أكد فضيلة مفتي الجمهورية الدكتور نظير عياد أن دار الإفتاء تسعى إلى تعظيم الاستفادة من التطبيقات الذكية في تطوير صناعة الفتوى وخدمة المجتمع، مشيرا إلى أن العالم يشهد تحولات متسارعة في مجالات الذكاء الاصطناعي، لذا بات من الضروري توظيف هذه التقنيات الحديثة بما يحقق المصلحة العامة، ويحفظ القيم، ويعزز من فعالية الخطاب الديني.
جاء ذلك خلال لقاء رئيس جامعة كفر الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرازق دسوقي، اليوم السبت، مع مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، في زيارة رسمية شهدت توقيع مذكرة تفاهم مشتركة بين دار الإفتاء والجامعة، بهدف تعزيز التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها في مجالات الفتوى والإرشاد الديني.
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن هذا البروتوكول يمثل نقلة نوعية في مسار التعاون المؤسسي البنّاء بين جامعة كفر الشيخ ودار الإفتاء، منوها بأن دار الإفتاء حرصت على توقيع المذكرة مع جامعة كفر الشيخ؛ تقديرًا لمكانتها العلمية المتميزة وريادتها في هذا المجال الحيوي.
وقال "إن الجامعة كانت في طليعة المؤسسات الأكاديمية التي استشرفت آفاق المستقبل، وكانت من أوائل الجامعات التي بادرت بإنشاء كلية متخصصة في الذكاء الاصطناعي، مما يجعل التعاون معها خطوة استراتيجية في سبيل بناء أنموذج معرفي متكامل يجمع بين أصالة العلوم الشرعية وحداثة التقنيات الرقمية".
كما نوه بأن دار الإفتاء تمتلك كوادر علمية متخصصة، وخبرة تراكمية في بناء منظومات معرفية تؤهلها للتفاعل الإيجابي مع هذه التقنيات، وإعداد برامج تدريبية وتطبيقات تفاعلية من شأنها الإسهام في تطوير خطاب ديني متوازن، يعتمد على المعرفة الممنهجة والبيانات الدقيقة.
ومن جهته، أعرب رئيس جامعة كفر الشيخ عن عظيم امتنانه لزيارة مفتي الجمهورية، وسعادته بهذه الشراكة المثمرة مع دار الإفتاء، مؤكدًا أن الجامعة تضع في صدارة أولوياتها دعم مجالات التقاطع بين العلوم الشرعية والتقنيات الحديثة، انطلاقًا من إيمانها بأن هذه الشراكات تمثل ركيزة مهمة في بناء الإنسان الواعي القادر على الفهم والتحليل.
وأشاد بالدور الرائد الذي تضطلع به دار الإفتاء في صياغة خطاب إفتائي رشيد، فضلًا عن إسهاماتها في مجال مكافحة الفكر المتطرف، وتصحيح المفاهيم، وتعزيز القيم الإنسانية النبيلة.
وشملت مذكرة التفاهم تنفيذ عدد من البرامج التدريبية والبحثية المشتركة في مجالات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في الإرشاد الديني وصناعة الفتوى، وتعزيز الوعي باستخدامات الذكاء الاصطناعي بصورة أخلاقية وآمنة تخدم الصالح العام، فضلا عن تبادل الخبرات الأكاديمية والبحثية بين الطرفين في الموضوعات ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي، ودعم مشروعات التخرج والرسائل العلمية في مجالات التقاطع بين العلوم الشرعية والتقنيات الحديثة.
واتفق الجانبان على تشكيل لجنة تنسيقية مشتركة تتولى وضع الخطط التنفيذية، ومتابعة سير البرامج والأنشطة، وإعداد تقارير دورية لقياس مدى تحقق الأهداف وتقديم المقترحات التطويرية اللازمة.