أعلن علماء فلك أن تلسكوب هابل الفضائي تمكّن من رصد أولى الصور الواضحة لمذنب بيننجمي غامض يندفع بسرعة هائلة عبر نظامنا الشمسي، قادما من أعماق مجرة درب التبانة.
وذكرت صحيفة ديل ميل البريطانية أن هذا الرصد ساعد العلماء على تأكيد أن الجسم، المعروف باسم 3I/ATLAS، ليس مجرد زائر عابر، بل يحمل في ذيله جليدا مائيا ومواد عضوية قد تكون مرتبطة بأصول الحياة.
وتم اكتشاف المذنب لأول مرة في أواخر يونيو، وأكدت الصور التي التقطها هابل مؤخرا وجود ذيل جليدي ضخم يقذف مواد صخرية من نواة يبلغ طولها حوالي 12 ميلا (19 كيلومترا).
وكشفت دراسة جديدة، نشرت على منصة arXiv، أن ذؤابة المذنب — وهي السحابة التي تحيط بالنواة — تحتوي على نحو 30% من جليد الماء و70% من الغبار، ويشبه في تكوينه النيازك الغنية بالمواد العضوية.
ورغم أن العلماء لم يرصدوا مركبات عضوية بشكل مباشر، إلا أن لون الغبار المحمر للمذنب يشير إلى تشابهه مع الكويكبات من النوع D، والتي يعرف عنها احتواؤها على مركبات عضوية بسيطة مثل الأحماض الأمينية والهيدروكربونات.
ويعتقد أن هذه المركبات العضوية قد تكون من اللبنات الأولى للحياة، ما يعزز نظرية تعرف بـ"التبذر الشامل"، وهي فكرة تقترح أن مذنبات مثل 3I/ATLAS قد تنقل الماء والمركبات العضوية إلى كواكب أخرى، وبالتالي تساهم في نشوء الحياة في أماكن بعيدة من الكون.
وتدعم هذه الفرضية دراسة نشرت في مجلة Nature Communications، كشفت عن وجود اللبنات الخمس الأساسية للحمضين النوويين DNA وRNA في نيازك غنية بالكربون سقطت على الأرض.
ويعتبر 3I/ATLAS ثالث جسم بيننجمي يُرصد في نظامنا الشمسي، بعد "أومواموا" عام 2017 ومذنب "بوريسوف" عام 2019، لكنه الأكبر حتى الآن.
ومن المتوقع أن يمر المذنب بأقرب نقطة له من الأرض في 17 ديسمبر، على مسافة 2.4 وحدة فلكية (نحو 223 مليون ميل)، دون أن يشكل أي خطر يذكر.
ورغم ضخامته، يؤكد العلماء أن مساره لا يمثل تهديدا للأرض، لكن لو اصطدم بها، فسيُصنّف ضمن "القاتلات الكوكبية" القادرة على إحداث انقراض شامل.