للمرة الثالثة خلال نحو 6 أشهر، يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض اليوم، خلال الزيارة التي يجريها نتنياهو لواشنطن، لبحث عدد من الملفات وأبرزها اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي أعلن ترامب عن عزمه إعلانه خلال هذا الأسبوع.
ويعد اللقاء الحالي، هو الأول بين ترامب ونتنياهو، منذ تعاونهما في الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، خلال حرب الـ12 يومًا الشهر الماضي على إيران، والتي انتهت بوساطة أمريكية وإعلان ترامب عن الاتفاق لوقف إطلاق النار.
مباحثات ترامب ونتنياهو
تتزامن الزيارة، مع انطلاق اجتماعات الجولة الأولى من المفاوضات بين حركة حماس وإسرائيل، بوساطة مصرية قطرية، والتي عقدت أمس الأحد في الدوحة، لمحاولة التوصل إلى اتفاق بشأن النقاط العالقة الأخيرة في محادثات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، حيث قال نتنياهو قبل مغادرته إسرائيل إن اجتماعه مع ترامب قد يُسهم في التوصل إلى اتفاق.
وصرح مسؤولان أمريكيان لموقع أكسيوس الأمريكي، أن ترامب يريد التوصل إلى اتفاق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في اجتماعهما، اليوم الاثنين، حول شروط إنهاء الحرب في غزة، حيث يسعى ترامب استغلال زخم وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران لتحقيق تقدم في غزة هذا الأسبوع، بعد أربعة أشهر من المحادثات المتعثرة، في ظل التعنت الإسرائيلي الذي حال دون الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار.
ويتضمن الاتفاق المطروح، عقد هدنة لمدة 60 يومًا تتضمن إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين أحياء و18 رهينة متوفين، كبداية نحو اتفاق سلام أوسع، وصرح ترامب للصحفيين، أمس بأنه يعتقد بإمكانية التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع.
ومن المتوقع أن يلتقي ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض، مساء اليوم الاثنين، ونقل موقع أكسيوس أن مسألة "اليوم التالي للحرب" ستكون موضوعًا محوريًا في الاجتماع، وذلك بعد أن عُقدت مناقشات أولية حول هذه المسألة الأسبوع الماضي في البيت الأبيض بين رون ديرمر، المقرب من نتنياهو، ومبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف.
صرح مسؤول أمريكي بأن ترامب يريد سماع آراء نتنياهو حول وضع ما بعد الحرب والتوصل إلى تفاهم مشترك، وقال المسؤول الأمريكي: "نريد التوصل إلى اتفاق بشأن ما سيأتي لاحقًا. على الأقل إطار عمل في اليوم التالي".
قال نتنياهو، أمس الأحد، قبل مغادرته إسرائيل: "نحن عازمون على ضمان ألا تُشكّل غزة تهديدًا لإسرائيل. هذا يعني شيئًا واحدًا: القضاء على قدرات حماس العسكرية والحكومية. حماس لن تكون هناك"، حسب زعمه.
ملفات المباحثات
وسيكون مقترح وقف إطلاق النار في غزة، أبرز الملفات المطروحة في المباحثات بين نتنياهو وترامب، حيث ينص المقترح على أن تفرج حماس عن ثمانية أسرى أحياء في بداية وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، وأسيرين آخرين في اليوم الخمسين منه، وستفرج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين.
كانت إسرائيل وحماس قد اتفقتا على وقف إطلاق نار دخل حيز التنفيذ فور تولي ترامب منصبه في يناير الماضي، واستمر لنحو شهرين، حتى جددت إسرائيل هجماتها على غزة في مارس الماضي، وأوقفت جميع المساعدات عن دخول القطاع المحاصر.
لكن تظل نقطة الخلاف العالقة، هي ما إذا كان وقف إطلاق النار سينهي الحرب تمامًا، حيث أعلنت حماس عن استعدادها لإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل إنهاء الحرب وانسحاب إسرائيلي كامل من غزة، بينما يتمسك الاحتلال الإسرائيلي بأن الحرب لن تنتهي إلا بهزيمة حماس عسكريًا أو استسلامها ونزع سلاحها والذهاب إلى المنفى – على حد زعمه، وهو ما رفضه قادة حماس.
كذلك يأتي الملف الإيراني، حيث صرّح ترامب، مساء الأحد، بأنّ من بين المسائل التي يتوقّع مناقشتها مع نتنياهو "على الأرجح اتفاق دائم مع إيران".
كذلك تأتي قضية العلاقات مع سوريا، وذلك بعد قرارات ترامب التنفيذية بشأن رفع مجموعة من العقوبات الأمريكية المفروضة على الحكومة السورية، ممهدًا الطريق أمام القادة الجدد للبلاد لتعزيز حكمهم والانضمام إلى المجتمع الدولي.