مسلسل الحرائق وافتعال الأزمات الداخلية جزء لا يتجزأ من حروب الجيل الرابع، التي لا يظهر فيها العدو ممسكًا بسلاح، بل يعمل على تفتيت المجتمع من الداخل، من خلال خلق تحديات مفتعلة، تتبعها أزمات تؤدي إلى فوضى.
وأحد أبرز سيناريوهات حروب الجيل الرابع يتمثل في تنفيذ سلسلة من الحوادث المفتعلة والمتزامنة، بهدف تشتيت انتباه الدولة، واستنزاف مواردها، وزعزعة استقرارها، ما يؤدي إلى فقدان الثقة في مؤسساتها، وينتج عنه اضطراب قد يُفضي إلى انهيار داخلي شامل.
وما شهدته منطقتنا من تفكك بعد ما عُرف بثورات "الخريف العربي"، يُعدّ خير دليل على حجم المؤامرة.
فما حدث في ليبيا وسوريا واليمن والسودان ليس ببعيد، وهو شاهد واضح على ما دُبّر للمنطقة، وما زال يُحاك في الخفاء، لتمزيق أوطاننا وتقسيمها.
ومن هذا المنطلق، يجب علينا أن نكون على وعي تام بما يُخطط، من خلال افتعال أحداث وهمية، ونشر الشائعات، وخلق حالة من البلبلة، عبر استغلال حوادث مفتعلة أو حتى عابرة، بهدف إثارة الرأي العام وزرع الفتن.
إن مصر، بإرادة شعبها وقيادتها الواعية، ستظل الدولة العصية على مخططات التهجير والتقسيم.
ولذا، فإن من واجب كل مصري أن يلتف حول قيادته وجيشه، وأن يستوعب ما يدور حوله من سيناريوهات استهدفت ولا تزال تستهدف دولًا شقيقة، وأن يدرك أن حجم المؤامرة على مصر كبير، لكنه لم ولن يُفلح بإذن الله.
لقد حفظ الله مصر بفضل قائدٍ صاحب رؤية، وشعبٍ قادرٍ على إدراك اللحظات الفارقة.
ولأجل أن يظل هذا الوطن صامدًا، لا بد أن نستمر في الوعي واليقظة، وأن نتمسك بالوحدة الوطنية، حتى نعبر هذه المرحلة دون خسائر.