تواصلت جهود المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهي المحادثات المستمرة منذ انهيار اتفاق الهدنة الأول في مارس الماضي، حيث سلمت حركة حماس الوسطاء المصريين والقطريين ردها علي المقترحات الأخيرة بشأن موقفها، فيما أفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يدرس الرد.
يأتي ذلك في ظل انهيار الوضع الإنساني في قطاع غزة، في ظل النقص الحاد في المساعدات الغذائية، واستمرار الحصار وسياسة التجويع التي يستخدمها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
وتستهدف المفاوضات، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، يُفرج بموجبه عن بعض الأسرى الإسرائيليين الخمسين المتبقين في غزة مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل، ويسمح بدخول المساعدات إلى القطاع.
حماس تسلم مصر وقطر ردها
وتسلمت مصر وقطر رد حركة حماس، بشأن موقفها، حيث يشمل موقفها من إعادة انتشار القوات الإسرائيلية بقطاع غزة وأعداد الأسرى الفلسطينيين المطلوب الإفراج عنهم، فيما تتواصل الجهود المصرية المكثفة بين كافة الأطراف عقب استلام رد حماس لسرعة التوصل لهدنة مؤقتة بقطاع غزة بالتوازي مع الجهود المبذولة حاليا لإدخال المساعدات.
يأتي ذلك بالتزامن مع تكثيف مصر جهودها مع كافة الأطراف الدولية لإدخال مزيد من المساعدات إلى قطاع غزة خلال الفترة الحالية.
الاحتلال يدرس الرد
وأعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، عن دراسة رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، في الوقت الذي تواصل فيه الغارات الجوية والبرية الإسرائيلية قصف قطاع غزة.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن النص الجديد أمر يمكن لإسرائيل العمل عليه، وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن التوصل إلى اتفاق سريع ليس في المتناول، مع وجود فجوات بين الجانبين، بما في ذلك حول مكان انسحاب الجيش الإسرائيلي خلال أي هدنة.
وصرح مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات لرويترز بأن موقف حماس الأخير كان "مرنًا وإيجابيًا، ويراعي المعاناة المتزايدة في غزة وضرورة وقف المجاعة".
وتستهدف حركة حماس انسحاب القوات الإسرائيلية إلى المواقع التي كانت تحتلها قبل 2 مارس الماضي، عندما أنهت إسرائيل وقف إطلاق نار سابقًا، وضمان إيصال المساعدات تحت إشراف الأمم المتحدة.
هذا ويجري المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، جولة في أوروبا هذا الأسبوع لعقد اجتماعات بشأن حرب غزة ومجموعة من القضايا الأخرى، وصرح مسؤول إسرائيلي بأن وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، سيلتقي ويتكوف غدًا الجمعة، إذا ضاقت الهوة بين إسرائيل وحماس بشأن شروط وقف إطلاق النار بشكل كافٍ.
سياسة التجويع في غزة
وذكرت منظمة الصحة العالمية، أمس الأربعاء، أن 21 طفلًا دون سن الخامسة كانوا من بين من لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية في قطاع غزة حتى الآن هذا العام.
ومنذ مايو الماضي، يطبق الاحتلال آلية مختلفة في توزيع المساعدات الإنسانية عبر مراكز توزيع المساعدات، التي تحولت إلى مصائد للموت، تؤدي لاستشهاد عشرات الفلسطينيين يوميًا من منتظري المساعدات، وهي آلية أكدت المؤسسات الأممية رفضها لها.
غارات جوية على غزة
وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الخميس غارات جوية على بلدات النصيرات ودير البلح والبريج في وسط غزة.
أفاد مسؤولو الصحة في مستشفى العودة باستشهاد ثلاثة أشخاص في غارة جوية على منزل في النصيرات، وثلاثة آخرين جراء قصف دبابة في دير البلح، وأسفرت غارات جوية منفصلة في البريج عن استشهاد رجل وامرأة وإصابة عدد آخر.