السبت 2 اغسطس 2025

فن

في ذكرى وفاة عاطف سالم.. مخرج الواقعية وصاحب السبق في تقديم الجديد

  • 30-7-2025 | 02:43

المخرج عاطف سالم

طباعة
  • لؤلؤة النجمي

تحل اليوم ذكرى وفاة المخرج عاطف سالم الذي تميزت أفلام  بقدر عال من الواقعية والرؤية المستقبلية، مما جعله واحدًا من المخرجين القلائل الذين استطاعوا كسر القوالب السينمائية التقليدية دون أن ينتمي إلى موجة فنية بعينها كان ينتمي فقط إلى رؤيته الخاصة للسينما، تلك التي تؤمن بأن الفن يجب أن يُعبّر عن الإنسان والمجتمع بصدق وجرأة.

البداية من أمام الكاميرا إلى خلفها

بدأ مشواره الفني كممثل في فيلم "ماجدة"، لكنه لم يلبث أن انتقل إلى العمل كمساعد مخرج مع عدد من كبار المخرجين، وهي التجربة التي شكلت وعيه السينمائي لاحقًا، خاصة أنه لم يكن راضيًا عن الكثير مما قدمه خلال تلك الفترة وكما قال لاحقًا في أحد حواراته مع الإعلامية سلمى الشماع من داخل المستشفى: "عملت مساعد مخرج لفترة طويلة في أفلام كثيرة لم أكن راضيًا عنها، وكنت أقول لنفسي: حين أصبح مخرجًا، سأقدم سينما مختلفة، إنسانية وصادقة."

من هنا، جاءت انطلاقته الحقيقية مع أول أفلامه كمخرج: "الحرمان" عام 1952، وهو عمل نفسي وإنساني اعتمد على قصة تحمل طابعًا سيكولوجيًا، وكان جميع أبطاله في قمة الأداء، ومنهم: عماد حمدي، فيروز، زوزو ماضي، عبد السلام النابلسي، زينات صدقي، ونجمة إبراهيم.

فيلم "الحرمان"

يحكي الفيلم قصة الأب فاضل (عماد حمدي) الذي يتولى تربية ابنته منى بعد أن تهجرهم الأم وفاء (زوزو ماضي) بسبب انشغالها بعملها. ترافق الطفلة والدها في حياته اليومية إلى أن تقع حادثة مأساوية، تشعر بعدها بالذنب وتفرّ هاربة، مما يدفع والديها للبحث عنها. تنتهي الرحلة بعودة الطفلة ولمّ شمل الأسرة من جديد.

السينما من قلب الشارع المصري

لم يتوقف عاطف سالم عند الواقعية فحسب، بل خاض تجارب جريئة ومتنوعة، مستمدًا أفكاره من نبض المجتمع وهموم الناس. فيلمه "جعلوني مجرمًا" لم يكن مجرد قصة اجتماعية مؤثرة، بل ساهم فعليًا في تعديل القانون المصري، حيث تم إلغاء السابقة الأولى في الصحيفة الجنائية بعد عرض الفيلم.

أما فيلم "إحنا التلامذة"، فقد تناول انحراف الشباب بطرح صريح وغير مسبوق، حيث تضمن ثلاث قصص مترابطة في عمل واحد – فكرة وصفها البعض آنذاك بالمغامرة، وكان بعض المنتجين مترددين في تبنيها حتى أثبت الفيلم نجاحه وفتح الباب أمام هذا النوع من السرد.

وفي "أم العروسة" و"الحفيد"، نقل سالم تفاصيل الحياة اليومية للأسرة المصرية المتوسطة، بطموحاتها البسيطة ومعاناتها الحقيقية. هذه الأعمال لم تكن مجرد مشاهد مكتوبة ومُمَثَّلة، بل كانت أقرب إلى تسجيل حي لحياة الناس داخل بيوتهم، كما قال سالم نفسه:
"في أم العروسة، لم يكن هناك تمثيل بالمعنى الحرفي، كنا نسجل حياة بيت مصري حقيقي، تحرك أفراده بعفوية وكأن الكاميرا غير موجودة."

بحث دائم عن التجديد

كان عاطف سالم يؤمن أن السينما لا تُقاس بعدد الأعمال، بل بقيمتها وفرادتها، حيث صرح في اللقاء ذاته:"الناس تقول إني مُقل، لكني لست كذلك. أنا فقط لا أقدم إلا ما أراه جديدًا ومختلفًا. لا أكرر نفسي."

أخبار الساعة