وقعت غانا اتفاقية ثنائية مع فرنسا؛ لتخفيف أعباء الديون في إطار برنامج إعادة هيكلة الديون الخارجية الجاري تنفيذه في البلاد، وهو ما يمثل محطة رئيسية في جهود الدولة الواقعة في غرب أفريقيا للتعافي من مستويات الديون غير المستدامة في أعقاب جائحة كورونا (كوفيد-19).
وذكرت منصة (بيزنس أفريكا) في تقرير، اليوم الاثنين، أنه بموجب الاتفاق الذي تم في (أكرا) تصبح فرنسا بذلك أول دولة عضو في "نادي باريس" تلتزم رسميا بتقديم إعفاء من الديون لغانا.. ويأتي هذا التطور بعد مصادقة البرلمان الغاني على الشروط الإرشادية التي قدمتها اللجنة الرسمية للدائنين.. حيث زاد إجمالي الدين العام على غانا إلى 769.4 مليار سيدي غاني بحلول مارس 2025 (حوالي 49.5 مليار دولار).
وأشارت المنصة إلى أنه وقع الاتفاق من الجانب الغاني وزير المالية الدكتور كاسيل أتو فورسن - الذي وصف الاتفاق بأنه "أهم إنجاز" في مسار إعادة الهيكلة - داعيا باقي أعضاء نادي باريس إلى أن يحذوا حذو فرنسا.
وقال الوزير: "نتطلّع إلى استكمال العملية في أقرب وقت ممكن، حتى تتمكن غانا من التنفس مجدداً".. مضيفا "التوقيع محطة مفصلية، لقد استغرقنا وقتاً للوصول إلى هذه المرحلة، ولكنها الأهم على الإطلاق، إذ إنها ستمهّد الطريق أمام الدول الأخرى لتتبنّى النهج ذاته الذي اتبعته فرنسا".
وشهد مراسم التوقيع كل من السفير الفرنسي لدى غانا، جول أرمان أنيامبوسو، والأمين العام لنادي باريس والرئيس المشارك للجنة الدائنين الرسمية، ويليام روس، إلى جانب مسؤولين من حكومتي البلدين.
وخلال كلمته في الفعالية، وكذلك أثناء عرضه لمراجعة منتصف العام لميزانية 2025 في البرلمان، أشار الدكتور فورسن، إلى أن معدل التضخم في البلاد قد انخفض من 54% إلى 13.7%، مؤكداً أن "غانا مرت بفترات عصيبة، لكن بزوغ الأمل بات واضحاً في الأفق".
وأعرب وزير المالية عن تفاؤله بأن التقدم الاقتصادي الأخير سيحظى باعتراف الدول الأخرى ضمن إطار نادي باريس، مما سيسرّع وتيرة إعادة هيكلة الدين الخارجي للبلاد.
بدوره، دعا الأمين العام لنادي باريس، ويليام روس، إلى تعزيز التعاون بين الجهات الدائنة، قائلاً: "علينا أن نعمل تدريجياً على بناء ثقة قوية بين فرنسا والصين ودول مجموعة العشرين وأعضاء نادي باريس".
تجدر الإشارة إلى أن "نادي باريس" مجموعة غير رسمية من الدول الدائنة التي تقدم حلولًا منسقة لإعادة جدولة أو إعفاء الديون المستحقة على الدول المدينة التي تواجه صعوبات في السداد و تأسس عام 1956، ويقع مقره في وزارة المالية الفرنسية بباريس.. ويُعتبر النادي أداة رئيسية لضمان استدامة ديون الدول النامية ويساعد على تجنب التخلف عن السداد كما يدعم الاستثمار والثقة في الأسواق الناشئة بعد الاتفاقات.