أكد الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي جاءت في توقيت "صائب للغاية"، حيث واجهت الحملة الدعائية المغرضة التي سعت إلى تشويه الجهود المصرية المبذولة لإنهاء الأزمة التي يرزح تحت وطأتها الأشقاء الفلسطينيون.
وأوضح "عاشور"، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن مصر كانت أكثر دولة كشفت الممارسات الإسرائيلية ضد المدنيين العزّل في قطاع غزة، وتجلى ذلك في زيارة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى القاهرة، وما أعقبها من موقف أممي اتسم بعداء واضح لإسرائيل، إلى جانب التظاهرات التي اجتاحت العديد من دول العالم رفضًا للعدوان الإسرائيلي.
وأشار إلى أن هذا الحراك أدى إلى تآكل "الصورة الذهنية" التي سعت إسرائيل إلى ترسيخها لعقود، وهو ما استدعى، بحسب قوله، ردًا انتقاميًا تمثل في التشكيك في الدور المصري وجهوده الداعمة للقضية الفلسطينية.
وأضاف أن تصريح الرئيس السيسي بأن "الرئيس الأمريكي قادر على وقف الحرب"، يحمل دقة بالغة، إذ إن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة القادرة على منع إسرائيل من مواصلة عدوانها، وبالتالي، فإن استمرار الحرب يعني ضمنيًا أن واشنطن شريك في جريمة الإبادة.
وتابع: "كذلك تتحمل الولايات المتحدة المسؤولية أمام المجتمع الدولي إزاء كل ما قد يترتب على هذا العدوان من تداعيات في قطاع غزة وسائر الأراضي الفلسطينية".
ولفت أستاذ العلاقات الدولية إلى أن هذه الرسالة جاءت متزامنة مع محاولات إسرائيل تفريغ ما تبقى من الأراضي الفلسطينية من سكانها، وربما التمهيد لإعلان ضم الضفة الغربية، مع الاستمرار في القتال بقطاع غزة، عقب رفض حركة حماس لشروط وقف إطلاق النار.
وفي ما يتعلق بفرص إنهاء الحرب في المدى القريب، أوضح "عاشور" أن إسرائيل تستغل رفض حماس لمقترح وقف إطلاق النار ذريعةً لمواصلة الحرب، مؤكدًا أن استمرار القتال يصب في مصلحة إسرائيل في الظروف الراهنة.