نائب: اختيار الرئيس
لـ"بئر العبد" لإقامة المشروع العمراني لأنها أكثر هدوءاً
وزير سابق: المشروع خطوة مهمة لتنمية سيناء ومكافحة الإرهاب
أستاذ تخطيط عمراني: سيناء بها مقومات جذب وتنمية فريدة
بعد أسابيع قليلة من تعرض مدينة بئر العبد لحادث إرهابي غادر استهدف
المدنيين أثناء تأديتهم الصلاة في مسجد قرية الروضة، أعلن الرئيس عبد الفتاح
السيسي عزمه إنشاء مشروع عمراني جديد بالمدينة بتكلفة 100 مليار جنيه، وهو المشروع
الذي وصفه متخصصون في التنمية المحلية والتخطيط العمراني بـ«الهام» لتنمية سيناء
ورفع معدل الكثافة السكانية بها كأحد السُبل لمكافحة الإرهاب، مؤكدين أن سيناء
تمتلك مقومات جذب للسكان والاستثمار فريدة.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد كلف وزارة الإسكان والهيئة الهندسية
بإقامة مشروع عمراني جديد في مدينة بئر العبد بشمال سيناء خلال عامين أو ثلاثة
أعوام مقبلة، مؤكداً أن المشروع سيكتمل سواء بقي في الحكم أم لا.
مقومات جذب وتنمية فريدة
الدكتور محمد إبراهيم جبر، أستاذ التخطيط العمراني بجامعة عين شمس،
قال إن تنمية أي منطقة تتحقق بتواجد السكان وخلق مجتمعات عمرانية تخلق فرص للعمل
والخدمات، مضيفاً أن تكليف الرئيس السيسي لوزارة الإسكان والقوات المسلحة بإقامة
مشروع عمراني في بئر العبد بتكلفة 100 مليار جنيه خطوة جيدة للغاية في هذا الشأن.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن الهدف من هذا المشروع
تنمية سيناء ورفع الكثافة السكانية هناك من خلال إقامة مشروع عمراني متكامل
ومشروعات للتنمية تستقطب فئات مختلفة من السكان من مختلف محافظات الجمهورية ترفع
نسبة الكثافة السكانية بها لأنها منخفضة للغاية في ظل تكدس السكان في شريط الوادي
والدلتا.
وأضاف جبر أن سيناء بها مقومات جذب وتنمية غير موجودة على مستوى
الجمهورية منها المعادن والخامات كالرمال البيضاء التي تستخدم في صناعة الشرائح
الإلكترونية وكذلك مقومات بيئية لأنها منطقة نقية ونظيفة، مؤكداً أنها منطقة ثرية
وجاذبة للسكان والاستثمار فضلاً عن كونها منطقة سياحية.
وأشار أستاذ التخطيط العمراني إلى أن المجتمعات العمرانية تمر بمراحل
متعددة تستغرق سنوات عديدة قد تصل لعشرين عاماً أو يزيد، موضحاً أن المرحلة الأولى
هي البداية والتي تبدأ فيها الدولة برصد استثمارات لإقامة بنية أساسية سكنية وخلق
فرص عمل بمختلف المشروعات وبعدها مرحلة النمو ثم الوصول إلى مرحلة النضج.
وأكد أنه في هذه المرحلة تكون في المنطقة اكتملت وتوفرت فيها أماكن
للسكن والعمل والخدمات والمدارس والجامعات، مضيفاً أنه يجب مراعاة طموحات الشباب
وثقافتهم وخلق نقاط جذب لهذه المناطق الجديدة لكي يقرر الشاب التجربة والانتقال
إلى هذه المنطقة.
وأوضح أن التنمية هي الأساس في تجاوز كافة المشاكل التي تمر بها
سيناء من خلال رفع نسبة الكثافة السكانية فضلاً عن أهمية ذلك من الناحية الأمنية
لأن العمران منطقة صعبة تستعص على العدوان أو الإرهاب.
خطوة مهمة لتنمية سيناء
فيما قال المستشار محمد عطية، وزير التنمية المحلية الأسبق، إن تعمير
سيناء وخلق مشروعات تنمية وفرص عمل والقضاء على البطالة هي أساس مطلوب في مكافحة
الإرهاب، مضيفاً أن إقامة مجتمع عمراني في بئر العبد بشمال سيناء خلال العامين أو
الثلاث المقبلين هو خطوة لتحقيق هذا الهدف.
وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن الدولة عازمة على هذا
التوجه لأن التنمية وإيجاد مجتمعات عمرانية تكمل الجهود الأمنية في مكافحة
الإرهاب، قائلا "لا يجب أن نعول على الأمن فقط لأن التعمير له دور كبير في
مكافحة الإرهاب بخلق مصانع ومشروعات تزيد الكثافة السكانية".
وأكد عطية أن سيناء كنز استراتيجي لمصر بها جميع أنواع المعادن والتي
يجب استثمارها وتصنيعها بدلاً من تصديرها كمواد خام ما يتبعه إقامة مصانع وإتاحة
الفرصة للتصدير بعد خلق قيمة مضافة على المواد الخام، موضحاً أنه يجب تشجيع
المستثمرين ورجال الأعمال المصريين للاستثمار بها.
وأوضح وزير التنمية المحلية الأسبق أنه يجب تشجيع المستثمرين بمزايا
مثل الإعفاء الضريبي للاستثمار وكذلك تشجيع الشباب للانتقال هناك بخلق حوافز للجذب.
مشروعات مماثلة
وقال النائب رحمي عبد ربه، عضو مجلس النواب عن محافظة شمال سيناء، إن
اختيار الرئيس عبد الفتاح السيسي لمدينة بئر العبد لإقامة مشروع عمراني بها جاء
لكونها المنطقة الأكثر هدوءًا، وأن المراحل المقبلة ستشهد إقامة مشروعات مماثلة في
العريش ورفح والشيخ زويد ومختلف مناطق المحافظة.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن التنمية هي الأساس في
مكافحة الإرهاب لأنها تخلق فرص عمل وتساهم في القضاء على البطالة التي تستغلها
الجماعات الإرهابية لاستقطاب الشباب، مؤكداً أن سيناء مطمع للأعداء إلا أن الدولة
ترعاها وتضع تنميتها على رأس اهتمامها.
وأشار عبد ربه إلى المشروعات التي تنفذها الدولة في سيناء منها
مشاريع أنفاق قناة السويس والكباري العائمة الشهيد أبانوب جرجس والشهيد أحمد
المنسي بعد أن افتتحهما الرئيس قبل أيام قليلة والتي تساعد على الربط بين الوادي
وأرض سيناء، مضيفا أن هناك مشروعات أخرى تشهدها المحافظة وتحديداً بئر العبد منذ
وقوع الحادث الإرهابي في مسجد الروضة.
وأوضح أن المشروع الجديد سيشمل إقامة مساكن ومستشفيات ومدارس ولم
يحدد بعد مكان إقامته على أرض الواقع إلا أن الدراسات جارية وستسمر فترة إنشاؤه من
عامين إلى ثلاث كما أعلن الرئيس، مضيفاً أن هناك مشروعاً جاهزاً للافتتاح قريباً
وهو مصنع للرخام بالقرب من مطار المليز بمنطقة الحسنة شمال سيناء.
وأكد نائب شمال سيناء أن المصنع أصبح جاهزاً فضلاً عن انتهاء مشروعات
أخرى مثل مستشفيات بئر العبد ورفح والحسنة، مضيفاً أن أهل سيناء صامدين وتحملوا
أعباء وقدموا تضحيات في معركة الدولة ضد الإرهاب وينتظرون انفراجة قريبة كما وعد
الرئيس.