يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للقاء رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، اليوم /الأحد/، وذلك خلال زيارته إلى اسكتلندا التي من المخطط أن يقضي معظمها في ممارسة رياضة الجولف، في وقت تقترب فيه المهلة التي حددها البيت الأبيض لفرض رسوم جمركية مشددة على واردات من الاتحاد الأوروبي في أول أغسطس.
وكان ترامب قد مارس الجولف - أمس - في منتجعه الواقع بمنطقة تورنبيري على الساحل الجنوبي الغربي لاسكتلندا، ومن المتوقع أن يكرر ذلك خلال زيارته التي تمتد لخمسة أيام.
ومن المقرر أن يتوجه ترامب - يوم /الثلاثاء/ المقبل - إلى مدينة أبردين، شمال شرق البلاد، حيث تملك عائلته ملعبًا آخر للجولف، كما تستعد لافتتاح ملعب ثالث الشهر المقبل، وقد أعلنت الشركة عن فتح باب الحجز لعامة الجمهور بدءاً من 13 أغسطس.
وسيعقد لقاء ترامب مع فون دير لاين خلف الأبواب المغلقة، ولم يتم بعد الإعلان عن تفاصيل إضافية بشأن مضمونه، وفقا لما نقلته وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية.
وكان ترامب قد قال - للصحفيين قبيل مغادرته البيت الأبيض /الجمعة/ - "لدينا فرصة بنسبة 50% لإبرام اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، وربما أقل من ذلك"، مشيراً إلى أن أي اتفاق ينبغي أن يتضمن تخفيضاً لمعدل الرسوم الجمركية المحددة حالياً بنسبة 30% على التكتل المكون من 27 دولة.
في وقت لاحق، نشرت فون دير لاين تغريدة عبر منصة "إكس"، قالت فيها: "بعد مكالمة جيدة مع الرئيس ترامب، اتفقنا على اللقاء في اسكتلندا يوم الأحد لمناقشة العلاقات التجارية عبر الأطلسي وكيفية الحفاظ على قوتها".
وكان الجانبان قد اقتربا من التوصل إلى اتفاق في وقت سابق من هذا الشهر، إلا أن ترامب فاجأ الجميع بالإعلان عن نيته فرض رسوم بنسبة 30% على الاتحاد الأوروبي، وعلى الرغم من أن الموعد النهائي الأصلي لبدء تنفيذ تلك الرسوم قد مضى بالفعل، فإن تنفيذه تأجّل حتى أول أغسطس على الأقل.
وبحسب "أسوشيتيد برس"، تبقى فرص التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي غير واضحة حتى الآن، رغم أن الرئيس الأمريكي كان قد قيّم احتمالية التوصل إلى إطار عمل مع اليابان مؤخراً بنسبة 25% فقط، إلا أن البلدين أعلنا لاحقاً عن اتفاق تجاري خلال هذا الأسبوع.
ويؤكد ترامب - باستمرار - أن تهديداته المتكررة بفرض رسوم جمركية مرتفعة حول العالم هي أداة ضغط لإعادة التوازن التجاري وتحسين شروط الاتفاقيات مع حلفاء واشنطن، إلا أن تلك الاستراتيجية لم تحقق النتائج المرجوة حتى الآن، ما يجعل من الضروري على ترامب التوصل إلى اتفاق مع تكتل تجاري بحجم الاتحاد الأوروبي، الذي يُعد شريكاً أساسياً في الاقتصاد العالمي.
ومن المنتظر أيضاً أن يلتقي ترامب غدا /الإثنين/ برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في اسكتلندا، وذلك بعد إعلانهما عن إطار عمل تجاري في مايو الماضي، أعقبه اتفاق أشمل خلال قمة مجموعة السبع في كندا الشهر المنصرم، حيث ذكر ترامب أن الاتفاق تم التوصل إليه بالفعل، بينما أشار البيت الأبيض إلى أن بعض بنوده لا تزال قيد التعديل.
وفي حال فشل التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، فإن الكتلة الأوروبية تعهدت بالرد بفرض رسوم جمركية على مئات المنتجات الأمريكية، تشمل اللحوم وقطع غيار السيارات والجعة والطائرات التابعة لشركة بوينغ.
وحال تنفيذ ترامب لتهديداته بفرض رسوم على واردات أوروبا؛ فقد تشهد السوق الأمريكية ارتفاعاً كبيراً في أسعار منتجات مثل الجبن الفرنسي والجلود الإيطالية والإلكترونيات الألمانية والعقاقير الإسبانية.