الأربعاء 30 يوليو 2025

تحقيقات

أسوأ ويلات الحرب.. الجوع يفتك بأطفال غزة

  • 29-7-2025 | 16:23

أطفال

طباعة
  • محمود غانم

من بين المآسي المتواصلة في قطاع غزة، تبرز مأساة الأطفال الرضّع الذين لا يجدون حليبًا، في ظل منع سلطات الاحتلال إدخاله إلى القطاع، ما يهدد حياة عشرات الآلاف منهم بالخطر.

وفي تحذير أطلقه، قال مكتب الإعلام الحكومي بغزة، إن "خطر وشيك بوفاة آلاف الأطفال الرضّع في قطاع غزة، بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال حليب الأطفال".

40 ألف طفل مهددون بالموت
يقف قطاع غزة على أعتاب كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة عشرات آلاف الأطفال الرضّع، نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي في منع إدخال حليب الأطفال منذ 150 يومًا بشكل متواصل، في جريمة إبادة صامتة، حسب ما قاله مكتب الإعلام الحكومي بغزة.

ويوجد في القطاع أكثر من 40 ألف طفل رضيع دون عمر السنة الواحدة، معرضون للموت البطيء، بسبب هذا الحصار الخانق الإجرامي، وفقًا للمكتب.

ولتفادي هذه الكارثة، دعا الاحتلال والدول التي وصفها بأنها "منخرطة في الإبادة"، والمجتمع الدولي، إلى تحمّل المسؤولية الكاملة عن كل روح بريئة تُزهق بسبب هذا الحصار الممنهج.

وفي تحذير أطلقه منذ أيام، حذر المكتب من أن أكثر من 100 ألف طفل أعمارهم أكثر من عامين، بينهم 40 ألف طفل رضيع أعمارهم أقل من عام واحد، مهددون بخطر الموت الجماعي الوشيك خلال أيام قليلة، في ظل انعدام حليب الأطفال والمكمّلات الغذائية بشكل كامل، واستمرار إغلاق المعابر، ومنع دخول أبسط المستلزمات الأساسية.

غير أن هذه التحذيرات والاستغاثات لم تُجدِ نفعًا، واستمرّ المشهد كما هو، عدا أن إسرائيل سمحت بعد ضغوط دولية بإدخال عشرات من شاحنات المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، قادمة من مصر.

الأطفال الجوعى
لا تقتصر الأوضاع المأساوية على أطفال غزة الرضّع فحسب، بل تمتد لتشمل الأطفال الأكبر سنًا الذين يواجهون بدورهم معاناة قاسية في ظل انعدام الغذاء وتفاقم الأوضاع الإنسانية.

فبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، فإن "الجميع جوعى في غزة، لكن الأطفال هم الأكثر تضررًا"، مؤكدة أن الأولاد والبنات، بدلًا من الذهاب إلى مدارسهم، يغامرون بحياتهم يوميًا في محاولة يائسة للحصول على ما يسد رمقهم.

الجميع جوعى
وينغمس كافة أهالي القطاع الفلسطيني في مجاعة، بعد أن منعت إسرائيل بشكل كامل دخول المساعدات والإمدادات الإنسانية إلى هناك لأكثر من 140 يومًا، حتى كُسر هذا الحصار صباح الأحد القادم، بعد أن دخلت عشرات شاحنات المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، قادمة من مصر، غير أن إسرائيل لا تسمح بدخول الطعام بالقدر الكافي.

هذا مع الإشارة إلى أن مكتب الإعلام الحكومي كشف أن هناك شاحنات مساعدات، تعرّضت غالبيتها للنهب والسرقة بفعل الفوضى التي يُكرّسها الاحتلال الإسرائيلي عمدًا.

في إطار ما سبق، أكد برنامج الأغذية العالمي، اليوم، أن هناك "حاجة ملحّة" لزيادة المساعدات لقطاع غزة للوصول إلى "المجوعين قبل فوات الأوان".

وكشف أنه لديه مخزون من الغذاء يكفي لكل الفلسطينيين في قطاع غزة لمدة ثلاثة شهور، مشددًا على ضرورة أن تسمح إسرائيل بدخول هذه المساعدات.

ودعا إلى إدخال مزيد من شاحنات المساعدات الغذائية إلى القطاع عبر كل المعابر، وبفتح مسارات أكثر داخل القطاع لعبور الشاحنات، لتقليل التأخير في الوصول إلى كل الفلسطينيين المجوعين في القطاع.

بالتزامن، أكد تقرير أممي أن 100 بالمائة من سكان غزة يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

ويأتي ذلك نتيجة لما أقدمت عليه إسرائيل، في الثاني من مارس الماضي، حيث أغلقت إسرائيل كافة المعابر والمنافذ الحدودية، ما أدخل الأهالي في مجاعة سُجل على إثرها وفيات.

الاكثر قراءة