يُعد شارع "محمد علي" أحد أعرق وأشهر شوارع مدينة الإسماعيلية، حيث يمتد تاريخه إلى زمن تأسيس المدينة نفسها عام 1862، خلال فترة حفر قناة السويس (1859 - 1869).
وبدأ التخطيط له على يد المهندس الفرنسي جومار، وكان يُطلق عليه في بدايته اسم "ريتشارد قلب الأسد"، إلى أن أطلق عليه الخديوي إسماعيل اسم "شارع محمد علي" تكريمًا لجده محمد علي باشا، مؤسس مصر الحديثة.
تغيرات متعددة في اسم الشارع
شهد الشارع عدة تغييرات في اسمه، إذ أعيدت تسميته خلال ثورة 23 يوليو 1952 إلى "شارع صلاح سالم"، ثم في عهد الرئيس الراحل أنور السادات إلى "شارع الجمهورية"، قبل أن يُعاد له اسمه التاريخي "شارع محمد علي"، الذي ما زال يُعرف به حتى اليوم.
موقع استراتيجي ومعالم بارزة
يبدأ شارع محمد علي من مدخل طريق الإسماعيلية-القاهرة عند منطقة السبع بنات، ويمتد حتى متحف الإسماعيلية وحي الإفرنج، لينتهي بوجود تمثال للرئيس الراحل أنور السادات.
يضم الشارع العديد من المعالم المعمارية والتاريخية المهمة، منها:
مبنى إدارة قناة السويس القديم: مبنى تراثي ضخم يعكس الطراز المعماري في القرن الـ19.
قصر فريدناند ديليسبس: أول مبنى سكني تم إنشاؤه في مدينة الإسماعيلية، ومقر إقامة المهندس الفرنسي المشرف على مشروع قناة السويس.
قصر الخديوي إسماعيل: يقع في نهاية الشارع ويعد من المعالم الأثرية البارزة.
المتحف المصري بالإسماعيلية: يقع ضمن الصف ذاته ويُعد من أبرز المعالم الثقافية في المدينة.
استراحة الفريق مهاب مميش: رئيس هيئة قناة السويس الأسبق.
موقع تاريخي للمقاومة والبطولة
لم يكن شارع محمد علي مجرد طريق حيوي، بل كان أيضًا شاهدًا على أحداث وطنية مهمة، أبرزها:
معركة الشرطة في 25 يناير 1952 ضد قوات الاحتلال البريطاني، التي وقعت في نقطة شرطة البستان "مديرية الأمن حاليًا".
واقعة "عربة البرتقال" أمام كوبرى سالا، حيث نفذت المقاومة الشعبية عمليات فدائية بطولية ضد جنود الاحتلال البريطاني.