الإثنين 28 يوليو 2025

فن

عمرو الليثي يكشف كواليس تعاون نجيب محفوظ وكمال الشيخ في «اللص والكلاب»

  • 25-7-2025 | 11:24

فيلم اللص والكلاب

طباعة
  • ندى محمد

أكد الإعلامي د. عمرو الليثي في تصريحات صحفية خاصة أن جمال الليثي قرأ قصة "اللص والكلاب" على صفحات جريدة الأهرام، وكان هذا أول تعامل له مع الروائي العالمي نجيب محفوظ.

وكما روى له، فإن المخرج الكبير كمال الشيخ كان يتابع حلقات القصة المنشورة ويجمعها، وكان يفكر جديًا في تحويلها إلى فيلم سينمائي، إذ رأى فيها – كما رأى النقاد – فلسفة اجتماعية جديدة ترتبط بالصراع بين المطحونين من عامة الناس وأصحاب الثروات غير المشروعة، وأيضًا الصراع بين الحقوق السياسية التي يرتدي عباءتها بعض المثقفين المصريين بدافع النفاق، ويستبيحون بها خداع الناس، كما يتجلى في العلاقة بين "اللص والبطل" والصحفي رؤوف علوان، الذي كان يدفع البطل إلى السرقة ويحميه ويتقاسم معه المكاسب، دون أن يتردد في التستر خلف شعارات اليسار كمثقف ومنظر اجتماعي.

وتابع الليثي أن كمال الشيخ كان مؤمنًا بأن هذه القصة يمكن أن تشكّل اتجاهًا جديدًا في السينما السياسية الواقعية العربية، خاصة أن القصة كانت انعكاسًا فلسفيًا وسياسيًا كتبه نجيب محفوظ استنادًا إلى قصة حقيقية للص محترف يُدعى محمود سليمان.

كان محمود قد دخل السجن، وحين خرج وجد أن زوجته خانته وتزوجت من أحد معاونيه، بعد أن حصلت على الطلاق أثناء سجنه، وأخفت عنه ابنته التي كانت كل ما يملك في الحياة. وعندما بدأ رحلة البحث عنها، شاءت الصدفة أن يصيب بطلق ناري أُناسًا أبرياء كانوا قد سكنوا منزله القديم، حينها صوره الإعلام كبطل، وساهم في تضخيم قضاياه وملاحقات الشرطة له، حتى لُقّب بـ"السفاح"، وأثار ضجة كبيرة في المجتمع، إلى أن تم حصاره وقتله على يد قوات الأمن في إحدى مغارات جبل المقطم.

كمال الشيخ، من شدة حماسه، كان قد تخيل لقطات الفيلم كاملة في ذهنه، وزار الأماكن التي ارتادها محمود سليمان مثل مغارات المقطم والمقاهي على أطراف المقابر، وتكية البكتاشية التي كانت تمثل له ملاذًا روحيًا. ومن شدة الحماس قرر جمال الليثي إنتاج الفيلم.

كما روى جمال الليثي أنه اصطحب كمال الشيخ وذهبا معًا إلى مؤسسة دعم السينما، للقاء نجيب محفوظ، الذي كان يشغل حينها منصب رئيس المؤسسة، بعد تركه موقعه كمدير لرقابة المصنفات الفنية. وهناك وقعوا عقد الفيلم، ودفع له جمال الليثي 600 جنيه مقابل حقوق تحويل "اللص والكلاب" إلى عمل سينمائي.

وبالفعل، بدأ الاثنان في إعداد السيناريو والحوار، وقررا عرضه على نجيب محفوظ، لكن الأخير رفض قراءته أو التعليق عليه، وقال لكمال الشيخ: "أستاذ كمال، أنا أعتبر الفيلم المأخوذ عن أي من قصصي مخلوقًا فنيًا مختلفًا ومستقلًا، يشكل رؤياك أنت وكاتب السيناريو، وأنتما المسؤولان عنه أمام النقاد والجمهور.

أما أنا، فمسؤوليتي تنحصر في القصة المنشورة بين دفتي كتاب، ولهذا لا أتدخل ولا أتحمل مسؤولية أي فيلم يتناول قصة من قصصي، لأنك أنت صاحب الرؤية وتتحمل مسؤوليتها، وبهذا المبدأ أتعامل مع كل من يخرج أعمالي للسينما".

أخبار الساعة

الاكثر قراءة