الجمعة 1 اغسطس 2025

تحقيقات

لم يرحم صغيرًا ولا فتى.. الاحتلال يقتل أصغر أسير محرر في العالم

  • 12-7-2025 | 15:45

يوسف الزق

طباعة
  • محمود غانم

لم يسلم الفتى الفلسطيني يوسف الزق من أذى الاحتلال الإسرائيلي، لا في حياته ولا في مماته؛ فقد وُلد في غياهب السجون مع والدته، وقُتل في قصف إسرائيلي، لتُختصر حياته المأساوية في عبارة واحدة: "وُلد أسيرًا ومات شهيدًا".

فمن زنازين الاحتلال إلى أنقاض غزة، تلك كانت رحلة يوسف، الفتى ذو السبعة عشر عامًا، الذي استُشهد فجر اليوم السبت، إثر قصف إسرائيلي استهدف منزله وسط مدينة غزة.

وُلد في السجن

بدأت قصة يوسف، الذي عُرف بأنه "أصغر أسير محرر" في عام 2007، حين اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمه، فاطمة الزق، من دون أي ذنب، وهي حامل به.

اكتشفت الأم حملها داخل السجن، وهناك أتمّت حملها، ووضعت ابنها في عام 2008، حيث فتحت عيناه على ظلمات الزنازين.

ورأت الأم في ظرفها المتأزم هذا تشابهًا مع قصة سيدنا يوسف -عليه السلام- الذي أُودع السجن ظلمًا وبغيًا، كما كانت هي، فسمّت ابنها يوسف، ليكون صبرها في كربها، كما كان النبي الكريم.

عاشت الأم، بعد وضع حملها، في ظروف صعبة، وافتقرت إلى أدنى سبل الرعاية، مما جعل أوضاعها الصحية متردية، كحال ولدها، الذي كان يمرض بشكل متكرر.

حُررت الأم وولدها من أسر الاحتلال في عام 2009، ضمن صفقة أُفرج خلالها عن 20 أسيرة فلسطينية، مقابل تسليم حركة حماس شريط فيديو مدته دقيقتان للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي كان محتجزًا لديها منذ عام 2006.

وهكذا أصبح يوسف أصغر أسير في العالم، في مشهد لا يتكرر إلا في حياة الشعب الفلسطيني، الذي يعيش تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود.

وفاة أصغر أسير

وكأن القدر كُتب عليه ألا يسلم من جرم الاحتلال، فقُتل يوسف، فجر اليوم، إثر قصف بطائرة مسيّرة استهدف شقة عائلته بمدينة غزة.

وأفاد "مكتب إعلام الأسرى" -في بيان- باستشهاد يوسف الزق، أصغر أسير في العالم، والذي لم يعرف سوى القيد والحرمان منذ نعومة أظافره، وكان خروجه من الأسر بداية حلم بحياة طبيعية، قُطعت اليوم بوحشية العدوان.

وودّعت الأم المفجوعة ولدها في مشهد يدمي القلوب، قائلة: "الله يسهل عليك يا يوسف".

أخبار الساعة

الاكثر قراءة