لما كنت قد ولدت في شتاء عام 1951، وحدثت ثورة يوليو بعدها بحوالي عام وستة أشهر، فيمكن اعتباري ـ مجازاـ من أبناء الثورة الوليدة، الداعية إلى الاستقلال من المستعمر، و الحرية، والعدل الاجتماعي. لم يتفتح وعيي جزئيا إلا بدخولي المدرسة الابتدائية في العام الدراسي 1957ـ 1958، وفي يوم مضيء من فبراير 1958 حدثت الوحدة بين مصر وسوريا، كتبنا خطابات التهنئة للرئيس فرد علينا بخطابات مشجعة، معها صورة أبيض وأسود. قبلها بعامين جرى العدوان الثلاثي على مصر، وعندما كانت صفارات الإنذار تدوي في المدينة كنا نهبط إلى الملاجئ، ونختبئ في الدور الأرضي المسلح بالخرسانة. أحيانا كنت أتسلل لسطح البيت لأشاهد النار المشتعلة في أطراف بورسعيد ( نسمي أهلها الذين نحبهم « البلاطوة»، بيننا وبينهم مصاهرة منذ قديم )، فهي من أقرب المدن إلينا.
بعد انقشاع العدوان بدأ بناء المصانع، وتأميم الشركات والمصارف الأجنبية وهو الأمر الذي رأيت أثره و مازلت طفلا. قررت حكومة الثورة مجانية التعليم، فلم يعد ناظر المدرسة يخرجنا من فصولنا لكوننا لم نسدد المصروفات: عادل الفيل، وماهر الفيل، وفريال الفيل، وأعتقد ان ذلك من مآثر الثورة فقد حدث " تكافؤ الفرص" بشكل حقيقي.
كانت مظاهر الثورة تتبدى لي في الأعلام المرفوعة في واجهات محال "سوق الحسبة" بمدينة دمياط، ومرور الموسيقى النحاسية في طوابير الشرف، ووضع باقات الزهور على نصب " الجندي المجهول" قرب نهر النيل، يعلوه نسر من خشب الزان، يحلق بجناحيه في شموخ، نفذه "أسطوات الأويما" في حارة البركة.
بعدها أعلن عن البدء في بناء السد العالي، وهو المشروع الأم الذي جذب اهتمام الناس، فقد قيل لنا في المدارس إن سعر الكهرباء سيصبح بالملاليم، في نفس هذه الفترة بدأ بناء مصنع الغزل والنسيج في المدينة، وبعد ذلك مصنع أدفينا في عزبة البرج، ومصنع الخشب المضغوط في فارسكور، ومصنع الألبان في عزبة الصعيدي.
هي أيام علقت بالذاكرة، فالثورة ليست كلاما بل فعل قوي، ترى نتائجه على أرض الواقع. وقد عملت في طفولتي بمهنة صبي ورش الموبليا، ودوره " مز الكرينة " لحشو مقاعد السفرة والصالون، ونقل قطع الأثاث من " الماكينة " إلى الورشة، ومنها إلى المعارض، وغير ذلك من مفردات تخص الحرفة.
بعدها عملت بمحل لبيع الأحذية، وكانت مدينتنا تنفرد بهذه الصناعة، وتستوردها مدن المحافظات الأخرى. عن هذه المهنة كتبت مجموعتي القصصية "صندل أحمر" 2008 لتعود لتتردد في مجموعة "دمى حزينة" 2022 والتي فازت بجائزة الملتقى للقصة العربية بالكويت 2024.
هذا هو الحال وقت تفتح وعيي المبكر على فكرة "الكتابة"؛ فقد قرأنا في طفولتنا كتب "المكتبة الخضراء"، وكامل الكيلاني وعزوز آل عزوز، ومحمد الهراوي (الشاعر) ومجلات منها "ميكي" و"سمير"، أيضا "سندباد" و"كروان". كنت مفتتنا بشخصية "الشبح" في مجلة سمير أما رسوم "والت ديزني" فقد جذبت انتباهي بالصور، ولم أحب "سوبرمان" فقد كنت أحمل فوق عنقي عشرات قطع الخشب ولا يوجد "سوبرمان واحد" جاء لينقذني من التعب، ورغم فقرنا النسبي، فقد كنا نذهب كل جمعة إلى (المالح) البحر الأبيض المتوسط، أحيانا نعثر على قوقعة (صدفة)، نضعها فوق أذننا، فتحكي لنا بصوت خافت يخالطه هدير الموج حكايات عن أنس وجان؟!
وعند التجاري، كان يجلس شيخ معمم يبيع للمارة مجلدات من كتب الأزهر، وبعض القصص العالمية، تباع وقتها بثلاث قروش، والعدد الممتاز بخمسة قروش، وكانت هناك سلسلة كتاب وروايات الهلال، والتي كانت لها سمعة طيبة .
كان الشيخ علي القاضي يمنحنا " الكتاب " في استعارة ليوم واحد بتعريفة ". والتعريفة خمسة مليمات، وطبعا " المليم" عليه صورة الملك فاروق ملك مصر والسودان بطربوشه المائل، لون المليم أحمر نحاسي. بعدها سنعرف أن رئيس الجمهورية هو محمد نجيب ثم جمال عبدالناصر الذي أحببناه لأن ابتسامته كانت مشرقة، وصوته في خطاباته صادق ويدخل القلب.
حلاق الحي " عبده طه"، يحلق لنا بالشهر، صرنا نستمع عنده للبرنامج الرمضاني " ألف ليلة وليلة " الذي كتبه " طاهر أبوفاشا" الذي رأيته يحلس مع أصحابه على مقهى "شاهين"، وهو ـ أي المسلسل ـ منقول من كتب التراث أو الكتاب الأهم " ألف ليلة وليلة " والذي كانت تباع منه نسخ شعبية في أحياء الغورية والسيدة زينب وحي الحسين.
كانت هناك شخصية الدكتورة عائشة عبد الرحمن، وهي ابنة لرجل أزهري يدرس في مدينتنا، وأطلق عليها " بنت الشاطيء" حيث اقترنت بالشيخ أمين الخولي، وصارت توقع مقالاتها ب" بنت الشاطي" في جريدة " الأهرام "، ورأيتها بعد سنوات طويلة تقف أمام محل موبليات مصطفى الأسمر، اقتربت منها وعرفتها أنني أصادق صاحب المحل المغلق فترة الغذاء، فاختبرتني بسرعة، ثم أعطتني كتابها عن "البهائية" لأسلمه لقريبها مصطفى الأسمر، وقد فعلت. مضت في طريقها للجانب الآخر من النهر حيث موقف سيارات " رأس البر"، وهو نفس الطريق الذي سلكناه ـ محسن يونس وأنا ـ ونحن نوصل يحيي حقي ـ صاحب قنديل أم هاشم والبوسطجي ـ لنفس الموقف خلال أحد شهور الصيف، الذي أتى بعد ذلك بمسافة زمنية بعيدة.
أعرف أن " بنت الشاطيء " لها مجموعة بديعة في فن القصة القصيرة " من حياتهن" ولو أنها اختارت طريق الفن بدلا من طريق " الدرس الديني والفقهي " لحققت نبوغا في مجال السرد.
هناك سيدة أخرى قابلتها في نفس الفترة الزمنية تقريبا.. هي الكاتبة والأكاديمية الدكتورة لطيفة الزيات.
اختيار لطيفة الزيات كان حاسما في الانتماء للتيار اليساري خاصة في فترة ما قبل الاستقلال حيث انتخبت وهي طالبة سكرتيراً عاماً للجنة الوطنية للطلبة والعمال عام 1946، وهي اللجنة التي قادت في تلك الفترة كفاح الشعب المصري ضد الاحتلال البريطاني. كما رأست لجنة الدفاع عن الثقافة القومية وهي لجنة انبثقت لمناقشة موقف المثقفين من اتفاقية كامب ديفيد التي قامت بدور مهم في وقف التطبيع الثقافي مع إسرائيل مما عرضها للاعتقال عام 1981.
قبلها بعامين تقريبا وقفت إلى جوار شقيقها محمد عبدالسلام الزيات في انتخابات مجلس النواب، ممثلا للمعارضة، زرتها في بيتها بحي الدقي، فاستقبلتني بمحبة، وأهدتني بعض كتبها. مازلت أتذكر، في عهد الرئيس أنور السادات كتبت سيرة ذاتية بعنوان " حملة تفتيش" تتحدث فيها عن ظروف اعتقالها.
أتذكر بعض كتبها في القصة القصيرة " الشيخوخة وقصص أخرى (مجموعة قصصية) (1986)، الرجل الذي عرف تهمته (مجموعة قصصية) (1986)، حملة تفتيش: أوراق شخصية (سيرة ذاتية) (1992).
حسنا، تركت نفسي لتيار التداعي ولتكن عودتي لسنوات الثورة الأولى فأخبر الاصدقاء أنني قرأت يوسف السباعي قبل العبقري نجيب محفوظ، حتى وجهت السيدة عايدة على جبر ـ أمينة مكتبة قصر ثقافة دمياط ـ نظري لثلاثية نجيب محفوظ ثم أعطتني الدرتين الفريدتين ليوسف إدريس : " لغة الأي أي "، و" أرخص ليالي ".
هذان الكاتبان أخرجاني من نطاق الرومانسية الذي وقفت أمامه فترة من الزمن خاصة بعد تعرفي على عوالم محمد عبد الحليم عبدالله.
وكان من حسن حظي أن حضرت حفل تكريم نجيب محفوظ بعد حصوله على جائزة " نوبل" في الآداب، وذلك بقصر العروبة في نوفمبر 1988. عرفني يومها المتفرد العظيم صبري موسى على عدد من كبار الكتاب الذين حضروا الحفل وكان معي من مدينتي القاص مصطفى الأسمر الذي مثل القصة وقتها وحضرت كشاعر، بعد أن عرفني الوسط الأدبي كقاص بعد فوز قصة " في البدء كانت طيبة " بجائزة أول مسابقة عن الحرب، ونشرت وقتها بمجلة "صباح الخير" 1974، أجريت معي المذيعة نادية صالح مقابلة بالبرنامج الشهير " على الناصية " ( فترة توقف آمال فهمي عن بث الحلقات كأجراء تأديبي )، وتدور الأيام فانتقل من توهج الشعر وسموه إلى ثقل الأرضي ورسوخه في عالم القصة القصيرة.
قابلت صبري موسى حين قدم دمياط ـ مسقط رأسه ـ ليبتاع بابا حديديا لعشة ـ (تطلق على المباني المصنوعة من الأكياب والسدد من البوص وأعواد البردي، وحاليا تغير الوضع للخرسانة والمسلح) ـ له في راس البر، سرنا في شوارع المدينة وعرفنا بمدرسته الابتدائية (المعالي)، ومدرسة الثانوية الزخرفية. كنت قد بدأت القراءة له، بروايته العلامة " فساد الامكنة " الحاصلة على جائزة " بيجاسوس " الأمريكية، وبعد تعرفي عليه قرأت أعماله القصصية فوجدتها تضج بالحياة، منها : " القميص "، " وجها لظهر "، " حكايات صبري موسى "، "مشروع قتل جارة" . أجريت معه حوارا نشر في جريدة " اليوم" ومما قاله لي إنه كل يوم جمعة كان يأتي بخريطة سكك حديد مصر، يضع أصبعه السبابة على الخريطة، يحدد قرية، يركب القطار ليهبط في رصيف محطتها ثم يجلس في مقهى شعبي، يبادر بالحوار مع رجال المقهى، ويقتنص حكاية غريبة، ثم يحولها لنص قصصي.
سأعود حالا إلى المجموعات القصصية التي وقفت أمامها طويلا ووجدت فيها تجريبا عظيما، وقدرة على التعبير عن النفس الحائرة خاصة بعدما حدثت هزيمة 5 يونيو 1967 وكنت وقتها قد حزت الشهادة الإعدادية وبيدي مظروف به أوراق التقديم، في طريقي لمعهد المعلمين، شاهدت الطائرات المعادية تنقض على المطارات القريبة، ورأيت دخانا كثيفا أسود، مرعب، ظل يتحكم في انفعالاتي حتى يومنا هذا.
قرأت " أوراق شاب عاش منذ ألف عام "جمال الغيطاني "، " الخطوبة " بهاء طاهر، " الأشواق والأسى"، " الظنون والرؤى"، عبدالحكيم قاسم، "بحيرة المساء" إبراهيم أصلان، " الكبار والصغار " محمد البساطي، " بيت الياسمين " ابراهيم عبدالمجيد، وقصص مفردة لكل من سعد مكاوي، محمد ابرهيم مبروك، خليل كلفت، وغيرهم .
ينبغي أن أشير هنا إلى مجلة مهمة جدا صدرت في أعقاب الهزيمة وكانت تأخذ الجانب الطليعي هي " جاليري 68"، رأس تحريرها أحمد مرسي ففيها تعرفنا على طرائق سرد جديدة في القصة القصيرة المصرية من بينها غير ما ذكرنا، أسماء: يحيى الطاهر عبدالله، إبراهيم عبدالعاطي، حسن سليمان، أحمد البحيري، د. نعيم عطية، ابراهيم منصور، يوسف القط، خليل كلفت، ماهر شفيق فريد.
يعد النقاد المجلة " قنبلة انفجرت في وجه الهزيمة ". علينا أن نتدبر أمرنا، ونسجل هنا شروق مجلة من محافظة كفر الشيخ، أشرف عليها الشاعر محمد عفيفي مطر، من خلال صفحاتها تعرفنا على جيل جديد قادم بأدوات فنية أخرى، منهم في القصة القصيرة: محمد المنسي قنديل، قاسم مسعد عليوة، سعيد الكفراوي، حسين البلتاجي، كامل الكفراوي، محمد الراوي،وغيرهم.
كان بالمجلة باب ثابت يقدم إبداعات من الجبهة " من شرنقة النار "، ومالبثت أن أغلقت في ظروف سياسية مقبضة، بعد نشر قصيدة " الكعكة الحجرية " لأمل دنقل، ومن هذه المجلة ظهر شاب من جيلي، هو طالب الطب علي قنديل ابن قرية "الخادمية " الذي كان يشير إلى موهبة فذة ـ أثناء تلقي تدريبات الأساس بالمعادي في فترة النجنيد، كنت أبات في سكنه أو عند سيد حجاب، مشرف الصفحة الأدبية بمجلة " الشباب"، وكان من حضور الندوة: حلمي سالم، طلعت شاهين، أمجد ريان، عبدالدايم الشاذلي ـ قبل أن تدهمه ـ أقصد علي قنديل ـ سيارة طائشة في كفر الشيخ ( 1976) .
قد لا أذهب بعيدا إذا ما أشرت إلى تجربة زيارة ثلاثة من كتاب جيلي لمدينة المحلة الكبرى حيث التقينا في الحجرة العلوية للقاص جار النبي الحلو، شعراء وكتاب قصة مرموقين: سعيد الكفراوي، محمد المنسي قنديل، محمد فريد أبوسعدة، أحمد الحوتي، رمضان جميل، وغيرهم . تعرفت شخصيا على أصوات موهوبة جدا في القصة القصيرة. كان رفيقا السفر: محسن يونس، ومحمد علوش، وكنت ثالثهم .
تحدثت عن بعض الأقلام القصصية في مصر. فماذا عن محافظتي دمياط؟
كان يكتب القصة في الخمسينيات والستينيات كتاب، من أبرزهم: مصطفى الأسمر، طاهر السقا، الحسيني عبدالعال، يوسف القط ( القادم من بني سويف.. أذكر أنني حين كنت أقوم بزيارة عبدالرحمن الأبنودي في شقته القديمة بباب اللوق، عام 1969 سألني عن كاتب واحد، هو " جو " أو يوسف القط)، حسين البلتاجي، أميز زهران.
ينتمي للجيل الأول عبدالله خيرت ( من كفر البطيخ) الذي عمل مديرا لتحرير " إبداع" وقد تعرفت عليه فترة إقامتي بالدمام ( 199 ـ 1995). في أول شهر رمضان تأخذنا سيارة تضم أحمد سماحة وعبدالله خيرت وكاتب هذه السطور لنفطر في بيت الدكتور محمد نجيب التلاوي .
الجيل التالي وهو جيل السبعينيات، من أبرز كتابه: محسن يونس ( كتب عن تجربته إدوار الخراط )، أحمد زغلول الشيطي ( بدأ برائعته " ورود سامة لصقر " التي تحولت لفيلم سينمائي )، السيد النعناع ( من مهجري بورسعيد)، ومن أبناء دمياط المقيمين بالقاهرة: صلاح عبد السيد.
جيل الثمانينيات: حلمي ياسين، فكري داود ( بدأ قاصا وصار له مشروع طموح في الرواية، أغلبها عن قريته " السوالم " كذلك السفر للخارج)، عوض عبدالرازق، ضحى العناني، محمد شمخ، أحمد عمارة، محمد مختار دحروج، عزيز فيالة، الدسوقي البدحي .
ومن أبناء دمياط الذين استقروا بالقاهرة ولهم رصيد مقدر في دنيا القص نذكر: الدكتور شريف صالح، محمد بركة، والمرحومة نجوى شعبان التي حازت جائزة الدولة التشجيعية في الرواية عن " نوة الكرم ".
وممن قدموا مجموعات قصصية لها رصيد جمالي فائق: مجدي القشاوي، وسيف بدوي. لقد تأخرت إصداراتهما حوالي ربع قرن غير أن انتاجهما القصصي فائق القيمة، ولحق بهم عابد المصري، أشرف الخضري، السيد شليل، رشا عبادة ( بحسها الساخر كما في مجموعة " خايبة الرجا ")، أميرة الوصيف.
من الحلقة السردية الحالية نقرأ أعمالا لكل من : مها الخواجة، هبة عادل السويسي (في طريقها للدكتوراة، وهذا أمر مبهج)، آمال سالم، دعاء البطراوي ( غزيرة الإنتاج)، دعاء زيان، فيفي فاروق، عبير عبدالجليل، سامية أبوعيد، نهى مرجان، د. وداد معروف ( صعدت للقائمة الطويلة في جائزة كتارا للرواية، الدورة الماضية )، وائل الصعيدي، عزت الخضري، جيهان عوض، إنجي مطاوع، علي شعيب، محمد السيد زكريا، دلال أحمد الدلال.
قد يحق لنا أن نسأل: هل القصة القصيرة التي تكتب حاليا في محافظتي دمياط بخير؟
الحقيقة أنه بناء على تصورنا، هناك محاولات جادة قدمها الجيل الاخير بما لديهم من جدية ورغبة في التطوير: محمد سامي البوهي، إسلام عشري، عصام أسامة، خيب صيام ( حاز العام الماضي على جائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب عن مجموعته" وردة واحدة كانت تكفي" والتي قدمت لها ..)، مصطفى حنيجل، محمد بربر، محمد السعيد .
أود في ختام مقالي أن أرصد أسماء كتاب يمكن الاستفادة من تجاربهم في القصة القصيرة، بدون ترتيب تاريخي : د. أحمد الخميسي، د. محمد المخزنجي، عادل عصمت، سلوى بكر، هالة البدري.، وحيد الطويلة، هويدا صالح، يوسف أبورية، محمد عبد النبي، محمود الورداني، سيد الوكيل، محمد حافظ رجب، عزت القمحاوي، عبد الحميد بسيوني، محمد روميش .
أضيف إليهم كتابا قدموا تجارب ناضجة، ذات بعد خلاق: منير عتيبة، أحمد فضل شبلول، حجاج أدول، رضا البهات، د. عزة بدر( بلديتنا برضو )، محمد عبدالله الهادي، أحمد محمد عبده، مجدي جعفر، إبراهيم عطية، مصطفى نصر، سمير المنزلاوي، محمد الفخراني، محمد مستجاب، منتصر القفاش، منى الشيمي، منصورة عز الدين، مي التلمساني، نورا أمين، السيد نجم، عبده جبير، نعيم صبري، مكاوي سعيد، محمد العشري، عبده جبير، عبدالوهاب الأسواني، د. محمد ابراهيم طه، أحمد ابوخنيجر، حمدي أبوجليل، حمدي البطران، سعد القرش، سعيد نوح، سمية رمضان، ريم بسيوني .
ومن الجيل الجديد ( أقصد بعدي بثلاثين عاما): طارق إمام، حسن عبدالمقصود، هبة الله أحمد، دعاء ابراهيم، حسام المقدم، ياسر شعبان، هيثم الورداني، فكري عمر، سهى زكي، السيد زرد، دلفيين العدوي، نور محمد، منة الله ربيع، ياسين محمود. وآخرين..
في ظل الإنتاج الضخم الذي يتجاوز الحدود المعقولة، يحتاج الأمر إلى قدرات نقدية مستنيرة ولديها حدس جمالي للتعريف بالأجيال الجديدة من المبدعين الذين أخلصوا للقصة وقدموا مغامراتهم الفنية والفكرية الرفيعة .
ولما كنا نتحدث عن ثورة 23 يوليو وضرورة الانحياز لأدب له وجهة نظر، وفهم للمتغيرات، وانحياز للإنسان، ووعي بالمرحلة، فننتظر كتابا لديهم الرغبة، والقدرة على عطاء ثوري، مختلف، ليس على منوال سابق، بعيد تماما عن الرطانة المعهودة.
ملاحظة جديرة بالتسجيل:
في عام 2009، أصدر المجلس الأعلى للثقافة، موسوعة القصة القصيرة المصرية في ثلاثة مجلدات بعنوان "من عيون القصة القصيرة المصرية"، من إعداد وتحرير الدكتور حسين حمودة، تقديم: خيري شلبي.
المختارات لا غني عنها بالنسبة لأي باحث أو مؤرخ. ولإدراك ضخامة المنجز نشير إلى الآتي: المجلد الأول: 703 صفحات، المجلد الثاني: 592 صفحة، المجلد الثالث : 605 صفحات.
هذا وبالله التوفيق.