النفط يسجل مكاسب أسبوعية طفيفة وسط حالة ترقب تجاري وضغوط جيوسياسية

اختتمت أسعار النفط تعاملات الأسبوع المنقضي على ارتفاعات محدودة، وسط تقلبات حادة وضغوط جيوسياسية متزايدة، في ظل ترقب الأسواق لتداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية التي بدأ سريانها مطلع أغسطس، إلى جانب تصاعد التوتر بين واشنطن وموسكو بسبب العقوبات.

وبلغ سعر خام "برنت" القياسي العالمي 69.67 دولارا للبرميل عند إغلاق أمس، مسجلا ارتفاعا أسبوعيا بنحو 2% مقارنة بسعر إغلاق الأسبوع الماضي البالغ 67.59 دولار.

كما صعد خام "غرب تكساس الوسيط" (WTI) إلى 67.33 دولار للبرميل، محققا مكاسب أسبوعية تقارب 3% مقارنة بسعر الإغلاق السابق عند 64.82 دولار.

وعلى الرغم من الضغوط التي واجهتها الأسعار منتصف الأسبوع نتيجة مؤشرات ضعف في الطلب، فإن المخاطر المتعلقة بتراجع الإمدادات والتوترات الجيوسياسية حافظت على دعم الأسواق.

وقفزت الأسعار بعد توصل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق تجاري كبير، ما خفف المخاوف بشأن الإمدادات وعزز التفاؤل بشأن الطلب المستقبلي. 

ويتضمن الاتفاق استثمارات أوروبية بقيمة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى مشتريات أوروبية من الطاقة والمنتجات العسكرية الأمريكية بقيمة 750 مليار دولار.

في سياق متصل، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات إضافية ورسوم ثانوية على موسكو إذا لم تنه الصراع خلال 10 إلى 12 يوما، ما أثار مخاوف من احتمال حدوث اضطرابات في إمدادات النفط الروسية.

كما أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية هذا الأسبوع عن فرض أكثر من 115 عقوبة جديدة استهدفت أفرادا وكيانات متورطة في نقل النفط من إيران وروسيا.

ووصفت الحزمة بأنها الأوسع نطاقا ضد إيران منذ عام 2018، ما أثار مخاوف من شح أكبر في الإمدادات العالمية، خاصة مع اعتبار البلدين من كبار مصدّري النفط عالميا، وأسهمت هذه المخاوف في تعزيز الأسعار.

في الوقت ذاته، قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المنعقد يومي 29 و30 يوليو. 

وأشار محللون إلى أن استمرار أسعار الفائدة المرتفعة قد يؤدي إلى تقوية الدولار الأمريكي، مما يجعل النفط أكثر تكلفة للمشترين الأجانب ويؤثر سلبا على الطلب.

وتراجعت الأسعار نسبيا بعد أن أفاد معهد البترول الأمريكي بارتفاع غير متوقع في مخزونات الخام الأمريكية بنحو 1.5 مليون برميل، كما أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية زيادة أكبر من المتوقع بلغت 7.7 مليون برميل، في إشارة إلى ضعف الطلب في أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم.

ويواصل المستثمرون متابعة تطورات الصراع الروسي الأوكراني، ومدى تنفيذ العقوبات الأمريكية، إلى جانب المؤشرات الاقتصادية المرتقبة، لتقييم المسار المستقبلي لأسواق النفط.