تواصل مصر جهودها لتقديم المساعدات لقطاع غزة، حيث دخلت اليوم القافلة التاسعة من المساعدات المصرية إلى قطاع غزة من قوافل «زاد العزة .. من مصر إلى غزة»، في ظل الدور المصري لحل الأزمة المستمرة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ نحو 22 شهرًا، وفي ظل استمرار سياسة التجويع الإسرائيلية التي تمارسها ضد القطاع.
المساعدات المصرية لغزة
وانطلقت اليوم القافلة التاسعة من المساعدات قوافل «زاد العزة .. من مصر إلى غزة»، والتي تضم مساعدات غذائية وطبية إلى غزة، والتي انطلقت منذ 27 يوليو الماضي، وذلك في إطار جهوده المتواصلة لتقديم الدعم الغذائي والإغاثي إلى غزة.
وتحمل القوافل والشاحنات آلاف الأطنان من المساعدات التي تنوعت بين: سلاسل الإمداد الغذائية، دقيق، ألبان أطفال، مستلزمات طبية، أدوية علاجية، مستلزمات عناية شخصية، بالإضافة إلى سيارات وقود.
ويتواجد الهلال الأحمر المصري كآلية وطنية لتنسيق وتفويج المساعدات إلى غزة، على الحدود منذ بدء الأزمة حيث لم يتم غلق معبر رفح من الجانب المصري نهائيًا، وواصل تأهبه فى كافة المراكز اللوجستية وجهوده المتواصلة لدخول المساعدات التي بلغت نحو 35 ألف شاحنة محملة بنحو نصف مليون طن من المساعدات الإنسانية و الإغاثة، وذلك بجهود 35 ألف متطوع بالجمعية.
70% من المساعدات لغزة مصرية
ومنذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، وفرت مصر 70% من إجمالي المساعدات الإنسانية والإغاثية التي دخلت غزة منذ بداية الحرب، هذا بخلاف أوجه أخرى للدعم.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن أكثر من 70% من المساعدات الإنسانية التي دخلت إلى قطاع غزة مصرية، مؤكدا أن الحرب في غزة لم تعد حربا لتحقيق أهداف سياسية أو إطلاق سراح رهائن بل أصبحت حربا للتجويع والإبادة وتصفية القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن معبر رفح كان يمكنه إدخال المساعدات الإنسانية لغزة في حالة لم تكن القوات الإسرائيلية تسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
وشدد الرئيس السيسي على ضرورة وقف التصعيد وإنهاء الحرب على غزة ودعم الشعب الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، مشيرا إلى أن مصر تقوم بجهود كبيرة من أجل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وستظل بوابة لدخول المساعدات لشعب فلسطين وليست بوابة لتهجيره.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أغلقت المنافذ التي تربط قطاع غزة منذ يوم 2 مارس الماضي بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وعدم التوصل لاتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار، واخترقت الهدنة بقصف جوي عنيف يوم 18 مارس الماضي وأعادت التوغل بريا بمناطق متفرقة بقطاع غزة كانت قد انسحبت منها.
دور مصري متواصل
وفي ظل الدور المصري، نظمت مؤتمراً وزارياً دولياً حول الاستجابة الإنسانية في غزة في ديسمبر 2024، بمشاركة أكثر من 100 وفد لدعم الاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني، كذلك استقبلت مصر المئات من المصابين والمرضى الفلسطينيين في المستشفيات المصرية.
وأعدت مصر خطة متكاملة لإعادة إعمار غزة، وحشدت بنجاح لدعمها من الغالبية العظمي من الدول وتعتزم تنظيم مؤتمراً دولياً لحشد التمويل اللازم لتنفيذها.
فيما تسبب الحصار الإسرائيلي الكامل على غزة في عدم نفاذ المساعدات بما يتناسب مع حجم الكارثة الإنسانية في القطاع، إلا أن مصر تبذل كل جهدها من أجل إدخال المساعدات، وهذا ليس فقط واجب أخلاقي وإنساني وقانوني، وإنما يصب في تحقيق المصلحة الوطنية من خلال تثبيت الشعب المصلحة الوطنية من الفلسطيني وضمان صموده على أرضه ومنع تهجيره، والحيلولة دون تنفيذ سيناريوهات الوطن البديل" من خلال الضغط على السكان بالتجويع الإفراغ الأرض.
فيما يعد إدخال أكبر قدر من المساعدات يشكل أولوية رئيسية بالنسبة لمصر لأسباب اخلاقية وإنسانية في المقام الأول، وأيضا لضمان وقف مخططات التهجير والمحاولات الإسرائيلية لتصفية القضية من خلال دفع الشعب الفلسطيني لترك أرضه.