الجمعة 3 مايو 2024

الرئيس يكرم أبطال الفداء والنصر

1-12-2017 | 02:46

لم تكن مصادفة أن يأتى تكريم نجوم المنتخب القومى فى نفس اليوم الذى يتم فيه تكريم نجل الشهيد العقيد أحمد المنسى قائد الشهداء الذى نال الشهادة فى سيناء، وبطلي الدبابة المصرية التي دهست سيارة الإرهابيين المفخخة بالعريش، فما بين الثلاثة علاقة لا تنقطع اسمها مصر، فالعقيد الشهيد ضحى بروحه من أجل الدفاع عن مصر وحماية أرضها وشعبها، وبطلا الدبابة هانت عليهما الحياة من أجل حماية هذا الوطن، أما أبطال المنتخب فقد بذلوا كل جهد من أجل أن يفرح الشعب بالصعود إلى المونديال بعد غيبة طالت لما يقرب من ثلاثة عقود.. المنسى استشهد كما قالت زوجته كى يتمكن شباب المنتخب من اللعب والفوز وليفرح الشعب، نال المنسى الشهادة مرتاحا فى حب الوطن الذي لم ينسه ولن ينساه، ونال الشعب الفرحة بالصعود إلى كأس العالم.. كرم المصريون المنسي شهيدا وبطلا الدبابة وقوفا وأبطال المنتخب مصطفين..لتعم الفرحة المصريين ..تلك الفرحة الطاغية من القلوب.. إنها ذات الفرحة التي تجسدت دموعا تلقائية صادقة من عيني البطل “أحمد إدريس”صاحب شفرة حرب أكتوبر حين منحه الرئيس السيسي– في نفس اليوم أول أمس الاثنين– وسام النجمة العسكرية، فأجهش بالبكاء فور إعلان حصوله عليها..لم ينتظر الرئيس لحظة بل ذهب بنفسه إلى البطل وهنأه.. تلك عادة الرئيس، السعي نحو الأبطال حبا وعطفا واحتراما وتقديرا، الرئيس السيسي مشبع بهذه الأخلاق المصرية النبيلة التي تعلمها من صباه الباكر ثم في المؤسسة العسكرية الوطنية العظيمة.

لفتة رئاسية مدروسة ورسالة واضحة في يوم واحد، مفادها أن التضحية من أجل مصر تتنوع صورها وأشكالها ، لكنها تبقى في جوهرها أساسا لحماية البلد وعودته إلى حيويته مرة أخرى، مصر تعود بأهلها، قد تكون هذه العودة في صورة شهادة في سبيل الأرض وحماية التراب المقدس كما يحدث مع أبطال الجيش والشرطة فى سيناء الذين يتسابقون من أجل الفداء، وقد تكون التضحية هذه في صورة انتصار ضخم مثل الذى حققه منتخبنا القومي مساء الأحد لينقل مصر إلى نهائيات كأس العالم في روسيا العام القادم..ويبيت الشعب فرحا سعيدا مرتاح البال هانئا..
فليس شرطا – إذن- لكي تكتمل التضحية من أجل الوطن أن تنتهي بالرحيل الجسدي، باب الوطن مفتوح على مصراعيه لكل أشكال التضحيات، كل يضحي بما يستطيع ويقدر، بعض أبناء الوطن يجودون بالروح والدم كأبطال قواتنا المسلحة، وبعض أبناء الوطن يجودون بجهدهم وعرقهم كأبطال منتخبنا القومي، وبعض أبناء الوطن يجودون بأفكارهم أو خططهم من أجل النهوض بهذا الوطن كالعلماء والمفكرين .. باب التضحيات الوطنية مفتوح على الدوام لا يغلق إلا بفساد الحكم –كما حدث في حكم الجماعة الإرهابية وسنتها السوداء– أما في عصر السيسي فالكل في حالة تضحية وفداء في سبيل الوطن، هذا واجب مقدس على الجميع، بدءا من السيسي الذي لا يكل ولا يمل في البحث عن المصالح العليا لمصر –سياسية كانت أو قومية أو اقتصادية أو أمنية أو غيرها من المصالح الوطنية– وصولا إلى أصغر طفل أو طفلة في أصغر مدرسة ابتدائية في أقصى نجع من الصعيد أو واحة من الواحات.. الكل في حالة تضحية وإخلاص.. والرئيس لا يعرف ذلك فقط ولا يقدره وحسب وإنما يثمنه غاليا ويرفع من شأنه إلى أقصى درجة.
لم ينس الرئيس يوم الاثنين الماضي أحدا.. كان تكريمه لرموز هذه التضحية تكريما شاملا وصادقا من القلب، لفت أنظار المصريين الذين تحلقوا حول الشاشات - يشاهدون رئيسهم ينوب عنهم جميعا في هذه التكريمات– من أبطال معركة الإرهاب إلى مصابى العمليات الحربية الذين ابدعوا فى صناعة منتجات رائعة اشاد بها الرئيس كما شاهد وسمع الجميع ما قاله الرئيس عن المنتخب ولرجال المنتخب «تقديرى لكم ولكل الجهد اللى عملتوه وشوفوا عملتوا إيه فى قلوب المصريين، كل الناس فرحانة بيكم” ثم توجه بحديثه إلى البطل الذي نقل منتخبنا إلى كأس العالم بهدفيه في مرمى الكونغو الأحد الماضي «محمد صلاح” فقال له : أشكرك يا محمد لأنك كان عليك ضغط شديد فى آخر ٤ دقائق، وهو يحمل حلم الـ١٠٠ مليون، فلازم الكورة تخش الجون، وبوجه له الشكر وده تسجيل واحترام لكم كلكم فى شخص محمد وشخصكم.. ولم ينس أيضا المدير الفني للمنتخب “ كوبر” الذي قال له بالإنجليزية « thank you very much ..ثم وجه خطابه إلى المنتخب كله فقال: كان لابد أن إحنا نشوفكم النهارده بعد الماتش ونفرح كلنا بيكم، وبنقولكم متشكرين وسعدنا بيكم، وياريت خلال نهائيات الكأس تمتعونا وتسعدونا أكثر من كده بكتير.
أما الطفل حمزة نجل الشهيد المنسي..فقد أدى التحية العسكرية للرئيس السيسي في نفس الندوة التثقيفية للقوات المسلحة فما كان من الرئيس إلا أن قبل رأس الطفل وصافحه في أبوة ظاهرة، وألقت والدته حرم الشهيد المنسي كلمة مؤثرة أبكت الحضور.. كان حمزة يرتدي زى القوات المسلحة وكأن لسان حاله يقول «إن كان في أرضك مات شهيد.. فيه ألف غيره بيتولد»، رسالة واضحة للعيان ولكل ذي عينين أن المصريين خلف قواتهم المسلحة بل يتمنون منذ طفولتهم أن يكونوا ضمن صفوف أبطالها.. لقد ضحى المنسي بروحه فداء لمصر، ومصر –رئيسا وحكومة وشعبا– أوفياء للعهد.
هذا الشعب النبيل –شعبنا المصري– هو الذي أنجب كل هؤلاء.. الشهيد المنسي، وزوجته، وابنه، وهو الذي أنجب العبقري محمد صلاح وجميع زملائه من لاعبي منتخبنا القومي المظفر، وهو الشعب الذي أنجب جميع أبطالنا في كل المجالات منذ بداية تاريخ هذا البلد الأمين قبل ٧٠٠٠ سنة وحتى اليوم، أبطال قواتنا المسلحة عمود الدولة المصرية ووتدها الأساسي من مينا موحد القطرين ومؤسس هذا الجيش إلى عبدالفتاح السيسي الذي حرر مصر من «الاحتلال الإخواني” في ٣ يوليو ٢٠١٣ ويقود هو وبواسل قواتنا المسلحة حربا لا تهدأ ولا تنام ضد الإرهاب، وأبطال الشرطة الذين يجودون بأرواحهم كل يوم في مواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة كذلك، ورجال الدين الإسلامي والمسيحي على السواء ممن يهدون الناس سواء السبيل بأمر ربهم.. وفي تاريخ مصر أعظم علماء الدين منذ قديم الزمان، وقضاة مصر العظام الذين يقيمون ميزان العدل فيها، وأصحاب القلم الوطني الصادق الشريف من الصحفيين والكتاب القابضين على جمر هذا الوطن، وأدباؤه ومبدعوه وفنانوه وعلماؤه الأفذاذ ومخترعوه واقتصاديوه النابهون ورياضيوه العظماء الذين نقلوا مصر إلى مونديال روسيا ٢٠١٨.
هؤلاء جميعا كافحوا وناضلوا-كل حسب جهده وأدواته المتاحة وقدرته– لم ييأسوا ولم ينتظروا جزاء ولا شكورا، لكن التاريخ لا يغفل دور أحد منهم.. لقد خلدهم في صفحاته وفي ذاكرة هذه الأمة، وثمة حكام بعينهم حفظوا الجميل وأذكوا روح الفداء والتضحية هذه في نفوس المصريين، إنهم حكامنا الوطنيون العظام.. وأبطال تاريخنا الذين لا يغيبون، أبناء هذا الوطن الأبرار.. والسيسي أحدث هذه الأسماء التي سيسجل التاريخ حروفها كحاكم وطني أذكى روح التضحية والفداء وأعلى شأن أبطال هذه الأمة وكرم كل من قدم لمصر شيئا.
المعنى ظاهر – إذن– في الندوة التثقيفية الأخيرة أول أمس الاثنين، التى أبدعت إدارة الشئون المعنوية فى تنظيمها وادارتها فقد كانت في حقيقتها يوما وطنيا لا ينسى لتقدير دور الأبطال في أكثر من مجال، وتثمين تضحيات أبناء مصر غاليا، وهو المعنى الذي يحرص الرئيس السيسي على تأكيده دوما.. فإذا كانت مصر تسعى جادة هذه الأيام إلى النهوض الشامل، فإن هذا السعي لن يكلل بالنجاح إلا إذا تأكد الساعون من أنهم مقدرون تماما وعلى أعلى مستوى، وأتحدى أن يأتيني أحد باسم شخص واحد -واحد فقط– بذل جهدا صادقا من أجل مصر وتفانى في خدمتها ولم يكرمه الرئيس السيسي خير تكريم، سواء أكان هذا الشخص حيا أو ميتا.. مصر لا تنسى أبناءها المخلصين والرئيس السيسي لا يمكن أن ينسى واحدا منهم، وهو الرجل الذي من فطرته تقدير الأبطال في كل مجال، وهو الرجل الذي لا يمكن أن يغفل معنى الفداء والتضحية بالدم والروح وهو ابن بار للقوات المسلحة، سند الدولة المصرية.
لننطلق، لنتحرر من قيود التشاؤم التي يضعها بعضنا في أعناقهم، لنبتعد عن «تسويد الصورة» ذلك التسويد الذي لا يخدم سوى أعداء هذا الوطن، لنشرع فورا في بناء بلدنا كما ينبغي، ذلك البناء الذي يحتاج منا كل نقطة عرق وجهد وتضحية.. ليس بالكلام الجميل ولا بحسن التعبير سينطلق البناء، وإنما بالعمل الجاد.. والرئيس نفسه مثال حي ودقيق لهذا المعنى المطلوب.. وهذه هى الرسالة التي حرص ويحرص الرئيس على توصيلها لكل المصريين.
    Dr.Randa
    Dr.Radwa