نهضة في الاستزراع السمكي.. خبراء: المشروعات الجديدة تخفض الأسعار.. والاكتفاء الذاتي قريبا

«الزراعة» توضح تفاصيل مشروع قناة السويس للاستزراع السمكي

خبير: سيناء مكان مناسب للاستزراع السمكي

أستاذ اقتصاد زراعي: 5 فوائد استراتيجية للمزارع السمكية الجديدة

بعد افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي للمرحلة الثانية من مشروع قناة السويس للاستزراع السمكي، أول أمس، وإعلان وزارة الزراعة الانتهاء من 3 مشروعات للاستزراع السمكي في سيناء، أكد خبراء اقتصاد زراعي وثروة سمكية، تأثير ذلك على السوق المحلية بما يساهم في خفض الأسعار بعد زيادة المعروض، وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

وقالت الدكتورة منى محرز، نائب وزير الزراعة للثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم": إن مشروعات الاستزراع السمكي الثلاثة بسيناء تضم مزرعة "أم شيحان" بالقرب من مطار العريش، ومزرعة "الروضة" ومشروع "الأقفاص السمكية ببحيرة البردويل"، بعد افتتاح الرئيس للمرحلة الثانية، وقبلها مزرعة بركة غليون في كفر الشيخ والتي تعتبر أكبر مزرعة للاستزراع السمكي في الشرق الأوسط.

خفض الأسعار والاكتفاء الذاتي:

وقال الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي: إن نحو 70% من إنتاج مصر من الأسماك يأتي من الاستزراع السمكي، والنسبة المتبقية من المصايد البحرية، كما أن مشروعات الاستزراع السمكي - التي تتوسع الدولة في إنشائها مثل مزرعة بركة غليون وأحواض منطقة قناة السويس وشرق بورسعيد - ستؤتي بثمارها خلال عدة أشهر.

وأضاف، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذه المشروعات تحقق فوائد استراتيجية لمصر، فستعمل على زيادة العروض المحلية بما يؤدي لخفض الأسعار، كما أن مصر تستورد نحو 20% تقريبا من حجم استهلاكها من الأسماك وهذه المشروعات ستعمل على سد هذه الفجوة، وبعد أن تعمل بكامل طاقتها ستساهم في تحقيق مصر للاكتفاء الذاتي وسد الفجوة الغذائية من الأسماك والاتجاه للتصدير.

وتابع: إن الأسماك أرخص مواد البروتين الحيواني، وبمثابة سلعة شعبية تستهلك مصر منها نحو مليون ونصف طن سنويا، والمزارع الثلاث التي أعلنت عنها وزارة الزراعة في سيناء تحقق فائدة هامة وهي خدمة السوق المحلية هناك وخاصة في مدينة الروضة والعريش، كما أنها تساهم في توطين السكان.

وأشار إلى أن مصر تطل على نحو 3 آلاف كيلو متر من السواحل وبها موارد مائية بحرية ونهرية وبحيرات، جميعها يمكن استغلالها في مشروعات للاستزراع السمكي، مضيفا أن بحيرة ناصر التي تقع على مساحة 5 آلاف كيلو متر مربع وبها ثروة سمكية هائلة.. مؤكدا أن إمكانيات مصر في القطاع السمكي هائلة وغير مستغلة بالشكل الكافي، وخاصة البحيرات مثل المنزلة وقارون التي تحتاج إلى الاهتمام وإزالة التعديات.

استزراع سمكي في سيناء:

وقال الدكتور عبد العزيز نور، أستاذ الثروة السمكية: إن إنتاج مصر من الأسماك يقدر بنحو مليون و600 ألف طن، في حين أنها تستورد نحو 500 ألف طن، مضيفا أن مصر في حاجة للتوسع في مشاريع الاستزراع السمكي بشكل أكبر لتحقق الاكتفاء الذاتي لسد تلك الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك.

وأضاف، أن سيناء مكان مناسب للاستزراع السمكي من خلال حفر آبار للمياه الجوفية، مشيرا إلى أن سيناء لها أولوية استراتيجية بعد تنفيذ الكباري العائمة والأنفاق في منطقة قناة السويس؛ للربط بين ضفتي القناة وسيناء ومختلف المحافظات، كما أن المزارع السمكية ومختلف المشروعات تفيد أهالي المحافظة وترفع نسبة التوطين من السكان.

وتابع: مزارع بركة غليون وقناة السويس ستوفر نحو 150 ألف طن من الأسماك، وهو معدل يزيد من حجم العروض محليا، ومن المتوقع أن تحقق مصر الاكتفاء الذاتي من الأسماك في 2022 إلا أنه يمكن تحقيق هذا الهدف في خلال عامين فقط بشرط الاهتمام بالمزارع القائمة والتي يتواجد نصفها تقريبا في محافظة كفر الشيخ.

وأكد نور، أن الزيادة السكانية كل عام ترفع حجم الاستهلاك ما يعني ضرورة التوسع في هذه المشروعات، مطالبا بالاهتمام بالبحيرات الشمالية وبحيرة ناصر وتشجيع أصحاب المزارع السمكية لمضاعفة إنتاجهم والنهوض بالمزارع، من خلال منحهم حوافز وتخفيف الأعباء للنهوض بأوضاع المزارع ما يمكنه مضاعفة الإنتاج الحالي إلى نحو 3 ملايين طن سنويا من الأسماك دون عناء.

وأوضح أن تكلفة تطوير البحيرات، عالية حيث تحتاج إلى مليارات الجنيهات، وأن تقديم تسهيلات للقطاع الخاص يساعد بشكل كبير في سرعة الوصول إلى الاكتفاء الذاتي.

 تفاصيل مشروع قناة السويس:

وقالت الدكتورة منى محرز: إن مشروع قناة السويس للاستزراع السمكي تبلغ مساحته نحو ٧٥٠٠ فدان، ويتكون من 4140 حوض استزراع سمكي، تبلغ مساحة الحوض فدان، وتشمل البنية الأساسية من ترع ومصارف ومحطات رفع المياه ومحطات قوى كهربائية.

وأضافت أن الأنواع الجاري استزراعها هي "دنيس وقاروص ولوت وجمبري والعائلة البورية (بوري، طوبارة، سهلية)، مضيفة أنه سيتم البدء في استزراع السمك البلطي الأحمر في أبريل من العام المقبل.. كما أن المشروع يشمل أيضا وحدة بيطرية وأبحاث ومركز تدريب للعاملين ومباني إعاشة للعاملين، موضحة أن المنطقة الصناعية تحت الإنشاء في المرحلة الثالثة، وتشمل مصنع علف بطاقة إنتاجية سنوية ١٥٠ ألف طن على ثلاث مراحل، كل مرحلة ٥٠ ألف طن، ومصنع تصنيع وتعبئة وتغليف الأسماك ومصنع للثلج المجروش وشرائح ومصنع فوم وكرتون.

وأشارت نائب وزير الزراعة إلى أن المشروع يضم مفرخ أسماك بطاقة ١٦٠ مليون زريعة وحضان بنفس الطاقة، ومفرخ جمبري بطاقة ٥٠٠ مليون يرقة، كما أن الإنتاج الحالي للفدان من ٤ إلى ٥ أطنان من الأسماك، أما الإنتاج المتوقع للمزارع كاملة خلال دورة الإنتاج (حوالي ١٨ شهرا) من ٣٥ - ٤٠ ألف طن.