يحل اليوم ميلاد الفنان القدير يوسف فوزي، أحد الأسماء التي ربما لم تحتل صدارة البطولة، لكنها حجزت لنفسها مكانًا خالدًا في ذاكرة الجمهور بأداء فني متقن، وأدوار ثانوية تركت أثرًا أكبر من مساحتها.
ينتمي يوسف فوزي إلى جيل من الممثلين الذين تميزوا بالحضور الهادئ، والكاريزما التي لا تحتاج صخبًا لتُفرض على الشاشة كانت بدايته في الفن بعيدة عن التخطيط، حيث تلقى عرضًا من صديقه القديم المخرج أحمد يحيى أثناء دراسته بكلية التجارة في جامعة القاهرة. العرض قوبل برفض من والده، الذي كان يعمل في قسم الصوت بأستديو مصر، ووالدته الإنجليزية التي كانت قد درست التمثيل في معهد "رادا" العريق بلندن، لكنها لم تشجع ابنها على دخول المجال.
لكن شغفه بالفن لم يخمد، وبعد حصوله على شهادة التجارة وسفره إلى إنجلترا وعودته، جاءته الفرصة الحقيقية حين رشحه المخرج نيازي مصطفى للمشاركة في فيلم "المشاغبين في الجيش"، وكانت تلك الانطلاقة الفعلية نحو مسيرة امتدت لعقود.
كان أول أدواره السينمائية اللافتة من خلال شخصية "الشاب الألماني المتعصب" في فيلم "النمر الأسود" أمام أحمد زكي، حيث جسد دورًا يعكس الكراهية والعنصرية، ونجح بمهارة في إقناع المشاهدين، رغم أنه كان لا يزال في بدايته.
توالت بعد ذلك أدواره في أفلام عديدة، لا سيما تعاونه مع المنتج محمد مختار والنجمة نادية الجندي، في مجموعة من أنجح أفلامها، مثل: "شبكة الموت"، "عصر القوة"، "مهمة في تل أبيب"، و"24 ساعة في إسرائيل"، والتي أخرجها نادر جلال، وكان فيها يوسف فوزي الوجه الثابت في الظل، الذي لا يمر دون أن يُلاحَظ.
في الدراما التلفزيونية، برز ظهوره الأول مع المخرج فؤاد عبد الجليل في مسلسل "التوبة" أمام محمود ياسين، ومنها انطلق ليصبح واحدًا من الوجوه المألوفة في المسلسلات المهمة، مثل: "أوبرا عايدة"، "الملك فاروق"، "هوانم جاردن سيتي"، "أنا وهؤلاء"، "فارس بلا جواد"، "ملح الأرض"، و"لحظات حرجة".
شارك يوسف فوزي في أعمال جمعت بين الكوميديا والتراجيديا والأكشن، وكان ينجح دومًا في أن يجعل شخصياته تترك أثرًا لدى المشاهدين، سواء كانت ضابطًا صارمًا، أو مسؤولًا فاسدًا، أو حتى رجلًا بسيطًا يحمل وجعًا داخليًا.
وفي عام 2016، أعلن اعتزاله التمثيل بشكل نهائي، بعد إصابته بمرض الشلل الرعاش، والذي حال دون قدرته على الاستمرار في أداء أدواره بنفس الطاقة التي عهدها الجمهور منه.