دخل اتفاق رابع لوقف إطلاق النار في محافظة السويداء السورية حيّز التنفيذ، أمس السبت، وفق إعلان صادر عن رئاسة الجمهورية السورية، منهياً حالة الاقتتال التي استمرت لسبعة أيام، بعد فشل ثلاثة اتفاقات سابقة في وقف الاشتباكات.
وشهدت المحافظة تصعيدًا كبيرًا، عقب تدخل عشائر عربية لمساندة عشائر البدو، التي تعرّضت لانتهاكات من قبل مجموعات درزية موالية لحكمت الهجري، أحد مشايخ الطائفة الدرزية في السويداء، والمقرّب من الاحتلال الإسرائيلي.
انتشار أمني وفضّ للاشتباكات
وعقب إعلان الاتفاق، بدأت قوات من وزارة الداخلية السورية وقوى الأمن بالانتشار في أرجاء المحافظة، ضمن المرحلة الأولى من تنفيذ تفاهمات وقف إطلاق النار.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الإعلام، أن مهام القوات المنتشرة تتضمن فض الاشتباك بين المجموعات المسلحة في السويداء والعشائر العربية، تمهيدًا لإعادة الاستقرار إلى المنطقة، والإفراج عن المعتقلين، وإخلاء سبيل المحتجزين.
ولفت المصدر إلى تشكيل لجنة طوارئ تضم وزارات وهيئات حكومية مختلفة لتسريع إدخال المساعدات الإنسانية والطبية اللازمة إلى السويداء.
فضلًا عن توفير الخدمات الأساسية وإصلاح البنية التحتية، بما يلبي الاحتياجات العاجلة ويعزز التهدئة، وذلك في إطار تطبيق المرحلة الثانية من تفاهمات وقف إطلاق النار، وفقًا للمصدر.
وبحسب المصدر، فإن المرحلة الثالثة من الاتفاق، تبدأ بعد تثبيت التهدئة بتفعيل مؤسسات الدولة وانتشار عناصر الأمن الداخلي في جميع أرجاء المحافظة بشكل تدريجي ومنظّم، بما يتماشى مع التوافقات التي جرى التوصل لها سابقًا بما يضمن سيادة القانون تحت مظلة الدولة.
هذا، وأفادت وزارة الداخلية، مساء أمس السبت، بإخلاء مدينة السويداء من كافة مقاتلي العشائر، وإيقاف الاشتباكات داخل أحياء المدينة.
ومن جانبه، أكد مجلس القبائل والعشائر السورية، تحرّك كافة مقاتليه إلى خارج السويداء امتثالًا لوقف إطلاق النار، متوعدًا بأن أي "خرق للاتفاق من المجموعات الخارجة عن القانون سيقابل برد قاسٍ من أبناء العشائر".
فيما دعت الرئاسة الروحية لما يسمى بـ"الموحدين الدروز" في سوريا، إلى إنهاء الاشتباكات و"الاحتكام لصوت العقل والحكمة والإنسانية لا للسلاح والفوضى".
حصر السلاح في أيدي الدولة
بدوره، طالب المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، جميع الأطراف في سوريا إلى إلقاء السلاح وإنهاء العداوات والتخلي عن ما أسماه بـ"دوّامة الانتقام القبلية".
وقال إن "المجتمع الدولي يراقب بتفاؤل حذر جهود الحكومة السورية في الانتقال من إرث مؤلم إلى مستقبل مشرق"، على حد وصفه.
ولفت إلى أن الاشتباكات بين الأطراف المتحاربة على الأرض في السويداء، أدت إلى "إضعاف سلطة الحكومة وتعطيل النظام".
وفي السياق نفسه، أكدت وزارة الإعلام السورية، أن الدولة تتفهم خصوصية كل منطقة وتسعى للحلول التفاوضية والسياسية، ولكنها حريصة على حصر السلاح بيد الدولة وإدماج كل التنظيمات في الجيش.
وحسب ما أفاد به المرصد السوري، أمس السبت، فإن هذه الاشتباكات التي امتدّت لسبعة أيام أسفرت عن سقوط 940 قتيلًا، غالبيتهم من المدنيين.