الثلاثاء 29 يوليو 2025

فن

وداع وطني حزين لزياد الرحباني من كنيسة رقاد السيدة ببيروت

  • 29-7-2025 | 03:29

فيروزو زياد الرحباني

طباعة
  • لؤلؤة النجمي

مشهد إنساني بالغ التأثير عاشه لبنان، حيث ودعت القلوب والعيون أحد ألمع رموز الفن العربي، الموسيقار زياد الرحباني من كنيسة رقاد السيدة في بيروت، خرجت جنازته كأنها مقطوعة موسيقية حزينة، نسجتها مشاعر الفقد وصدى الإبداع الراحل لم يكن زياد مجرد فنان؛ كان حالة فنية نادرة نطقت موسيقاه بما عجزت عنه الكلمات.

 

تفاصيل مؤثرة في وداع استثنائي

 

وداع زياد لم يكن عاديًا، فقد تخلله ثلاث لحظات عصية على النسيان، طُبعت في الذاكرة والوجدان:

 

1- فيروز في لحظة الوداع الصامت

بهيبة الأم والفنانة، طلبت السيدة فيروز أن تُترك وحدها أمام جثمان نجلها، لتلقي نظرة أخيرة في صمت كامل. أرادت أن تودعه بعيدًا عن ضجيج البشر، في لحظة من التأمل العميق والحزن الدفين، وكأنها تلحن له لحن الوداع الأخير بصمتها.

 

2- ماجدة الرومي تجثو احترامًا وحبًا

في مشهد مؤثر، تقدمت الفنانة ماجدة الرومي إلى فيروز، وجثت على ركبتيها أمامها، وقبلت يديها بحرارة وصدق، معزية إياها بكلمات ملؤها الحب والأسى. هذا السلوك التلقائي أظهر عمق الاحترام الذي تكنه ماجدة للرمز والإنسانة، وأكد مدى تأثرها بالرحيل الكبير.

 

3- ظهور نادر لهدى حداد

من خلف الظل، خرجت الفنانة المعتزلة هدى حداد، شقيقة فيروز، لتظهر بعد غياب طويل عن الأضواء. حضرت الجنازة وهي غارقة في الحزن، لتودع ابن أختها، في لحظة لم يرها الجمهور منذ عقود، لكنها اختارت أن تشارك في هذا الوداع بصمتٍ موجِع

 

 

حب عابر للزمن

 

في محيط مستشفى خوري بمنطقة الحمرا، وقف العشرات من محبي زياد يودعونه بطريقتهم حملوا صوته وألحانه في قلوبهم، ورددوا مقطوعاته، وغنوا له كما لو كان لا يزال بينهم. كان الحزن واضحًا، لكنه مشبع بالعرفان، وكأنهم يقولون له: "شكرًا لأنك كنت بيننا."

 

نهاية مسيرة... وبداية أسطورة

 

توفي زياد الرحباني، فجر السبت 26 يوليو 2025، عن عمر يناهز 69 عامًا. برحيله، خسر لبنان والعالم العربي فنانًا استثنائيًا، ورجلًا غيّر مفهوم الموسيقى والمسرح، وترك بصمة لا تُمحى في ثقافتنا الحديثة.

 

ابن السيدة فيروز والموسيقار عاصي الرحباني، لم يقف فقط على إرث العائلة، بل صنع مساره الخاص بإبداع جريء وغير مألوف. جمع بين الجاز والموسيقى الشرقية، وكتب مسرحيات عبّرت عن هموم الناس وعبث السياسة، بأسلوب ساخر لا يشبه إلا زياد.

 

أعمال خالدة لا تموت

 

من أشهر أعماله المسرحية: "بالنسبة لبكرا شو؟"، "شي فاشل"، و"فيلم أمريكي طويل". أما موسيقاه، فكان لها دور كبير في تجديد صوت فيروز، إذ لحن لها أغنيات لا تزال تُردد إلى اليوم، مثل "سألوني الناس"، و"قديش كان في ناس"، و"بما إنّو".

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة