الأربعاء 16 يوليو 2025

تحقيقات

لماذا لا يضرب الأوكرانيون موسكو؟.. ترامب يظهر الأعين الحمراء لـ"بوتين"

  • 15-7-2025 | 15:29

بوتين - ترامب

طباعة
  • محمود غانم

50 يومًا، هي المهلة التي أمهلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لروسيا لإنهاء حربها على أوكرانيا، التي تمضي في عامها الرابع، بعد فشل كافة محاولات التوصل إلى تهدئة بين الطرفين من خلال التفاوض.

وأدرك ترامب، أخيرًا، أن مسألة إنهاء الصراع أمر شديد التعقيد، بعدما كان يتحدث عن إنهائه في 24 ساعة، ما أثار ردود فعل واسعة على الصعيد الدولي.

مهلة الـ50 يومًا

وبعد أشهر من محاولة التوصل إلى اتفاق ينهي الصراع الروسي الأوكراني، عبر مفاوضات أقيمت برعاية شخصية من الرئيس الأمريكي، أكد الأخير أن أمام موسكو 50 يومًا لإنهاء الحرب في أوكرانيا أو مواجهة عقوبات قاسية.

وفي إطار زيادة الضغط على روسيا، أعلن ترامب عن خطة لإرسال كميات ضخمة من الأسلحة الأمريكية إلى كييف، لكن عن طريق حلف شمال الأطلسي، لتعزيز وضعها الدفاعي في مواجهة التقدم الروسي.

وأبدى الرئيس الأمريكي استياءً شديدًا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب تمسكه بمواصلة الحرب على أوكرانيا، قائلًا: "اعتقدنا أن لدينا اتفاقًا أربع مرات تقريبًا، ولكن في كل مرة كان الرئيس الروسي يواصل قصف أوكرانيا".

وفي أكثر من مرة، أعرب ترامب، بعد محادثات أُجريت مع الجانب الروسي، عن قرب حصول انفراجة قريبة تنهي الحرب في أوكرانيا، إلا أنه في الأخير لم يكن يحصل شيء.

وتأتي تصريحات ترامب هذه على عكس ما درج عليه، إذ كان عادةً ما يحمل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مسؤولية استمرار الحرب.

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإن ترامب شعر بأن نظيره الروسي "لا يحترمه" ويتظاهر بالرغبة في السلام، في حين أنه يرفض دعواته لوقف إطلاق النار.

وهو ما أشار إليه ترامب في تصريحات له، اليوم، مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، بقوله: "خاب أملي ببوتين، لكنني لم أنهِ علاقتي به، إلا أنني أشعر بخيبة أمل تجاهه".

وتتمثل عقوبات ترامب على روسيا، حال عدم إنهاء الحرب خلال 50 يومًا، في فرض رسوم جمركية عليها بنسبة 100 بالمئة، كما صرح.

وهذه العقوبات "ستكون رسومًا ثانوية"، بمعنى أنها ستستهدف شركاء روسيا التجاريين المتبقين، وهذا من شأنه تقويض قدرة موسكو على الصمود في وجه العقوبات الغربية المفروضة عليها أساسًا.

وعقب تهديدات ترامب، أكدت روسيا استعدادها لعقد جولة ثالثة من المفاوضات مع كييف، لكن المقترحات لعقد اجتماع لم تتلقّها بعد، حسب ما قاله المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء.

واعتبرت روسيا التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي "خطيرة للغاية"، لا سيما أن بعضها تم توجيهه للرئيس فلاديمير بوتين.

في الوقت نفسه، أكدت أن هذه القرارات، سواءً فيما يتعلق بفرض التعريفات الجمركية أو إرسال الأسلحة، تعتبرها أوكرانيا إشارة لمواصلة الحرب.

وبلهجة تصعيدية، أكد مجلس الأمن الروسي أن موسكو لم تُعر اهتمامًا لتصريحات الرئيس الأمريكي، واصفًا إياها بأنها مجرد "إنذار شكلي".

 

دعم أوكرانيا

وجرى التوافق بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" على إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، حيث ستقوم "واشنطن" بإنتاج هذه الأسلحة، في حين أن "الناتو" سيغطي تكاليفها.

وفي هذا السياق، قال ترامب، أمس، إنه اتفق مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، مارك روته، على أن ترسل الدول التي تمتلك أنظمة دفاع جوي "باتريوت" أسلحتها إلى أوكرانيا بسرعة.

في غضون ذلك، قال موقع "أكسيوس" الأمريكي إن الولايات المتحدة تخطط لبيع أسلحة بقيمة تقارب 10 مليارات دولار لحلفائها في "الناتو"، حتى يتم إرسالها لأوكرانيا لاحقًا.

وكشف "أكسيوس" أن هذه الأسلحة تتضمن صواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب العمق الروسي، مما يُحسن قدرات كييف الهجومية.

وحسب "واشنطن بوست"، فإن حزمة الأسلحة هذه قد تتضمن تفويضًا باستخدام أسلحة هجومية جديدة قوية، من بينها 18 صاروخًا بعيد المدى من طراز "أتاكمز"، توجد حاليًا في أوكرانيا.

ويأتي ذلك في وقت تعزز فيه القوات الروسية انتصاراتها على الأرض، وسط تنفيذ هجمات مكثفة، ما يزيد من معاناة الجانب الأوكراني.

 

لماذا لا تضربون موسكو؟

وفي خضم هذه التطورات، أجرى الرئيس ترامب اتصالًا مع نظيره الأوكراني، بحثا فيه تدابير تعزيز القدرات الدفاعية لـ"كييف"، حسب ما ذكره الأخير.

وفي الاتصال، تساءل ترامب عن السبب الذي يمنع أوكرانيا من ضرب موسكو، ليرد الرئيس الأوكراني، مؤكدًا أن ذلك متوقف على تزويد واشنطن لهم بالأسلحة المناسبة، حسب "واشنطن بوست".

 

الاكثر قراءة