الأربعاء 30 يوليو 2025

مقالات

البديل الذكي

  • 11-7-2025 | 18:43
طباعة

لسنوات طويلة اعتادت الشركات الكبرى والعلامات التجارية الشهيرة الاعتماد على نجوم الفن والرياضة في حملاتها الإعلانية، باعتبارهم أقصر الطرق لجذب العملاء وتحقيق الانتشار، ولكن يبدو أن قواعد اللعبة تغيرت وأصبح الذكاء الاصطناعي هو النجم الجديد!.

في الماضي كان يكفي أن يطل علينا أحد مشاهير الغناء أو التمثيل ليقنعنا  بصوته أو صورته  بمنتج جديد، لكن مع ثورة التكنولوجيا وتطور أدوات التسويق الرقمي، أصبح الذكاء الاصطناعي هو اللاعب الأساسي في سوق الإعلانات.

اليوم لم تعد الحملات تبنى على كاريزما النجم، بل على خوارزميات دقيقة تقرأ سلوكك وتفكيرك وحتى نواياك الشرائية، يكفي أن تكتب اسم منتج في خانة البحث، لتنهال عليك ترشيحات لعلامات تجارية متعددة، وروابط مباشرة للتواصل والعرض والشراء.

هذا السحر لا يحدث عشوائيًا، بل هو نتاج منظومة متكاملة تغذى بمليارات البيانات وتمول باشتراكات شهرية أو سنوية والنتيجة؟ حملات إعلانية أكثر دقة وفعالية، تستهدف الفئة العمرية والمستوى الاجتماعي والاهتمامات الشخصية لكل مستخدم، دون هدر أو عشوائية.

لكن ماذا عن الإعلانات التقليدية التي تعتمد على المشاهير والبلوجر؟

الحقيقة أن كثيرا من الشركات بدأت تعيد التفكير، تكلفة الإعلان عبر فنان واحد قد تساوي ميزانية حملة كاملة تعتمد على أدوات ذكية تعطي نتائج أقوى وخصومات أكثر للعملاء، بل إن البعض يرى أن منح العميل خصماً مباشراً أكثر تأثيراً من ابتسامة نجم على الشاشة.

أما البلوجر فباتوا في مرمى الانتقادات تسريبات متكررة لمحادثات خاصة تكشف عن طلبات فلكية مقابل منشور أو قصة، ناهيك عن قبولهم الهدايا من صغار المنتجين مقابل دعاية سطحية لا تليق بجودة المنتج والأسوأ؟ أن كثيرا من هذه الحملات تأتي بنتائج عكسية ليفقد صاحب البراند الثقة والأموال في صمت.

لقد حان الوقت لإعادة النظر في خريطة الإعلان من الذي يقنعك فعلا؟ النجم؟ أم الخوارزمية؟ أم تجربة حقيقية شفافة بعيدة عن التجميل الزائف؟

الاكثر قراءة