كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن توجهه لفرض رسوم جمركية جديدة على الأدوية بحلول نهاية الشهر الحالي، في خطوة قد تكون مقدمة لحزمة أوسع من التعريفات الجمركية تشمل أيضا أشباه الموصلات، فيما أبدى تشككه حيال إبرام العديد من الاتفاقات التجارية الجديدة في الفترة القريبة.
ونقلت وكالة "بلومبرج" عن الرئيس الأمريكي قوله، خلال تصريح أدلى به للصحفيين أثناء عودته إلى واشنطن بعد مشاركته في قمة للذكاء الاصطناعي في بيتسبرج: "نعتزم البدء بفرض رسوم جمركية منخفضة على الأدوية، ومنح شركات القطاع قرابة عام لإنشاء منشآت إنتاج محلية، قبل أن نرفع التعريفات إلى مستويات مرتفعة للغاية".
وأشار ترامب إلى أن التعريفات المحتملة على أشباه الموصلات ستسير على جدول زمني مشابه، لكنه أوضح أن تطبيقها سيكون "أقل تعقيدا"، دون الخوض في تفاصيل إضافية.
ورغم استمرار المحادثات مع عدد من الدول، أكد ترامب أنه لا يفضل عقد العديد من الاتفاقات التجارية الجديدة، مفضلا بدلا من ذلك فرض رسوم جمركية أحادية الجانب، قائلا: "نتفاوض مع خمس أو ست دول، لكني لا أرى ضرورة لإبرام اتفاقات معها كلها".
وأشار ترامب إلى اتفاق وشيك مع إندونيسيا تم فيه خفض الرسوم المفروضة من 32% إلى 19%، مقابل التزامات بشراء منتجات طاقة أمريكية بقيمة 15 مليار دولار، و4.5 مليار دولار من السلع الزراعية، إلى جانب 50 طائرة من بوينج.
كما رجح ترامب أن تبرم الولايات المتحدة "صفقتين أو ثلاثة" فقط قبل تنفيذ حزمة الرسوم الجمركية "المتبادلة" في الأول من أغسطس، مرجحا أن تكون الهند من بين أبرز الشركاء المحتملين.
وبالنسبة للدول الأصغر التي لم يتم تخصيص تعريفات جمركية لها، أشار ترامب إلى احتمال فرض رسوم موحدة بنسبة تزيد قليلًا عن 10%. كما أعلن أن الاتحاد الأوروبي، الذي يواجه تهديدًا برسوم تصل إلى 30%، سيُجري محادثات مع المفاوضين الأمريكيين هذا الأسبوع.
وفي وقت سابق من الشهر، أفاد ترامب خلال اجتماع لمجلس الوزراء أنه يعتزم فرض تعريفات تصل إلى 50% على النحاس خلال الأسابيع المقبلة، و200% على الأدوية، بمجرد انتهاء المهلة المحددة للشركات لإعادة التصنيع إلى داخل الولايات المتحدة.
ووفقا لمصادر مطلعة، فإن إدارة ترامب تُجري تحقيقات بموجب المادة 232 من قانون توسيع التجارة لعام 1962، بدعوى أن الاعتماد على واردات الأدوية الأجنبية يمثل تهديدًا للأمن القومي.
لكن هذه الإجراءات قد تعرض شركات أدوية كبرى مثل "Pfizer" و"Merck" و"Eli Lilly" لتكاليف إضافية، ما قد ينعكس سلبا على أسعار الأدوية في السوق الأمريكية.