الخميس 7 اغسطس 2025

عرب وعالم

لوموند: إبرام أول معاهدة عالمية لمكافحة التلوث البلاستيكي أمر بالغ الأهمية

  • 7-8-2025 | 12:30

التلوث البلاستيكي

طباعة
  • دار الهلال

أكدت صحيفة /لوموند/ الفرنسية في افتتاحيتها الصادرة اليوم الخميس أن إبرام أول معاهدة عالمية لمكافحة التلوث البلاستيكي أمرا بالغ الأهمية. ومع ذلك لا تزال الدول منقسمة حول كيفية معالجة هذه الآفة، التي تدمر نفاياتها الكوكب وتهدد صحة الإنسان.

وأضافت الصحيفة أنه بعد تجاهلها لوقت طويل أصبحت هذه الآفة لا تستثنى منها أي منطقة في العالم. إذ يدمر التلوث البلاستيكي الكوكب بطرق شتي ففي كل دقيقة يتم إلقاء ما يعادل شاحنة قمامة من النفايات البلاستيكية في المحيطات وتتفت هذه النفايات وتتحلل وتتسلل الى كل مكان في الهواء والأنهار والغذاء وحتى في كائناتنا الحية مما يهدد النظم البيئية وصحة الإنسان.

ويفاقم إنتاج البلاستيك ذاته - الذي يعتمد على استخراج الوقود الأحفوري وتحويله - من خطر المناخ. ولذلك، فإن التحدي الذي يشكله المؤتمر الدولي الذي يعقد في جنيف خلال الفترة من 5 إلى 14 أغسطس برعاية الأمم المتحدة، أمر بالغ الأهمية وهو إبرام أول معاهدة عالمية لمكافحة التلوث البلاستيكي .

وتسبب المواد البلاستيكية الاصابة بالأمراض والوفاة لعشرات الآلاف سنويا بدءا من إنتاجها وحتى إعادة تدويرها مرورا باستخدامها، وأكد مقال نشر يوم الاثنين الماضي الموافق 4 أغسطس، أعده علماء بارزون في مجلة "ذا لانسيت" أن الجميع يتأثرون بهذه المواد سواء العمال الذين يعملون في مواقع إنتاج البوليمر أو السكان الذين يعيشون بالقرب من تلك المواقع او حتي مستهلكي المنتجات البلاستيكية وإذا تم اختبار سمية ثلث المواد الكيميائية المستخدمة والتي يبلغ عددها 16 ألف مادة، فإن الآلاف من بينها تعتبر بالفعل "خطيرة للغاية" على الصحة .

وأضافت الصحيفة أن هذه الملاحظة المثيرة للقلق، إلى جانب النمو السريع الذي بات يشهده إنتاج البلاستيك، الذي قد يتضاعف ليصل إلى مليار طن سنويا بحلول عام 2050، وانخفاض معدل إعادة التدوير (أقل من 10% علي مستوي العالم)، تستدعي التوقف عندها .

وتابعت، أنه ومع ذلك لا يزال العالم منقسما حول كيفية التصدي هذه الكارثة. ومن المؤكد أن تحالفا يضم نحو 100 دولة - بما في ذلك الدول الأعضاء ال 27 في الاتحاد الأوروبي - بدعم من المنظمات غير الحكومية المعنية بالدفاع عن البيئة والمجتمع العلمي يدعو إلى معاهدة تتضمن بندا لخفض إنتاج البلاستيك واستهلاكه علي الصعيد العالمي.

غير ان مجموعة أساسية من الدول المنتجة للنفط والغاز تكتفي بنص يركز على إدارة النفايات وإعادة التدوير. إن اجتماع جنيف ليس سوى جلسة استدراك، عقب فشل المحادثات التي عقدت في كوريا الجنوبية في ديسمبر 2024، والتي كان من المفترض أن تختتم بها المفاوضات التي بدأت في عام 2022.

ومع إنكار دونالد ترامب للأثر البيئي للبلاستيك ومعارضة الصين أكبر منتج (ثلث إجمالي الإنتاج) ومستهلك في العالم(إلى جانب الولايات المتحدة) لوضع أهداف ملزمة مفضلة الاكتفاء بالالتزامات الوطنية الطوعية يبدو خطر فشل جديد في المحادثات كبيرا.

أما فيما يتعلق باعتماد نص طموح - ليس بالإجماع - وفقا لقواعد الأمم المتحدة، ولكن من خلال تصويت يقتصر على الدول الراغبة فيه فمن المؤكد أنه سيسمح لبعض المستهلكين بالضغط على المنتجين لكنه قد يبدو بمثابة خيبة أمل كبيرة لأنه قضية عالمية بشكل واضح. ويأمل المفاوضون الفرنسيون أن تجد الصين - التي قد تكون من دعاة البدائل المصنوعة من البلاستيك - اهتماما بالتوصل إلى حل وسط. وهناك أمر واحد مؤكد وهو أن فشل مناقشات جنيف من شأنه أن يشكل انتكاسة خطيرة لصحة الكوكب وسكانه، وخاصة من هم أكثر فقرا.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة