الإثنين 28 يوليو 2025

ثقافة

المهرجان القومي للمسرح المصري | في «وصلة».. مراد منير ويوسف المنصور يشعلان حوارًا ملهمًا

  • 26-7-2025 | 04:24

ندوة مراد منير ويوسف المنصور

طباعة
  • همت مصطفى

في إطار فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري، وضمن محور «وصلة» الهادف إلى مد جسور التواصل بين أجيال المسرح المختلفة، احتضنت إحدى ندوات الدورة الثامنة عشرة لقاءً خاصًا جمع بين المخرج الكبير مراد منير والمخرج المتميز يوسف المنصور، وأدار الحوار الناقد المسرحي محمد علام، وذلك بحضور الفنان محمد رياض رئيس المهرجان، والفنان عادل عبده مديره، وجمهور كبير من الشباب المسرحيين.

استهل الناقد محمد علام الجلسة بتقديم المخرجين، مشيرًا إلى المسيرة المميزة لـ مراد منير، صاحب عرض «الملك هو الملك» وابن محافظة بورسعيد، ومشيدًا بالتوأمة الفنية التي جمعته بالشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم، وصورته البصرية المشبعة بالشعر والموسيقى، كما قدّم يوسف المنصور بوصفه أحد أبرز خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، والذي جمع في أعماله بين الحس التشكيلي والرؤية المعاصرة للمسرح.

يوسف المنصور: المسرح التشكيلي والتجريب المستمر

تحدث المخرج يوسف المنصور عن بداياته قائلاً: «أنا ابن محافظة الشرقية، وتحديدًا من مركز منيا القمح، وقد تأثرت كثيرًا بالتراث الشعبي هناك، ومنذ طفولتي كنت مولعًا بأفلام يوسف شاهين، والتحقت بكلية الهندسة وبعدها بدأت علاقتي الحقيقية بالمسرح من خلال الجامعة، ثم انتقلت للسيدة زينب بالقاهرة، وهناك اكتشفت بيئة تراثية أخرى، مما أثر على تكويني الفني، حتى قررت التفرغ تمامًا للمسرح فالتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية».

وأوضح المنصور أنه لم يكن يختار النصوص المسرحية بقدر ما كانت هي التي تختاره، قائلاً: «كنت أقرأ النص وأشعر أن هناك شيئًا يضيء أمامي، وهكذا بدأت العروض التي تستهويني، ومنها تجربتي مع «الملك هو الملك» التي أعتبرها من أقرب الأعمال إلى قلبي، كما أشار إلى طريقته الخاصة في التعامل مع العرض المسرحي، حيث يراه «لوحة تشكيلية» يتعامل معها بإحساس بصري وروحي، دون التقيد بالمنهجيات التقليدية أو التساؤلات النقدية المباشرة.

 مراد منير: المسرح في خطر.. وعلينا حمايته

أما المخرج الكبير مراد منير، فقد قدّم شهادته الملهمة حول تجربته الطويلة، مؤكدًا أن المسرح منحه كل شيء، وأنه سعى دائمًا لأن يكون مهمًّا ومؤثرًا، وقد تحقق له ذلك من خلال عروضه المتميزة.
قال «منير»: لقد تأثرت بكُتاب كبار أمثال نجيب سرور، وكان المسرح بالنسبة لي هو وسيلتي لتحقيق ذاتي،  حين دخلت هذا العالم قلت لنفسي: إما أن أكون مخرجًا مهمًا، أو لا أكون، وقد تحققت تلك النبوءة».

وتحدث «منير» عن «الخلطة المسرحية» التي تميز أسلوبه، قائلاً: كل مخرج يحمل في لاوعيه حكايات تراثية متراكبة من أجيال سابقة، ويجب عليه أن يغوص في هذا اللاوعي ليستخرج منها الإبداع، وأنا أعتبر نفسي «ساحر القبيلة»، وهذا السر هو ما يجعل العمل المسرحي حيًّا ومؤثرًا».

ووجّه «منير» رسالة إلى شباب المسرحيين قائلاً: «اقرؤوا كثيرًا، واطّلعوا على الفنون الأخرى، فالمخرج لا بد أن يكون مثقفًا، ملمًا بعلم النفس، والفن التشكيلي، والتاريخ، والمسرح المصري يتعرض الآن لمحاولات تسطيح وتفريغ من مضمونه، وهناك من يريد القضاء على خصوصيته، فلابد أن تدافعوا عنه».

شهد اللقاء نقاشًا غنيًّا حول العلاقة بين المخرج والنص، ودور اللاوعي في بناء العروض المسرحية، وأهمية التجريب والانفتاح على كل أشكال الفن. كما مثّل نموذجًا حيويًا لنقل الخبرات بين جيلين من المخرجين، أحدهما يؤسس وألهم، والآخر يبني ويطوّر على هذا الأساس، وحضر في نهاية الندوة الفنان محمد رياض رئيس المهرجان، والمخرج الدكتور عادل عبده مدير المهرجان .

أخبار الساعة

الاكثر قراءة