رغم مكانته الرفيعة في المشهد الثقافي العربي، ورصيده الثري من المسرحيات والأفكار التي تناولت الإنسان والمجتمع بعين فيلسوف وفكر مفكر، لم ينج توفيق الحكيم الذي تحل اليوم ذكرى رحيله، من لقب ظل يلاحقه طويلًا "عدو المرأة".
لم يكن هذا اللقب وليد موقف عابر، بل ارتبط بسخريته من دعوات تحرير المرأة، كما تجلى في مسرحيته الشهيرة "المرأة الحديدية"، التي تناول فيها بأسلوب ساخر أفكار قاسم أمين والموجات النسوية الأولى، ورغم هذا الوصف الذي ظل ملتصقًا به، فإن الحكيم عاش حياة أسرية هادئة، تزوج وأنجب.
وفي حوار أجراه الكاتب صلاح منتصر في كتابه "شهادة توفيق الحكيم الأخيرة"، حيث علق توفيق الحكيم عن هذا الأمر، قائلا: السبب في هذا الاتهام يرجع إلى السيدة هدى شعراوي بسبب مهاجمتي أسلوبها في تشكيل عقلية المرأة المصرية خاصة البنات، بأن حذرتهن من الاستمرار في حياة الجواري وخدمة الرجال والأزواج في البيت لأنهن مساويات للرجل في كل شيء، واشتكى لي بعض الأزواج من البنات والزوجات، اللاتي يفكرن بطريقة شعراوي فهمهن لرقي المرأة وأنه استعلاء على الرجل وعدم الخدمة في البيت فكتبت في ذلك، ونصحت الزوجة الحديثة بأن تعرف على الأقل أن تهيئ الطعام لزوجها وأن أسهل صنف يمكن أن تطبخه له هو صينية البطاطس في الفرن.