جميعًا".

صرح ترامب سابقًا للصحفيين بأنه كان "حازمًا للغاية" مع نتنياهو بشأن إنهاء الصراع، وأنه يعتقد "أننا سنتوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع".

وتعد زيارة نتنياهو للبيت الأبيض، اليوم، هي للمرة الثالثة منذ عودة ترامب إلى السلطة قبل ستة أشهر تقريبًا، في يناير الماضي، وستشهد اللقاء الأول منذ انضمام الولايات المتحدة إلى الهجمات الإسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية، الشهر الماضي، ثم توسطها في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.

موقف حماس من الاتفاق

وأكدت حركة حماس أنها استجابت لمبادرة وقف إطلاق النار الأخيرة بروح إيجابية، فيما صرح مكتب نتنياهو، السبت الماضي، بأن التغييرات التي تطالب بها حماس "غير مقبولة" لدى إسرائيل، فيما كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي القول إنه يجب نزع سلاح حماس، وهو مطلب رفضت الحركة الإسلامية مناقشته حتى الآن.

لعدة أشهر، وصلت محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس إلى طريق مسدود بسبب اختلاف المطالب، حيث أبدت إسرائيل استعدادها للالتزام بهدنة مؤقتة لإعادة الرهائن، ولكن ليس بإنهاء الحرب، فيما طالبت حركة حماس بوقف دائم للأعمال العدائية في غزة وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية.

فيما أعربت واشنطن عن أن الاقتراح الأخير المقدم إلى حماس، يتضمن ضمانات بالتزامها بالاتفاق ومواصلة المحادثات للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن.

وصرح مسؤول فلسطيني بأن نقاط الخلاف لا تزال قائمة بشأن المساعدات الإنسانية، حيث تطالب حماس بوقف فوري لعمليات مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، والعودة إلى الأمم المتحدة وشركائها للإشراف على جميع جهود الإغاثة.

فيما نقلت قناة القاهرة الإخبارية، عن هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مصدر فلسطيني، قالت إن الرئيس الأمريكي ترامب مستعد لضمان عدم عودة إسرائيل للقتال بعد انتهاء الـ60 يوما من وقف إطلاق النار في غزة.

وأضافت هيئة البث الإسرائيلية، أن التعديلات التي قدمتها حماس قد لا تشكل عقبة أمام التوصل إلى اتفاق.

اتفاق وقف الحرب على غزة

لم يُعلن رسميًا عن أي شيء من بنود الاتفاق، ولكن وفقًا لتقارير إعلامية، سيشهد الإطار تسليم حماس 28 رهينة - 10 منهم أحياء و18 قتيلاً - على خمس مراحل على مدار 60 يومًا دون مراسم التسليم التي أقامتها في وقف إطلاق النار الأخير.

بعد عودة أول ثمانية رهائن أحياء في اليوم الأول من الاتفاق، ستنسحب القوات الإسرائيلية من أجزاء من الشمال، وبعد أسبوع واحد، سيغادر جيش الاحتلال أجزاء من جنوب القطاع، في اليوم العاشر، ستحدد حماس الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة وحالتهم، بينما ستقدم إسرائيل تفاصيل عن أكثر من 2000 غزّي اعتُقلوا خلال الحرب وما زالوا رهن الاعتقال الإداري، وهي ممارسة تسمح للسلطات الإسرائيلية باحتجازهم دون تهمة أو محاكمة.

كما تضمنت ملامح الاتفاق أن يكون هناك تدفقًا كبيرًا للمساعدات الإنسانية التي تدخل غزة.

وصف الرئيس ترامب بأن اقتراح الهدنة نهائي، وقال الأسبوع الماضي إن إسرائيل قبلت الشروط اللازمة لإتمامه.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ثلثي الإسرائيليين يؤيدون اتفاق وقف إطلاق النار لإعادة الرهائن إلى ديارهم.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة