تُعد قصيدة «إني تفكرت في حرفي على أدبي»، للشاعر الأحنف العكبري، إحدى أهم القصائد التي عرفها تاريخ الشعر العربي، والتي حفظها العرب، وتناقلوها فيما بينهم.
ويعرف «الاحنف العكبري» كأحد أبرز الشعراء في العصر العباسي، الذين كتبوا قصائد تميزت بالغزل والمدح والفخر، وعلى رأسها قصيدة «إني تفكرت في حرفي على أدبي».
وتعتبر قصيدة «إني تفكرت في حرفي على أدبي»، من أبرز ما قيل في الشعر العربي، ومن أشهر القصائد، وتحتوي على 17 بيتًا، علاوة على تميز شعر أبو الأحنف العبكري، بسلاسة الألفاظ وسهولة المعاني وصدق العاطفة كما جاء بالقصيدة.
نص قصيدة
إني تفكرت في حرفي على أدبي
وكل شيء له علم وتسبيب
وجدت حظّي من الدنيا وزينتها
وكل شيء فمكتوب ومحسوب
أقل من حظ فرد في وقاحتِه
والقرد ذو ذنب والقرد مقبوب
رأيت في الخلد قردا راكبا ولهُ
سرج على الشاة مثفور وملبوب
قد عنّها بلجام وهو راكبها
مكرّم وهو محبوب ومطلوب
يحدي على أهله من فضل مكسبه
ويغتدي راكبا والقرد محجوب
قدّامه حاجب كلب ويتبعه
قرد كبير ودفّ وهو مصحوب
في موكب وهو محسود بجمعهم
معظم وهو ملقوب ومنسوب
لم أحسد القرد لكنّي نظرت إلى
حالي ومالي كما للقرد مركوب
ولا معاش كما للقرد مكتسَب
إلا معاش عليه الذلّ منصوب
إذا جلست بتقويمي ومحبرَتي
أدعو النساء ولي في القول تشيب
وكلّ من سرّ بي ينوي محاربتي
وعندهم أنا مبغوض ومنسوب
بلا حصير ولا ثوب يمهّد لي
ولا طبيب ولا في البيت لي طبيب
وصاحب القرد مغموم بعلّته
فإن مرضت فمسجون ومكروب
مالي إذا متّ من يبكي عليّ ولا
من بي يغزّى وباب الموت مرهوب
والقرد إن مات لاقى بعده كربا
لفقده صاحب بالفقد مكروب
والقرد في الخلق ما في رجله حنف
وظهر رجلي ملويّ ومقلوب