الجمعة 1 اغسطس 2025

ثقافة

من قلب الثقافة الشعبية إلى جائزة الدولة للتفوق.. مسعود شومان فارس العامية والمأثور

  • 30-7-2025 | 11:04

مسعود شومان

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

فاز الشاعر والباحث في الأدب الشعبي، الدكتور مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، بجائزة الدولة للتفوق في مجال الآداب لعام 2025 وجاء ذلك وفق إعلان جوائز الدولة أمس الثلاثاء، بالمجلس الأعلى للثقافة بحضور الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة.

يُعد الشاعر والباحث مسعود شومان أحد أبرز رموز الثقافة المصرية المعاصرة، ليس فقط لكونه من طليعة مجددي القصيدة العامية، بل لأنه مفكر شعبي له بصمة واضحة في مجالات الدراسات الفولكلورية والأنثروبولوجية والعمل الثقافي الميداني.

تتعدد وجوه إبداعه ما بين الشعر، والتحقيق التراثي، والتنظير النقدي، والعمل الإداري المتقدم داخل مؤسسات الثقافة الجماهيرية، مما يجعله نموذجًا للمثقف العضوي، الذي آمن بدور الثقافة في التنوير والتغيير، ومارسه على الأرض.

مسيرة علمية متشعبة تبدأ من الحقوق وتنتهي في قلب الثقافة الشعبية

ولد مسعود شومان في 16 يناير 1966 بمدينة شبين القناطر بمحافظة القليوبية، وبدأ مسيرته الجامعية بدراسة الحقوق في جامعة عين شمس، حيث تخرج عام 1988. غير أن شغفه بالثقافة الشعبية والفنون البصرية دفعه لاستكمال دراسته الأكاديمية في المعهد العالي للفنون الشعبية، حيث نال دبلوم الدراسات العليا في فلسفة الفنون الشعبية عام 1992، ثم دبلومًا آخر في الأنثروبولوجيا من معهد الدراسات الإفريقية، ودبلوم التخطيط الاستراتيجي من معهد التخطيط القومي، وقد حصل على الترتيب الأول على دفعته في أكثر من تخصص.

صوت شعري متفرد في مشهد العامية

في الشعر، يعتبر شومان من أبرز شعراء العامية المصريين المجددين، حيث قدم أكثر من عشرين ديوانًا شعريًا، أبرزها: أول بروفه (ديوان الفتافيت)، بيجرب المشي على رجل واحدة، رجلي أتقل من سنة 67، اخلص لبحرك، ما تقفشي عند بداية الحواديت، اكتبوا تحت الظلام بكرة، وعارف يارب.

وقد تُرجمت بعض قصائده إلى الإنجليزية على يد المترجم الكبير الدكتور محمد عناني ضمن كتاب أصوات غاضبة الذي يدرّس بجامعة أركانسو الأمريكية، ما يبرهن على البعد الإنساني والعالمي في نصوصه.

ناقد شعبي ومؤرخ للعامية المصرية

إلى جانب شعره، خاض شومان معارك نقدية جادة من أجل ترسيخ دراسة الشعر العامي بوصفه نوعًا أدبيًا مستقلاً، وقدم عدة مؤلفات تحليلية مثل المؤتلف والمختلف، الخطاب الشعري في الموال، المؤتلف والمختلف 2، بالإضافة إلى ببليوجرافيا شعر العامية المصرية من 1952 حتى الآن.

 كما اهتم بدراسة المربعات الزجلية، والشعر الشعبي في مناطق القناة، والتوظيف التراثي في شعر فؤاد حداد والأبنودي.

باحث فولكلوري وموسوعي من طراز خاص

لا يُذكر اسم مسعود شومان إلا ويذكر معه أطلس المأثورات الشعبية والموسوعات الخاصة بأغنية الطفل، والأمثال، والشتائم، والنداءات، والمعاجم المتخصصة، إذ أسهم في تحرير أو إعداد العديد من الأعمال المرجعية الكبرى، منها: الموسوعة المصرية لأغنيات الطفل، معجم الشتائم والسباب واللعان، معجم الأمثال الشعبية، ومعجم مصطلحات الشعر الشعبي، وقدم رؤى جديدة لتصنيف المادة الشعبية وتصعيدها إلى مستوى الدراسات الاجتماعية والأنثروبولوجية.

قيادي ثقافي في مفترق الطرق

تنقل شومان بين عدة مواقع قيادية داخل الهيئة العامة لقصور الثقافة، من إدارة الثقافة العامة، إلى أطلس المأثورات، إلى الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، وحتى رئاسة الهيئة ذاتها، كما شغل رئاسة البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، ما مكنه من التأثير الفعلي في السياسات الثقافية والبرامج الجماهيرية، خاصة في الأقاليم. ويعمل حاليًا رئيسًا لتحرير مجلة "الثقافة الجديدة" ورئيسًا للجنة الاستشارية العليا لأطلس المأثورات الشعبية.

شاعر مسرحي ومؤلف درامي

لم يغب شومان عن المسرح والدراما، فقد كتب أشعار مسلسلات درامية مثل حضرة المحترم عن رواية نجيب محفوظ، ودموع الغضب من تأليف فيصل ندا، وفيلم ونس غريب، إلى جانب عدد كبير من المسرحيات الغنائية منها: المشخصاتية، مولد سيدي طناش، عزيزة ويونس، آخر الفرسان، وكابوس للبيع، حيث امتزج الشعر بالعرض الحركي والموسيقي في تركيبة تعيد للمسرح الشعبي هيبته.

حضور دولي ومؤتمرات عربية

حمل شومان هم الثقافة الشعبية إلى المحافل الدولية، مشاركًا في مؤتمرات بالمغرب، الجزائر، ليبيا، الإمارات، العراق، والولايات المتحدة، ممثلاً لمصر في ملتقيات الشعر والتراث الشعبي، ومقدّمًا أوراقًا بحثية متعمقة حول تداخل النصوص، واستدعاء التراث، وتمثيلات الأنثى في المأثور، إلى جانب رؤى إثنوجرافية حول الباعة الجائلين، والآلات الشعبية، ولغة الشارع المصري.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة