واصل الاحتلال الإسرائيلي جرائمه في قطاع غزة، في ظل استمرار العدوان على القطاع واستمرار الحرب منذ ما يزيد عن 21 شهرًا، حيث قصف الاحتلال أنحاء من حي تل الهوا اليوم ما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، كذلك أدانت منظمات دولية استمرار التجويع والحصار على القطاع.
قصف حي تل الهوا
وأفادت مصادر طبية فلسطينية، صباح اليوم الأربعاء، بارتفاع حصيلة قصف طائرات الاحتلال الحربية حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة إلى 9، بينهم صحفية، وأفراد عائلتها، وهي الصحفية الحامل ولاء الجعبري، وأطفالها الخمسة، وزوجها أمجد الشاعر، فيما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن مصادر طبية أنه من شدة القصف الوحشي خرج الجنين من بطنها.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 31 فلسطينيا بنيران وقصف الاحتلال الإسرائيلي عدة مناطق في قطاع غزة، منذ فجر اليوم الأربعاء، حيث استهدف الاحتلال تجمعا لمواطنين قرب نقطة توزيع مساعدات في منطقة وادي غزة وسط القطاع، ما أدى إلى استشهاد 4 مواطنين وإصابة آخرين بجروح.
وفي بلدة بني سهيلا شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، استشهد ثلاثة مواطنين وأصيب آخرون بجروح، جراء قصف الاحتلال مجموعة من المواطنين، وفي مدينة رفح، استشهد مواطنان وأصيب العشرات بجروح بنيران قوات الاحتلال قرب مركز مساعدات الشاكوش شمال المدينة.
كما استشهد مواطن متأثرا بإصابته بنيران مسيرة إسرائيلية في منطقة أم ظهير جنوب شرقي دير البلح وسط قطاع غزة، إضافة إلى استشهاد مواطن آخر إثر استهدافه من قبل الاحتلال أمام منزله في شارع العشرين بمخيم النصيرات.
100 منظمة دولية تطالب بفتح المعابر
وطالبت أكثر من 100 منظمة إنسانية عالمية الحكومات حول العالم بالتحرك الفوري لفتح جميع المعابر البرية مع قطاع غزة، واستعادة التدفق الكامل للغذاء والمياه النظيفة، والإمدادات الطبية، ومستلزمات الإيواء والوقود عبر آلية مبدئية، تقودها الأمم المتحدة، وإنهاء الحصار، والموافقة على وقف إطلاق نار فوري، وذلك بعد مرور شهرين بالتمام على بدء عمل مخطط "مؤسسة غزة الإنسانية" الخاضعة لسيطرة الحكومة الإسرائيلية.
وقالت المنظمات الإنسانية، في بيان مشترك، صدر اليوم الأربعاء، إن عمال الإغاثة أنفسهم أصبحوا يقفون في طوابير الطعام، معرضين لخطر إطلاق النار فقط لإطعام أسرهم، بينما يتسبب حصار الحكومة الإسرائيلية في تجويع سكان غزة.
ووفقًا للأمم المتحدة، حتى 13 يوليو، "تم قتل 875 فلسطينيًا أثناء بحثهم عن الطعام، بينهم 201 شخص على طرق المساعدات والباقي في نقاط التوزيع، وتم جرح الآلاف، كما هجّرت قوات الاحتلال الإسرائيلية قسرًا ما يقارب 2 مليون فلسطيني أصابهم الإنهاك، مع صدور آخر أمر بالإخلاء الجماعي في 20 يوليو الجاري، مما حصر السكان في أقل من 12% من مساحة غزة.
كما حذّر برنامج الأغذية العالمي من أن الظروف الحالية تجعل العمليات غير قابلة للاستمرار. إن استخدام التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين يُعد جريمة حرب.
كذلك قالت الأمم المتحدة، إن المدنيين في قطاع غزة لا يزالون يتعرضون لإطلاق النار أثناء اقترابهم من مستودعات وشاحنات المساعدات الغذائية، حسبما أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمره الصحفي اليومي، موضحًا أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أفاد بأن "آخر شرايين الحياة التي تُبقي الناس على قيد الحياة في غزة، تنهار بسرعة".
وأضاف: "بحسب السلطات الصحية المحلية، فقد مات أكثر من اثني عشر طفلاً وبالغاً نتيجة الجوع خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية وحدها"، مضيفًا أن الإمدادات الغذائية تُدخل إلى غزة بكميات غير كافية، وأن المدنيين الذين يقتربون مستودعات وشاحنات الأمم المتحدة يتعرضون لإطلاق النار.
كذلك قالت وكالة الأونروا الأممية، اليوم الأربعاء، إن الفلسطينيين في غزة بمن فيهم موظفوها يتعرضون للإغماء بسبب الجوع الشديد، مشيرة إلى وفاة أطفال ومعاقين بالقطاع نتيجة التجويع وسوء التغذية الحاد.
وجددت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في منشور على منصة إكس، الدعوة إلى رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية لإنهاء المجاعة فيه، موضحة أنه "لدى الأونروا وحدها آلاف الشاحنات في الدول المجاورة تنتظر دخول غزة، منذ أن حظرت السلطات الإسرائيلية دخولها في مارس الماضي".
وتابعت الوكالة الأممية: "يجب رفع الحصار الآن للسماح بدخول مساعداتنا الإنسانية المنقذة للحياة".