لعب الشعر دورا محوريا في تشكيل الوعي الجمعي، وتثبيت مفاهيم الانتماء والكرامة والعدالة الاجتماعية، كان وثيقة شعبية نابضة، تسير جنبًا إلى جنب مع مشروعات التغيير وأحلام الجماهير، ومن خلال القصائد، استطاع الشعراء أن يحولوا شعارات ثورة 23 يوليو إلى إحساس يومي يتردد في صدور البسطاء، ويغنى في الحقول والمصانع والميادين.
عبد الرحمن الأبنودي
استطاع الأبنودي أن يجسد ملامح الثورة وتحولاتها بلغة عامية قريبة من الناس، تخاطب وجدانهم مباشرة، وتحدث بلسانهم، وجعل من كلماته مرآة لهم وصوتا يعكس أحلامهم ومعاناتهم.
وظهر ذلك الحضور في عدد من أعماله المهمة، مثل "أنا والناس"، و"جوابات حراجى القط"، و"الأرض والعيال"، لينبض شعره بالحلم الثوري ووجع المواطن البسيط.
"الأرض والعيال"
الليل جدار
إذا يدن الديك من عليه
يطلع نهار
وتنفلت من قبضة الشرق الحمامه ام الجناح
أم الجناح أبيض في لون قلب الصغار
آه يا حبيبتي يا ام خصله مهفهفه
قلبي اللي مرعوش الأمان
لسه بيحلم بالدفا
والشمس كلمه طيبه وفيها الشفا
قلبي اللي كان قرَّب يموت
لسه بيحلم بالبيوت
زي الخرز
والدرب خيط
حرير.. ولاضم كل حيط
وفي كل دار يترش حَب الحُب غيط
يتنفس اللبلاب على الباب الكبير
وبرضه ملضوم بالحرير
يا ام العيون الدفيانين
لو تعرفي من فين سمار النيل؟
منين؟
إوعك تقولي لأن جوفه عب طين
أسمر لإن الشمس فوقه من سنين
لو تعرفي طول السنين
صلاح جاهين
ارتبط صوت صلاح جاهين بالثورة، من خلال انفعالاته وتأثره العميق وفكرة الصادق، لتتجلى في قصائده ملامح زمن طالما بكى من الحزن وقهقه من الفرح بالنصر، ليظهر ذلك جليا في "رباعيات صلاح جاهين"، وكذلك في ملحمته الشعرية على اسم مصر.
تُعتبر قصيده على اسم مصر من أشهر قصائد صلاح جاهين، فيتحدث بها عن حبه لبلده مصر، ويوصف جمالها، فله أكثر من قصيدة يتغنى بها عن حبه لمصر.
على اسم مصر
على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء
أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء
باحبها وهي مالكه الأرض شرق وغرب
وباحبها وهي مرميه جريحة حرب