في كلمة حملت العديد من الرسائل بشأن الموقف المصري والدور الذي تلعبه مصر تجاه الحرب على غزة، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه منذ 7 أكتوبر 2023 كنا حريصون على المشاركة الإيجابية مع قطر والولايات المتحدة من أجل 3 نقاط وهي: وقف الحرب على غزة وإدخال المساعدات والإفراج عن الرهائن.
وأكد سياسيون أن الكلمة أوضحت الموقف المصري الثابت تجاه القضية الفلسطينية والحرب على غزة، وأظهرت الحقائق للرأي العام الداخلي والخارجي، موضحين أن الدور المصري بشأن غزة لا يقبل للشك أو التشويه، حيث إن مصر تبذل كل الجهود من أجل وقف الحرب وتقديم المساعدات كما وقفت ضد مخططات التهجير، كذلك تستعد لاستضافة مؤتمر دولي بشأن الإعمار.
وأكد الرئيس السيسي، خلال كلمته، أنه حتى تدخل المساعدات لقطاع غزة كان لا بد أن الطرف الأخر من الجانب الفلسطيني لمعبر رفح يكون مفتوح حتى تدخل هذه المساعدات وهو ما عملت مصر عليه من خلال دعوتها لإدخال المساعدات، معلقا: هناك تفاصيل كثيرة يتم تناولها مع الجانب الفلسطيني والإسرائيلي بمشاركة قوية من الأشقاء في قطر وأمريكا.
وأضاف الرئيس السيسي، أن الموقف المصري واضح برفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم، لافتا إلى أن تهجير الفلسطينيين سيؤدي إلى تفريغ فكرة حل الدولتين والحل السلمي لإقامة الدولة الفلسطينية.
وأوضح أنه فيما يخص المساعدات الإنسانية لقطاع غزة خلال الفترة الماضية وكانت مصر تناشد بأن قطاع غزة يحتاج من 600 إلى 700 شاحنة مساعدات في الأيام العادية و كنا حريصين على إدخال أكبر حجم من المساعدات لقطاع غزة خلال الشهور الماضية.
الموقف المصري ثابت في دعم القضية الفلسطينية
قال الدكتور محمد مرعي، الباحث في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، بشأن الأوضاع في غزة، تناولت العديد من الرسائل منها تطورات الأوضاع في القطاع، واستمرار الحرب الإسرائيلية، وما صاحبها من حصار وتجويع لسكان القطاع.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هناك تحركات مصرية مكثفة على المستويين الإقليمي والدولي، ونجحت مصر في خلال الـ 48 ساعة الماضية، للضغط على إسرائيل من أجل إدخال المساعدات وتخفيف معاناة الفلسطينيين، وتم إدخال عشرات الشاحنات من المساعدات الإنسانية عبر معبر كرم أبو سالم إلى داخل القطاع منذ أمس.
وأضاف أن كلمة الرئيس السيسي اليوم أكدت الموقف المصري الثابت، بأن لدى مصر استراتيجية وأهدافًا رئيسية تتمثل في وقف هذه الحرب وإنهاء معاناة الأشقاء الفلسطينيين، ووضع حد للجرائم الإسرائيلية، مؤكدا أن المفاوضات بين الأطراف، بمشاركة قطر والولايات المتحدة الأمريكية، تستهدف الوصول اتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين، ووقف إطلاق النار مؤقتًا، تمهيدًا للحديث لاحقًا عن إعادة إعمار قطاع غزة أو حتى كيفية إدارة القطاع بعد الحرب.
وأكد مرعي أن مصر أعد خطة شاملة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين، كذلك تستعد القاهرة حاليًا لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة الإعمار داخل قطاع غزة، مضيفا أن تصريحات الرئيس السيسي تتزامن مع حملات تحريضية مغرضة تسعى لتشويه الدور المصري في الوعي الجمعي العربي.
وأوضح أن هذه الحملات تشنها مجموعات وعناصر إخوانية هاربة لا يهمها القضية الفلسطينية، وليس لها هدف سوى تشويه الموقف المصري التاريخي، الذي لا يقبل أي مزايدات من أي طرف، يدرك الأشقاء الفلسطينيون، سواء في غزة أو الضفة الغربية أو الأراضي المحتلة أو الشتات، الموقف والدور المصري التاريخي في دعم القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو عام 1967.
ولفت إلى إلى أهمية الموقف المصري الواضح في فبراير الماضي، المتمثل في رفض طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، مؤكدا أن هذا الموقف المصري كان تأكيدًا على دعم مصر المستمر منذ عام 1948، حيث قدمت آلاف الشهداء في الدفاع عن القضايا العربية والفلسطينية، ولا يزال دور مصر مستمرًا ولن يتغير.
وأضاف أن الرئيس السيسي وجه اليوم رسالة واضحة إلى الرئيس الأمريكي ترامب بوقف الحرب بشكل عاجل، موضحًا: "فكما هو معلوم، تملك الإدارة الأمريكية ورئيسها أدوات الضغط الرئيسية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة لوقف هذه الحرب، التي كان لها تأثيرات وتبعات ليس فقط على الفلسطينيين أو استمرار الجرائم وعمليات الإبادة ضدهم في قطاع غزة، بل كان لها أيضًا تأثيرات خطيرة على الأمن والاستقرار الإقليميين."
قطع الطريق على مروجي الشائعات
أكد خالد فؤاد، رئيس حزب الشعب الديمقراطي، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، جاءت كمشرط الجرّاح في اللحظة المناسبة، لتوضيح الأمور أمام الرأي العام الداخلي والدولي، وقطع الطريق على المنافقين ومروجي الشائعات، وإعادة الأمور إلى نصابها بشأن تطورات الأوضاع في غزة والدور المصري لدعم أهالي القطاع وتقديم المساعدات.
وأضاف فؤاد، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الرئيس السيسي طمأن الشعب المصري وجميع الشعوب الحرة في العالم أجمع بأن مصر لم ولن تتخلى عن ثوابتها القومية، مؤكدًا التزامها بإقامة الدولة الفلسطينية على كامل الأراضي العربية المحتلة في 4 يونيو 1967.
وأكد أن الرئيس السيسي شدد على أن مصر لم تتخلَ عن دورها في إيصال المساعدات، وأن تاريخها يشهد على مقاومتها ودفاعها عن القضية الفلسطينية، وأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون لها دور ضدها، موضحا أن الرئيس استعرض كافة الجهود التي تبذلها مصر من أجل إحلال السلام، وبسط الأمن، وإعادة الرهائن، وتأمين وصول المساعدات والعلاج للفلسطينيين.
وأضاف أن مصر تضطلع بدور الشريك الأساسي في مفاوضات السلام بين حماس والجانب الإسرائيلي، بالتعاون والتنسيق مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية، مؤكد أن مصر بذلت جهودًا مضنية في المحافل الدولية، وكذلك في محكمة العدل الدولية، وما زالت مصر تقوم بدور كبير في المصالحة بين حركتي حماس وفتح لتيسير إقامة الدولة الفلسطينية والقضاء على أي صراعات ونزاعات بينهما.
وأضاف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شهد بنفسه على أن مصر هي أكبر راعٍ للسلام في الشرق الأوسط، وأنها تتسم بالصدق في سعيها للسلام، وتمتلك أكبر خبرة على مستوى العالم في إدارة مفاوضات السلام مع الكيان الإسرائيلي، وقد نجحت في استمرار السلام منذ عام 1979 حتى الآن.
ولفت إلى أن مصر هي من تحوز الخبرة في حل المشكلة الفلسطينية، ولا أحد سواها قد نجح في ذلك، لذلك جاءت كلمة الرئيس السييسي اليوم لتضع النقاط فوق الحروف، حيث ناشد الرئيس السيسي الرئيس الأمريكي ترامب، بأنه هو القادر على إيقاف نزيف الدماء، وعلى إيجاد حل في غزة، والحفاظ على الأرواح، وإيصال المساعدات، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967.
تدحض الأكاذيب
ومن جانبه، قال طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن كلمة الرئيس السيسي اليوم، جاءت جامعة مانعة بشأن الموقف المصري تجاه الأوضاع في غزة، وهو الخطاب السياسي المصري الذي يتسم بالصدق والشرف والأمانة.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الكلمة ركزت على الدور المصري المستمر والساعي لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وإنجاح المفاوضات الهادفة إلى تبادل الأسرى، والوصول إلى هدنة مؤقتة، وصولًا إلى حل شامل للقضية الفلسطينية.
وأضاف البرديسي، أن مصر، ممثلة بالرئيس السيسي، تسعى لوقف إطلاق النار في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، وقد أبرزت الكلمة بوضوح الأدوار المصرية التي لا يمكن لأحد أن ينكرها، فمصر لا تمارس "المن" بمعناه السلبي، بل هي تقدم الخير والعون دون توقف، وتواصل جهودها الدبلوماسية والسياسية والإنسانية بشكل مستمر، وتشارك في هذه الجهود الدولة المصرية قيادة وحكومة وشعبًا ومؤسسات أهلية، بهدف مساعدة الأشقاء الفلسطينيين.
ولفت إلى أن الرئيس أكد أن معبر رفح يتم تشغيله من جانبين، حيث الجانب المصري مفتوح دائمًا، بينما الجانب الفلسطيني الواقع تحت سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي هو الذي يتم إغلاقه، وفي دليل على جهود مصر، فقد تم توجيه الشاحنات واصطفافها لإدخال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، الذي يبعد عن معبر رفح بمسافة تقل عن 4 كيلومترات.
وشدد على أن مصر لن تشارك أبدًا في أي ظلم يلحق بالفلسطينيين، سواء بمنع إدخال المساعدات أو بالعمل على تصفية القضية، حيث أكدت مصر موقفها الرافض للتهجير منذ البداية، مضيفا أن كلمة الرئيس السيسي، اليوم، كانت بمثابة نور للحقيقة، كاشفًا لكل الأكاذيب والتضليل الإسرائيلي.
الدور المصري واضح ولا يقبل للشك والتشويه
قال حسن ترك، رئيس حزب الاتحادي الديمقراطي، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، بشأن الأوضاع في غزة، خاطبت الرأي العام الداخلي لتوضيح الحقائق، وكذلك وجهت رسائل للعالم بضرورة إيقاف الحرب، حيث وجه الرئيس نداء إلى الجانب الأوروبي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضرورة التدخل لوقف الحرب بشكل عاجل.
وأوضح ترك، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الدور المصري في إدخال المساعدات وتغيير الرأي العام العالمي تجاه القضية الفلسطينية، واضح ولا يقبل للشك والتشويه، حيث إن أكثر من 80% من المساعدات العاجلة التي وصلت إلى قطاع غزة كانت عبر مصر.
وأضاف أنه فيما يتعلق بمعبر رفح، فهو مفتوح بشكل دائم من الجانب المصري ولم يغلق للحظة واحدة، لكن الأزمة في الجانب الفلسطيني من المعبر، الذي تسيطر عليه قوات الاحتلال وهو ما أدى لتعطيل دخول المساعدات طوال تلك الفترة، لكن مصر تكثف جهودها لضمان إدخال المساعدات وتقديم الدعم للشعب الفلسطيني في غزة.
وأضاف أن مصر موقفها الثابت، حيث كان الشعب المصري وقيادته دائمًا داعمين للقضية الفلسطينية، وأسفرت هذه الجهود عن تغيير موقف العالم من الحرب على غزة، وباتت هناك مظاهرات منددة بالعدوان، كما تغيرت مواقف الدول وخاصة الاتحاد الأوروبي، لدعم القضية الفلسطينية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
ولفت إلى أن جرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي واضحة للعيان، ومصر مع ذلك تبذل كل الجهد بموقف واضح، لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ورفض كل مخططات التهجير، والتأكيد على ضرورة الحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية، بما يعيد الاستقرار إلى المنطقة ويلبي طموحات وحقوق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة.