أعاد إعلان وزارة الداخلية اليوم عن ضربتها الاستباقية الجديدة، لإحباط مخطط إرهابي لحركة "حسم"، والذي كان يستهدف تنفيذ هجمات عدائية على منشآت أمنية واقتصادية داخل البلاد، إلى أذهان المصريين، نشاط هذه الحركة الإرهابية التي عادت للظهور بعد سنوات من الاختفاء منذ تفجير معهد الأورام عام 2019، إلى جانب تورطها سابقا في عدة عمليات نوعية أبرزها محاولة اغتيال طائرة الرئاسة في العام نفسه.
من هي حركة حسم الإرهابية
تعد حركة حسم الإرهابية الجناح المسلح لجماعة الإخوان الإرهابية، وتدير نشاطها من تركيا، وقد تأسست تلك الجماع عام 2016، وقامت حركة "حسم" بتنفيذ عدة عمليات إرهابية سابقة، وكان أولها في عام 2015، عندما تم اغتيال النائب العام عند مرور موكبه، عبر عبوة ناسفة، وتلاها محاولة اعتقال مفتي الجمهورية الأسبق "على جمعة" وذلك كان عام 2016.
هذا بالإضافة إلى اغتيال رئيس مباحث مركز شرطة طامية بمحافظة الفيوم الرائد محمود عبدالحميد، وإصابة اثنين من مرافقيه، بعد أن أطلق مجهولون النار بكثافة على سيارتهم، ومثلت العملية باكورة الأنشطة المسلحة للحركة، في 16 يوليو 2016، ومحاولة اغتيال النائب العام المساعد المستشار زكريا عبدالعزيز عثمان، بواسطة سيارة ملغمة استهدفت موكبه بمنطقة التجمع الأول، وأصيب خلال العملية شخص تصادف وجوده في موقع التفجير وقت حدوثه، وبعد ثلاثة أعوام، عادت للظهور مرة أخرى، في محاولة لاستهداف طائرة الرئاسة، هذا بالإضافة إلى تفجير معهد الأورام الشهير عام 2019.
إحباط عمليات تخريب منظمة لحركة "حسم"
كشفت وزارة الداخلية، اليوم عن إحباط مخطط إرهابي لحركة "حسم"، كان يستهدف تنفيذ عمليات عدائية ضد منشآت أمنية واقتصادية داخل البلاد، وأكدت الوزارة، في بيانها اليوم، أن الحركة، كانت تخطط لنشاطها التخريبي، وأوضح البيان أن "حسم" كانت تعد لتنفيذ عملياتها عبر تسلل أحد عناصرها الهاربة من إحدى الدول الحدودية إلى داخل مصر بطريقة غير شرعية، لتنفيذ مخطط يستهدف زعزعة الاستقرار.
كما رصدت الأجهزة الأمنية مقطع فيديو بثته الحركة يتضمن تدريبات لعناصرها بمنطقة صحراوية بدولة مجاورة، مصحوبا بتهديدات مباشرة ضد الأمن المصري.

تحديد أسماء وأماكن قيادات حركة حسم الإرهابية
وأضاف البيان أن قطاع الأمن الوطني نجح في تحديد قيادات الحركة المتورطين بالمخطط، ومن أبرزهم: يحيى السيد إبراهيم محمد موسى: أحد مؤسسي "حسم" والمسؤول عن هيكلها العسكري، محمد رفيق إبراهيم مناع: صادر بحقه حكم بالسجن المؤبد لمحاولات استهداف شخصيات بارزة وتزوير مستندات لصالح الجماعة، علاء علي علي السماحي ومحمد عبدالحفيظ عبدالله عبدالحفيظ: متورطان في عدة قضايا إرهابية لاستهداف شخصيات عامة، علي محمود محمد عبد الونيس: محكوم عليه في قضايا مماثلة.
كما كشف البيان عن تمكن الأجهزة الأمنية من رصد أحمد محمد عبد الرازق أحمد غنيم، أحد عناصر "حسم"، الذي تسلل إلى البلاد عبر الدروب الصحراوية واتخذ من شقة في بولاق الدكرور وكرا لاختبائه، تمهيدا لتنفيذ عمليات إرهابية بالتعاون مع إيهاب عبداللطيف محمد عبدالقادر.
وبادر العنصران الإرهابيان بإطلاق النار بشكل عشوائي تجاه القوات والمارة وذلك خلال مداهمة وكرهما، ما أسفر عن مصرعهما في تبادل لإطلاق النار، واستشهاد مواطن تصادف مروره بمكان الحادث، إضافة إلى إصابة ضابط أثناء محاولة إنقاذ المواطن.

اليقظة الأمنية أحبطت المخطط
وقال اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن البيان يعكس درجة عالية من الجاهزية واليقظة لدى الأجهزة الأمنية المصرية، وأضاف: "رجال الداخلية يسهرون على حماية الوطن دون كلل، ويؤدون واجبهم بإخلاص، مدركين أن حماية مصر أمانة في أعناقهم."،
وأشار المقرحي إلى أن العناصر الإرهابية كانت تترقب فرصة مناسبة لشن هجماتها، ظنًا أن انشغال الدولة بالانتخابات وقضايا داخلية أخرى قد يتيح لها مساحة للتحرك، لكن أجهزة الأمن كانت يقظة وأحبطت المخطط قبل تنفيذه، وحذر المقرحي من أن محاولات مماثلة قد تتكرر طالما هناك جهات خارجية تمول هذه المجموعات، مؤكدًا أن "اليقظة الأمنية هي الضامن الأول لردع هؤلاء الخونة الذين لا يعرفون سوى الخراب."
"حسم" امتدادا لفكر الإخوان المسلح
من جانبه، أوضح الباحث في شؤون الإسلام السياسي عمرو فاروق، أن إصدار "حسم" الأخير، بعد سنوات من الغياب منذ تفجير معهد الأورام في 2019، يعكس سعي الجماعة لإظهار قدرتها على المواجهة المسلحة وتشتت جهود الأجهزة الأمنية.
وأضاف أن الحركة تسعى لتحفيز خلاياها النائمة وزعزعة الاستقرار الداخلي، بغرض الضغط على القيادة السياسية لطرح "المصالحة" كبديل عن العنف.
تحذيرات من استمرار التهديدات الإرهابية
لفت "فاروق" إلى أن القيادات المتورطة في المخطط تنتمي إلى تيار متشدد يطلق على نفسه "تيار التغيير"، ويهدف لفرض مشروع الجماعة بالقوة، مشيرًا إلى أنهم يتلقون تدريبًا على حروب العصابات وأمن المعلومات في معاهد بإسطنبول.
وأكد أن "حسم" تمثل أخطر أذرع الجماعة الإرهابية، داعيًا إلى تبني استراتيجية شاملة تشمل المواجهة الأمنية والفكرية والمجتمعية لتجفيف منابع الإرهاب وحماية الأجيال الجديدة.