تُعد قصيدة «بَعَثتَها حاليةَ النحر»، للشاعر أبو هفان المهزمي، إحدى أهم القصائد التي عرفها تاريخ الشعر العربي، التي حفظها العرب، وتناقلوها فيما بينهم.
ويعرف «أبو هفان المهزمي» كأحد أبرز الشعراء في العصر العباسي، الذين كتبوا قصائد تميزت بالغزل والمدح والفخر، وعلى رأسها قصيدة «بَعَثتَها حاليةَ النحر».
وتعتبر قصيدة «بَعَثتَها حاليةَ النحر»، من أبرز ما قيل في الشعر العربي، ومن أشهر القصائد، وتحتوي على 11 بيتًا، علاوة على تميز شعر أبو هفان المهزمي، بسلاسة الألفاظ وسهولة المعاني وصدق العاطفة كما جاء بالقصيدة.
بَعَثتَها حاليةَ النحر
بِكراً وكُلُّ الخير في البكرِ
مَلفوفَةً في حُلَلٍ هُنَّ مِن
خُضرٍ ومن صُفرٍ ومن حُمرِ
تُزَرُّ في الجيد ولكنَّها
تَجُرُّ اذيالاً على الخَصرِ
بيضاء في زرقاء كالشم
سِ إذ تطلَّعت من زرقة الفجر
كجامد الياقوتِ أقطارُهُ
مملوءة من ذائب الدُرِّ
جادَت لمن ركَّب جثمانَها
بروحها سيدةُ الزهرِ
ما حَضَرَت والعِطر في مجلسٍ
إلّا وكانت رَبَّةَ العِطرِ
نابت عن الوردِ كما نُبتَ عن
أبيك في العزِّ وفي القَدرِ
فعاد ذا منها إلى غُصنِهِ
وقام ذا عنكَ من القبرِ
إن أنت حييتَ بها مسكةً
فمثلُها الأبياتُ في النَشرِ
ولم يُضَيَّع فارسيُّ الندى
في عربيِّ الحمدِ والشكرِ