الأحد 3 اغسطس 2025

عرب وعالم

فاينانشيال تايمز: توترات تشوب العلاقات الأمريكية-الهندية بسبب رسوم ترامب الجمركية والنفط الروسي

  • 3-8-2025 | 14:26

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

طباعة
  • دار الهلال

رصد تقرير لصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، توترا في العلاقات بين الهند والولايات المتحدة والذي أرجع هذا التوتر إلى تعريفات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمركية وشراء الهند للنفط الروسي، قائلا إنه في فبراير الماضي، استضاف رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في المكتب البيضاوي، حيث عانق رئيس الوزراء الهندي وأشاد به ووصفه بأنه "صديق عزيز"، ولكن بعد ستة أشهر فقط، تدهورت العلاقات بين زعيمي أكبر ديمقراطيتين في العالم، وبلغت ذروتها بفرض ترامب رسوما جمركية بنسبة 25% على البضائع الهندية هذا الأسبوع، وإطلاقه إدانات لاذعة لخامس أكبر اقتصاد في العالم .

واستشهدت الصيحفة -في تعليق أوردته اليوم- بسلسلة من المنشورات العدائية على قناة "تروث سوشيال"، انتقد فيها ترامب الحواجز التجارية الهندية ووصفها بأنها مرهِقة ومزعجة"، وأنها تضع أسرع الاقتصادات الكبرى نموا في العالم جنبا إلى جنب مع خصم أمريكي، وكتب أن كلا من الهند وروسيا تعانيان من "اقتصادين ميتين".

وقالت الصحيفة إن تصريحات الرئيس الأمريكي اللاذعة قد أثارت دهشة المسؤولين الهنود، تاركة المحللين في حيرة من أمرهم لفهم الكيفية التي تدهورت بها العلاقات بين الزعيمين - اللذين كانا يتمتعان حتى وقت قريب بتوافق شخصي قوي - إلى هذا الحد وبهذه السرعة .
من جانبه ، قال إندراني باجشي، الرئيس التنفيذي لمركز أنانتا للأبحاث: " من الواضح أن ترامب جعل من الأمر قضية شخصية للغاية ضد مودي". وأضاف: "لا أعتقد أن الأمر له علاقة كبيرة بالسياسة بعد الآن".

وكان ترامب قد ألمح قبل أسابيع إلى أن اتفاقية تجارية مع نيودلهي وشيكة، إذ سعت الهند إلى تجنب فرض رسوم جمركية بنسبة 26% بمناسبة "يوم التحرير". لكن الرسوم التي تم تخفيضها يوم الأربعاء الماضي- قبل الموعد النهائي الذي حدده ترامب في الأول من أغسطس على شركاء الولايات المتحدة التجاريين الآخرين - كانت أقل بنقطة مئوية واحدة فقط. وأضاف الرئيس الأمريكي أنه ستكون هناك عقوبة غير محددة على الهند لشرائها النفط الروسي.

وعلق سي راجا موهان، الأستاذ الزائر في معهد دراسات جنوب آسيا في سنغافورة على ذلك بالقول: "الهنود حساسون للغاية تجاه الإهانات المتصورة أو الحقيقية، وهذه ليست الطريقة التي تعاملت بها الهند مع أي رئيس دولة". وأضاف: "الإهانات تتجاوز أي علاقة، واللغة والأسلوب والفظاظة ليست هي الطريقة التي يتعامل بها الناس مع بعضهم البعض".

وقالت حكومة مودي إنها تدرس تداعيات خطوة ترامب، وصرح مسؤولون -لصحيفة فاينانشيال تايمز- بأنهم ما زالوا يتوقعون عودة وفد أمريكي إلى الهند لإجراء محادثات تجارية في وقت لاحق من هذا الشهر. وقال بيوش جويال، وزير التجارة الهندي في تصريحات مقتضبة أمام البرلمان: "سنتخذ جميع الخطوات اللازمة لتأمين مصالحنا الوطنية والنهوض بها".
بينما أوضح المسؤولون الأمريكيون أن غضب واشنطن من الهند يتركز بشكل كبير على شرائها النفط الروسي - أكبر مصدر للنفط في الهند. فقد وصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، مشتريات النفط بأنها "مصدر إزعاج" في تصريحات تليفزيونية، مضيفا أن "الهند.. تساهم في جوهرها في تمويل المجهود الحربي (الروسي)" في أوكرانيا.

وحذر محللون من أن ما هو على المحك يتجاوز علاقة ترامب ومودي أو حتى العلاقات الاقتصادية للهند مع أكبر شريك تجاري لها. وأضافوا أن ترامب بدا أيضا وكأنه يقترب من باكستان، خصم الهند اللدود، بعد أسابيع فقط من خوض الخصمين في جنوب آسيا صراعا قصيرا.

وقال كريستوفر كلاري، الزميل غير المقيم في برنامج جنوب آسيا بمركز ستيمسون: "الهند، التي تزداد ثقتها بدورها المتنامي في العالم، تشعر بأنها أقل حاجة لتقديم تنازل للولايات المتحدة بشأن القضايا السياسية الجوهرية".

وأشارت فاينانشيال تايمز إلى أنه إبان فترة الحرب الباردة، شاب التوتر علاقات الولايات المتحدة مع الهند، في حين كانت نيودلهي تربطها علاقات وثيقة بموسكو. ولكن على مدار العقدين الماضيين، بنت الدولتان علاقة في مجال الدفاع والتكنولوجيا تعتبر على نطاق واسع من أقوى الحلول في العالم الديمقراطي لمواجهة التوسع الصيني.

وقال محللون ومسؤولون في الهند والولايات المتحدة إن الجانبين توصلا إلى اتفاق واسع النطاق لخفض التعريفات الجمركية وفتح الأسواق في مجموعة من الصناعات، مع إصرار الهند على حماية أسواقها الحساسة سياسياًفي مجال الحبوب الغذائية ومنتجات الألبان. ومع ذلك، ظل مشروع الاتفاق دون توقيع ترامب بعد توتر العلاقات الشخصية بين الزعيمين.

وغضبت نيودلهي من تدخل ترامب أثناء وبعد صراعها مع باكستان في مايو الماضي والذي شنته بعد هجوم في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير أسفر عن مقتل 26 مدنيا. وألقت الهند باللوم على باكستان في الهجوم، لكنها نفت تورطها ودعت إلى إجراء تحقيق "محايد". كما نفت حكومة مودي علنا ادعاء ترامب بأنه توسط في وقف إطلاق النار في القتال وأنه استخدم الصفقات التجارية للقيام بذلك.

ونسبت الصحيفة إلى آشلي تيليس، الزميل البارز في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي قوله إنه في حين أن اعتراضات الولايات المتحدة على شراء الهند للنفط لم تكن سبب التوترات الحالية بين البلدين، إلا أنها "ستخلق بالتأكيد المزيد من المشاكل مع نيودلهي".
 

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة