الأربعاء 23 يوليو 2025

عرب وعالم

مسؤولان أمميان: الأوضاع الانسانية في غزة مأسوية والعالم يخذل أطفال غزة

  • 17-7-2025 | 11:27

أطفال غزة

طباعة
  • دار الهلال

أكد مسئولان أمميان أن الكلمات تتضاءل أمام حجم المعاناة في غزة، وأن العالم يخذل أطفال القطاع،وأن التاريخ سيحكم، بقسوة، على هذا الفشل ، وأن أطفال غزة - مثلهم مثل الأطفال في كافة أنحاء العالم - يستحقون السلام .

جاء ذلك خلال جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي، لمناقشة آخر مستجدات الوضع في غزة،واستمع المجلس إلى إحاطتين من وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، والمديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل .

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أكد "توم فليتشر" أن الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في غزة ينبغي تلبيتها دون تعريض الناس لخطر إطلاق النار، محذرا من أن المدنيين في القطاع يتعرضون للموت والإصابة والنزوح القسري والتجريد من الكرامة.

وجدد "فليتشر" التأكيد على أن إسرائيل - بصفتها القوة القائمة بالاحتلال - مُلزمة بضمان حصول الناس على الغذاء والإمدادات الطبية، وقال: "لسنا بحاجة إلى مناقشة ما إذا كان قتل المدنيين المنتظرين في طوابير للحصول على ضروريات الحياة يستوفي مسؤولية توفير احتياجات المدنيين".

وأضاف "فليتشر": "لا نستطيع وصف الأوضاع في غزة بالكلمات"، مشيرا إلى أن الطعام ينفد، ومن يطلبونه يخاطرون بالتعرض لإطلاق النار، ويموت الناس وهم يحاولون إطعام عائلاتهم، وتستقبل المستشفيات الميدانية الجثث، ويسمع العاملون في المجال الطبي قصص الجرحى مباشرة، يوما بعد يوم.

وأشار "فليتشر" إلى أن معدلات الجوع الشديد بين الأطفال بلغت أعلى مستوياتها في يونيو، حيث تم تشخيص أكثر من 5,800 فتاة وصبي بسوء التغذية الحاد. أما النظام الصحي في القطاع فهو منهار بالكامل؛ حيث لا يعمل سوى 17 مستشفى من أصل 36، و لا يعمل 63 مركز رعاية صحية أولية من أصل 170، وكلها تعمل بشكل جزئي فقط.

ونبه "فليتشر" إلى أنه "في كل مرة نُبلّغ فيها عما نراه، نُواجه تهديدات بتقليص الوصول إلى المدنيين الذين نسعى لخدمتهم"، مضيفا أنه لا يوجد مكان اليوم يتجلى فيه التوتر بين مهمتهم في المناصرة وتقديم المساعدات أكثر من غزة. وذكَّر بمقتل المئات من عمال الإغاثة، فيما يعاني أولئك الذين يواصلون العمل من الجوع والخطر والفقد، مثلهم مثل أي شخص آخر في قطاع غزة.

وأكد "فليتشر" أن لدى الأمم المتحدة خطة فعالة، تتطلب مساعدات يمكن التنبؤ بها، من أنواع مختلفة وعلى نطاق واسع، والدخول من معابر متعددة حيث لا يتعرض الناس لإطلاق النار، والسفر على الطرق التي يختارونها، دون تأخير طويل، وتسليمها إلى مستودعات ونقاط توزيع وفقا لآليات الأمم المتحدة المُعتمدة في مجال المساعدات الإنسانية والمبادئ الإنسانية.

وقال: "إن عمل الأمم المتحدة وشركائنا ليس مثاليا، ولكنه متجذر في المبادئ الإنسانية، وفي ممارسات مُصقولة على مدى عقود من الخبرة في جميع أنحاء العالم، وفي التزام راسخ بإنقاذ الأرواح. دعونا نعمل من فضلكم".

ودعا "فليتشر" أعضاء مجلس الأمن استنادا إلى الحقائق المعروضة عليهم، لتقييم ما إذا كانت إسرائيل تفي بالتزاماتها القانونية الدولية، وما إذا كان العاملون في المجال الإنساني قادرين على الوفاء بمهامهم.

وأشار إلى تصريحات أطلقها مسؤولون إسرائيليون مؤخرا بما فيها التلميح بأن التجويع قد يكون مبررا أخلاقيا حتى يتم تحرير الرهائن، ونقل الفلسطينيين إلى ما أسماه وزير الدفاع الإسرائيلي "مدينة إنسانية". وقال فليتشر إن استخدام تجويع المدنيين عمدا كأسلوب حرب يعد جريمة حرب. وعن مقترح المدينة الإنسانية، حذر من أن ذلك "ليس عملا إنسانيا".

بدورها، قالت المديرة التنفيذية لليونيسف "كاثرين راسل" إن "الحقيقة البسيطة هي أننا نخذل أطفال غزة. ومن خلال أعينهم، فإن فشلنا هو خيانة لحقهم في أن يكونوا أطفالا؛ أطفالا أصحاء وآمنين ومتعلمين". ونبهت إلى أن التاريخ سيحكم على هذا الفشل بقسوة، مشيرة إلى أن أطفال غزة، مثلهم مثل الأطفال في كافة أنحاء العالم، يستحقون السلام.

وتابعت قائلة: "خلال أشهر الحرب الـ 21 الماضية، أفادت تقارير بمقتل أكثر من 17,000 طفل وإصابة 33,000 آخرين. بمعدل 28 طفلا يُقتلون يوميا – أي ما يعادل فصلا دراسيا بأكمله. تأمل ذلك للحظة. فصل دراسي كامل من الأطفال يُقتلون كل يوم لمدة عامين تقريبا".

وأشارت إلى أن هؤلاء الأطفال ليسوا مقاتلين، مشيرة إلى أنهم "يُقتلون ويُصابون أثناء وقوفهم في طوابير للحصول على الغذاء والدواء المنقذ للحياة".

في الأسبوع الماضي، أشارت المسؤولة الأممية إلى مقتل 15 فلسطينيا، بينهم تسعة أطفال وأربع نساء، في غارة جوية أثناء انتظارهم في طابور للحصول على إمدادات غذائية من اليونيسف في دير البلح.

وأشارت مديرة اليونيسف إلى مقتل 10 أشخاص، من بينهم سبعة أطفال، في هجوم أثناء اصطفافهم في طابور للمياه، في نهاية الأسبوع الماضي. واليوم فقط، أفادت تقارير بمقتل 20 شخصا على الأقل، بعضهم أطفال، في تدافع فوضوي للمدنيين عند موقع توزيع تابع لـ "مؤسسة غزة الإنسانية" جنوب غزة.

وبين 27 مايو و7 يوليو، سجّل مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان مقتل 798 مدنيا فلسطينيا – بمن فيهم أطفال – كانوا يحاولون الحصول على الطعام، وذلك في مواقع التوزيع أو بالقرب منها، وعند قوافل المساعدات الإنسانية.

في الوقت نفسه، قالت "كاثرين راسل" إن الوضع في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية تدهور بشكل كبير. فمنذ بداية العام، قُتل 33 طفلا فلسطينيا في عمليات عسكرية وهجمات للمستوطنين. كما نزح أكثر من 32,000 شخص قسرا، بينما تستمر عمليات هدم المنازل والطرق واستخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المكتظة بالسكان.

وحذرت مديرة اليونيسف من أن الأطفال الذين سينجون من حرب غزة سيتأثرون إلى الأبد بالحرمان والتعرض للأحداث الصادمة التي مروا بها، مشيرة إلى أنه "حتى قبل بدء الحرب، كان نصف أطفال غزة بحاجة إلى دعم نفسي. أما اليوم، فجميع أطفال غزة يحتاجون إلى هذه الخدمات".ونبهت كاثرين راسل إلى أن أطفال غزة يعيشون ظروفا معيشية كارثية، تشمل انعدام الأمن الغذائي الشديد وسوء التغذية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة