في مثل هذا اليوم، 12 يوليو، وُلد الفنان الكوميدي مظهر أبو النجا، صاحب الابتسامة المميزة وواحد من أشهر صناع الضحك في السينما والمسرح المصري. ورغم مرور سنوات على رحيله، ما زال الجمهور يردد عبارته الأشهر "يا حلاوة"، التي أصبحت جزءًا من الذاكرة الشعبية.
البداية من فوق سطح المنزل
بدأ مظهر أبو النجا حياته الفنية بعيدًا عن الأضواء، حيث كان يُقلد المطرب فريد الأطرش ويغني له فوق سطح منزله في الإسكندرية أمام الأصدقاء والجيران، في محاولة للتعبير عن حبه للفن. لم تكن البداية موفقة، لكن شغفه بالفن قاده لاحقًا إلى عالم التمثيل، الذي وجد فيه مكانه الحقيقي.
أول خطوة سينمائية.. والانطلاقة من "شياطين للأبد"
جاءت انطلاقته الفنية الحقيقية من خلال المخرج محمود فريد، الذي اختاره للمشاركة في فيلم "شياطين للأبد" عام 1974، إلى جانب عادل إمام وناهد شريف. قدم خلال الفيلم دور فلاح بسيط، وتمكن من لفت الأنظار بخفة ظله وإفيهاته.
لكن سر شهرته الكبيرة لم يكن التمثيل فقط، بل اختياره لجملة "يا حلاوة"، التي اقترحها الكاتب بهجت قمر ضمن مجموعة جُمل كوميدية أخرى. اختارها أبو النجا، ورددها خلال الفيلم 12 مرة، لتصبح لاحقًا علامة مميزة باسمه.
كيف صنعت "يا حلاوة" نجوميته؟
الجملة التي رددها مظهر أبو النجا ببساطته المعهودة لم تكن مجرد إفيه، بل كانت بطاقة عبوره إلى قلوب الجمهور. المفاجأة أن هذه الجملة وحدها كانت سببًا في تعاقده على 3 أفلام جديدة بعد عرض الفيلم، لتبدأ مرحلة جديدة من النجومية في حياته.
نجم في السينما والمسرح
لم يقتصر مشوار مظهر أبو النجا على السينما، بل كان له حضور مميز أيضًا في المسرح، إذ انضم إلى فرقة الريحاني في أوائل السبعينيات وشارك في مسرحيات مثل "زوج في المصيدة" و"باي باي" و"الإخوة الأندال" و"الملاك الأزرق". أما في السينما، فقد تألق في أفلام مثل "المشاغبون في البحرية" و"لا مؤاخذة يا دعبس" و"المخطوفة"، وكانت أدواره تتسم دائمًا بخفة الظل والعفوية، حتى حين لعب أدوارًا صغيرة، استطاع أن يترك فيها أثرًا لا يُنسى.
وكانت أدواره تتسم دائمًا بخفة الظل والعفوية، حتى حين لعب أدوارًا صغيرة، استطاع أن يترك فيها أثرًا لا يُنسى.
رحلته مستمرة في ذاكرة الجمهور
رغم رحيله عام 2017، لا تزال شخصياته وإفيهاته جزءًا من الذاكرة الفنية المصرية. لم يكن نجمًا كلاسيكيًا، بل فنانًا بسيطًا استطاع أن يُضحك أجيالًا من مختلف الأعمار، وأن يحفر اسمه في سجل الكوميديا المصرية بعبارة واحدة فقط: "يا حلاوة".